أهمية عدم الخجل من قرار العيش بمفردنا واعتباره من أصدق مظاهر تقدير الذات
في عام 1960، كانت تُقدر نسبة الأمريكيين البالغين الذين لم يسبق لهم الزواج من قبل بنحو 10 بالمئة. وفي 2012، ارتفعت هذه النسبة لتبلغ 20 بالمئة. ومع ذلك، لا يزال الناس ينظرون للعزاب على أنهم فشلة وغريبو الأطوار وغير اجتماعيين. لكن بقاء الشخص بمفرده هو في العادة اختيار وفعل شخصي يعبر بهما المرء عن اهتمامه بنفسه.
نحن هنا في الجانب المشرق نريد أن نشرح أسباب اختيار بعض الأشخاص أن يبقوا عزاباً، ولماذا يتعين علينا اعتبار هذا القرار مناسباً لأصحابه ولا يقل حكمة وسداداً عن قرار الارتباط.
نحن لا نريد أن نشعر بالاستياء من أنفسنا
عادة ما يستهجن المجتمع الذي يقدر أفراده العائلة والزواج حالة العزاب. فقد تعلمنا منذ الطفولة أنه من المتوقع لكل شخص أن يكبر ويتزوج وينجب أطفالاً. وكل الذين لا يمرون من هذه المراحل يصبحون موصومين اجتماعياً، وقد يشعرون بضغوط كثيرة من طرف أقاربهم أو حتى من الأباعد.
يظن الكثيرون أن الشخص العازب يعاني خطباً ما. لذا، يحاول الناس ألا يكونوا “على خطأ” وإثبات وجهة نظرهم، وعادة ما يفضلون النظر إلى الوحدة بطريقة سلبية وتعسفية، لأن هذا هو الاختيار المقبول اجتماعياً. وبالتالي، من الأفضل كثيراً للإنسان أن يبتعد عن أي علاقة فيها إساءة وأن يعيش سعيداً بمفرده، بدل أن يبقى في بيئة يناله منها الأذى له بسبب رأي الآخرين.
ثمة اختلاف بين الوحدة والعيش وحيداً
بينما يصف بعض الناس الشخص العازب أنه "وحيد"، فعادة لا يكون هذا هو واقع الحال. فالشعور بالوحدة هي حالة لا يختارها الناس بالضرورة، تُبقيهم مستبعدين اجتماعياً. وبالنسبة إليهم، البقاء بمفردهم ليس كافياً البتة. الشخص الذي يعاني من الوحدة يبحث عن الخصوصية ويشعر بالحاجة إليها، لكنه لا يستطيع إيجادها.
الشخص الذي يعيش بمفرده هو من يختار هذا الأسلوب، ويمكنه أن يعيش حياته على أكمل وجه بدون أن يشاركها مع شخص آخر. هو يفضل الاستمتاع بالبقاء لوحده ويكون لديه هوايات واهتمامات، بل وأصدقاء أيضاً. أظهرت إحدى الدراسات أن من يعانون الوحدة لا يشعرون بالرضا عن حياتهم، على عكس من يختارون العيش بمفردهم.
بقاؤك بمفردك يساهم في تطورك الإنساني
يقول علماء النفس إنه من المهم للغاية أن يتعلم الإنسان التصالح مع نفسه. ففي غياب الرضا والمصالحة مع الذات، لا يستطيع المرء أن يحظى بعلاقات جيدة مع الآخرين. وبالتالي، فإن تقبل حياة العزلة التي يعيشها العزاب يجعلهم أكثر انفتاحاً على النمو وتطوير الذات بدرجة أكبر من المتزوجين. ويمكن تفسير هذا بكون المتزوجين عادة ما يعتمدون على شريك الحياة في الكثير من الأمور، مما يجعل هذا الشريك يحدد شكل حياتهم بشكل أو بآخر.
وهكذا فإن العزوبية بالنسبة لبعض الأشخاص، وسيلة ناجعة لعيش الحياة بكل مباهجها. من لا يعانون من البقاء بمفردهم، عادة ما يعتمدون على حدسهم لإرشادهم. وهذا يمنحهم حرية كبيرة وفرصة للتفكير في أنفسهم وفي احتياجاتهم، بدلاً من التفكير في شخص آخر. وفوق ذلك، يكون بمقدورهم أيضاً تحديد الاختيارات الأمثل، بسبب غياب المؤثر الخارجي كما هو الحال بالنسبة للمتزوجين.
حياة العزوبية والوحدة لها فوائد جمة
— العزاب أقل توتراً.
— العزاب يقدّرون العمل الهادف. هم يحبون وظائفهم في العادة، لأنهم اعتمدوا على أنفسهم وعلى حدسهم حينما اختاروها.
— هم أكثر إنتاجية. الأمور التي تشتت تركيزهم أقل، وبالتالي يمكنهم التركيز على مهامهم بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يساعدهم الوقت الذي يقضونه بمفردهم في تنمية خيالهم وقدراتهم الإبداعية.
— العزاب لا يتقيدون بمكان واحد، وبالتالي تكون لديهم فرص أكبر في السفر واستكشاف آفاق جديدة. يملكون الحرية المطلقة في اختيار مكان إقامتهم أو مكان قضاء عطلهم.
— كشفت إحدى الدراسات أن العزاب أكثر اهتماماً بأصدقائهم وبعائلاتهم من المتزوجين. ويُفسر هذا بكونهم قد تعلموا جيداً كيفية فهم أنفسهم بشكل كامل، وهذا ما يساعدهم على فهم احتياجات وتصرفات الآخرين كذلك.
— الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم يشعرون باكتفاء ذاتي أكبر. وهذا يقلل من المشاعر السلبية التي تنتابهم، لأنهم يتفهمون طبيعة أنفسهم.
ماذا عنك، هل تفضل حياة الوحدة أم تحلم بتكوين عائلة؟ أخبرنا برأيك في قسم التعليقات أدناه.