قصة أنجلينا جولي الملهمة وكيف توافقت مع أبيها بعد سنوات من الخصام
لسنوات طويلة، عُرفت أنجلينا جولي بعلاقتها المشحونة بالتوتر مع أبيها جون فويت، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار. عانى الاثنان خلافات كثيرة في الماضي، أدت إلى عدم تواصلهما لسنوات عدّة. لكن بعد وفاة أم الممثلة، بدأت أنجلينا تعيد تواصلها مع أبيها على استحياء. وبفضل شغفهما المشترك بالأفلام والرغبة في مساعدة أطفال أنجلينا، نجح الاثنان في إصلاح علاقتيهما وبدء فصل جديد من حياتهما.
انفصل والدا أنجلينا جولي وهي صغيرة
تزوج والدا أنجلينا جولي، جون فويت ومارشلاين بيرتراند، لمدة 9 سنوات وأنجبا طفلين. ترك الاثنان بصمتهما في عالم التمثيل، وحاز فويت على جائزة الأوسكار عام 1979 عند دوره في فيلم العودة للديار (Coming Home). لكن زواجهما انتهى بالطلاق عام 1980، عندما كانت أنجلينا طفلة صغيرة.
لم يكن فويت زوجاً مثالياً، واعترف بعلاقاته الغرامية
أثيرت العديد من التكهنات حول أسباب طلاق فويت وبيرتراند، لكن والد أنجلينا اعترف لاحقاً بعدم إخلاصه لزوجته، وقال: “انخرطت في علاقة غرامية، ثم حدث الطلاق. كان الانفصال مصحوباً بكثير من الألم والغضب”.
تحدثت أنجلينا أيضاً عن طلاق والديها وأنه من أسباب علاقتها السيئة بأبيها. قالت أنجلينا عن أمها: “عندما انخرط أبي في علاقة غرامية، تغيرت حياتها. لقد أضرم النار في أحلامها العائلية. لكنها ظلت تحب أبنائها وتحب كونها أماً”.
بالرغم من فوضى انفصال الوالدين، ظلت جولي “ابنة أبيها” لسنوات عدّة
يبدو أن المشكلات بين فويت وأنجلينا تراكمت على مر السنوات، إذ كان الأب حاضراً معظم الوقت بجوار ابنته لدعمها في بداية مسيرتها الفنية. على سبيل المثال، حصلت أنجلينا على أول دور لها في فيلم Lookin’ to Get Out عندما كانت بعمر الـ 7 سنوات بمشاركة والدها في نفس الفيلم. وفي عام 2001، اشترك الاثنان مجدداً في بطولة فيلم المغامرات الناجح لارا كروفت: تومب رايدر (Lara Croft: Tomb Raider).
عندما فازت أنجلينا جولي بجائزة الأوسكار عام 2000، أشادت بوالدها عندما استلمت الجائزة، وقالت: “أبي، إنك ممثل عظيم، لكنك أب أعظم”. بعد سنوات، تتذكر أنجلينا ردة فعل فويت على الموقف، وتقول: “لقد أخبرني أن ذلك أعظم إطراء سمعه في حياته، وأنه يحب أن يكون أباً جيداً، وأن هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة له. لقد كانت ليلة استثنائية لجميع أفراد العائلة”.
بعد طلاق أنجلينا من بيلي بوب ثورنتون، تعقدت العلاقة بين الأب وابنته
انفصلت أنجلينا جولي عن زوجها الثاني عام 2003، وفي ذلك الوقت، تعقدت علاقتها بأبيها أيضاً. قال فويت بعض الأمور الجارحة عن ابنته، بينما فضّلت أنجلينا عدم التحدث عن مشكلاتها مع أبيها في العلن. لكنها قالت: “تبين لي بعد تلك السنوات أن علاقتي بأبي غير صحية بالنسبة لي”.
لم يتواصلا على الإطلاق لمدة 5 سنوات
أدى الخصام بين الأب والابنة إلى عدم تحدث أي منهما للآخر لسنوات طويلة. وفي العام نفسه، تقدمت أنجلينا بدعوى للطلاق، وتخلّت عن اسم أبيها. صرّحت أنجينا عام 2004: “أنا وأبي لا نتحدث”. لم ينتهِ الصمت بين فويت وأنجلينا إلا عام 2007 عند وفاة أم الممثلة، بيرتراند.
بدآ يتواصلان مع بعضهما البعض خلال العقد الماضي
عند وفاة أمها، تولت أنجلينا مسؤولية إبلاغ فويت بمكالمة مقتضبة. كانت علاقة الممثلة بأمها وطيدة للغاية، فقد قالت: “إذا أخبرني أحد أنني أم لأطفالي مثلما كانت أمي لي، سأعتبرها مجاملة عظيمة”. لكن تلك المكالمة الموجزة لم تعنِ عودة جولي للتحدث إلى فويت.
قالت فويت عام 2008: “أحاول التواصل معها دائماً وأرسل لها تحياتي وحبي”. وفي العام نفسه، تبادلا أطراف الحديث في الكريسماس. قالت جولي في محاولة لوصف تصالحهما: “لقد تحدثنا، وسوف نحاول التعرف من جديد على بعضنا البعض، وربما لن نكون أباً وابنة من جديد، لكننا سنحاول أن نكون صديقين في قادم السنوات”.
أطفال أنجلينا جولي ساهموا في تحسين علاقتها بأبيها
على مدار العقد الماضي، بدأت علاقة فويت وأنجلينا تتحسن ببطء، وشوهدا معاً في عديد من المناسبات. وكان طلاق أنجلينا من براد بيت سبباً في توطيد علاقة أنجلينا بأبيها، وكذلك أحفاد فويت. قالت الممثلة عن أبيها: “كان متفهماً جداً مدى احتياج الأطفال إلى جدهم في ذلك الوقت”.
في مدونة صوتية، ذكرت أنجلينا جولي بعض التفاصيل الإضافية عن تصالحهما، وقالت: “لقد تعرفت على جون من جديد، من خلال أحفاده هذه المرة. واكتشفنا أبعاداً جديدة لعلاقتنا”. في السنوات الأخيرة، لم يتحدث فويت عن ابنته إلا بالخير، وأشاد بموهبتها أكثر من مرة. وقال: “إنها قوية للغاية، ويمكنني القول إنها سمة شخصية بالغة الندرة. عندما ترى أنجلينا، تعرف من هي، وتعرف ما سيحدث. إنها تتمتع بشخصية قوية وحضور طاغٍ مثل همفري بوغارت أو كاثرين هيبورن”.