العلم ينطق بأسباب اختلاف الغيرة لدى الرجال عن النساء
تعتبر الغيرة من المشاعر القوية للغاية التي تؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير المرء، بل وسلوكه. ورغم أنه من المتعارف عليه أن الغيرة سمة إنسانية عالمية، نجدها في العلاقات العاطفية البشرية في جميع العادات والتقاليد تقريباً، إلا أن الأسباب التي تقف وراءها قد تتفاوت بين الرجال والنساء بشكل كبير.
تعمقنا في الجانب المشرق في هذا الموضوع واكتشفنا بعض التفسيرات التي تؤيدها عدد من الدراسات والأبحاث العلمية، وقد قررنا اليوم أن نحيطكم معشر قراءنا الأوفياء، بأهم ما توصلنا إليه من خلال هذه المقالة.
تأثير التطور البشري
على صعيد التطور البشري، صار من المهم جداً ألا نعيش حياتنا الخاصة فحسب، بل نخلق حياة جديدة أيضاً. وفقاً لأحد البحوث، خُلق الرجال والنساء بطريقة معينة للقيام بمهمتين بالغتي الأهمية: إنجاب الذراري وتكريس حياتهم لتحقيق العيش الرغيد لأبنائهم قدر الإمكان.
المهمة الأولى منوطة بالرجال، لهذا السبب يسعون إلى نقل جينتاهم عن طريق التزاوج مع مختلف النساء. أما السيدات من ناحية أخرى، يميلن إلى الاستفادة من الرجال الذين اخترنهم بعناية شديدة، بهدف توفير الرعاية الضرورية لأطفالهن. وهذا التقسيم البيولوجي، هو ما يفسر الاختلافات في الأسباب التي تشعر الذكور والإناث بالغيرة.
الرجال ينشدون الطمأنينة
بما أنه على الصعيد البيولوجي، يتولى الرجال مهمة التكاثر، فهم يودون التأكد من أن الأطفال الذين يساهمون في تنشئتهم هم من صلبهم فعلاً. بينما تدور العملية برمتها داخل رحم النساء، إلا أنه لا يسعهم استبعاد أي أسئلة ووساوس حول نسب أطفالهم.
وبالتالي، وفقاً لهذه الحقيقة، يفسر الباحثون بأن الرجال يعتبرون الخيانة الجسدية أسوأ بكثير من العاطفية، بما أنهم يرون خطراً في استثمار شتى الموارد في تربية أطفال لا يرتبطون بهم وراثياً.
تود النساء تحقيق الأفضل لأطفالهن
بالنسبة للنساء، سبب الغيرة مختلف تماماً؛ يتوقون إلى خلق رابط مع شريك الحياة، الذي يتم تحديده مجدداّ من الناحية البيولوجية، لتحقيق تنشئة ناجحة لأطفالهن. لهذا السبب تؤثر فيهن الخيانة العاطفية أكثر من الجسدية: فهي تزيد من خطر التخلي عنهن، أو فقدان مساعدة الشريك على تنشئة فلذات الأكباد.
تعتمد الغيرة على طبيعة العلاقة العاطفية أيضاً.
وبالمقابل، نشرت دراسة جديدة تفيد بأن الأدوار البيولوجية ليست وحدها التي تؤثر على أنواع الغيرة، بل إدراكنا للعلاقة ككل. وقد تحدث القائمون علة الدراسة السابقة عن نوعين من الارتباط العاطفي في العلاقات بين الجنسين: الارتباط الرافض والارتباط الآمن، وقاموا بدراسة صلتهما بالغيرة.
الأشخاص من النوع الأول، يقدرون استقلالهم الذاتي أكثر من أي شيء آخر، وينأون بأنفسهم تلقائياً عن أي روابط متينة تجمعهم بالجنس الآخر. كما أن شعورهم بالغيرة يتم على مستوى غير عاطفي، والخيانة الجسدية هي أكثر ما يزعجهم. في الجانب الآخر، نجد أن أصحاب الارتباط الآمن يكونون مرتاحين في العلاقات العاطفية ويستمتعون بالاعتماد المتبادل الذي يكون بين أطرافها، وأكثر ما يثير غصبهم الخيانة العاطفية.
أما الجزء الأكثر إثارة في هذه الدراسة، فيتمثل في أنه قد تبين بأن الرجال يغلب عليهم شكل الارتباط الرافض، بينما تميل النساء أكثر إلى الارتباط الآمن. ومرة أخرى، فإن هذه النتيجة، رغم أنها من منظور مغاير، إلا أنها تثبت فكرة كون الرجال والنساء يشعرون بالغيرة لأسباب متباينة.
ما هي الأسباب التي تثير الغيرة في نفسك؟ حدثنا عن ذلك وعن رأيك حول المقالة في قسم التعليقات أدناه!