قصة دوروثيا وبون جوفي تثبت أن الحب الحقيقي لا يتأثر بالشهرة والثروة
لا يخفى شعور الوقوع في الحب على الكثيرين منا، ونحن نعلم أن الحب عندما يطرق بابك، يجعلك تتمنى أن يلازمك هذا الشعور إلى الأبد، وأن يحبك من تهواه بالقدر نفسه أو أكثر. ثم تمر الأيام وينتهي ذلك “الوهم” ويحل التنافر محل الانجذاب. لكنك تكون على الأقل قد تعلمت شيئاً جديداً من مدرسة الحب: أن بعض العلاقات لا يمكن أن يكتب لها النجاح مهما حدث.
ليس هذا ما حدث مع دوروثيا وبون جوفي بالطبع، ولكن قصتهما ما زالت جديرة بأن نلقي عليها إطلالة معمقة اليوم في الجانب المُشرق ونشاركها مع قرائنا للاستفادة منها بشكل ما.
جون فرانسيس بونجيوفي جونيور، هو الاسم الحقيقي لنجم الروك المعروف باسم جون بونجوفي. لقد شيد هذا الرجل بأغانيه عالماً من موسيقى الروك طوال جيل كامل، لكن قلة من الناس يعرفون أنه ـ حين كان طالباً في المدرسة الثانوية ـ تحت رحمة حبّ دوروثيا هيرلي، التي ما يزال يشاركها الحلو والمر حتى اليوم، بعد أكثر من 40 عاماً.
لا تخمد نار الفضائح في عالم موسيقى الروك آند رول، لكن بون جوفي لم يتورط في أي منها على الإطلاق. وعلى الرغم من حقيقة أنه أمضى في شبابه الكثير من الوقت بعيداً عن المنزل، فقد كان دائماً يعرف ماذا يريد، وكيف يحافظ على أهم الأشياء في حياته.
كتب نجم الروك ذات مرة على حسابه في إنستغرام عبارة تقول: “عيد ميلاد سعيد لحبي الوحيد منذ اليوم الأول”. ونشرها مع صورة بالأبيض والأسود تجمعه بحبيبته مدربة الكاراتيه، بحب واضح.
في عام 1980 سُطرت الكلمات الأولى لقصة الحب هذه. تعارف جون ودوروثيا لمدة 3 سنوات ثم انفصلا. وفي عام 1984 بعد جولة حول العالم مع فرقته الغنائية، عاد ليبحث عنها ويطلب منها العودة إليه من جديد. هناك أشياء لا مفر منها في الحياة، وبالنسبة لجون بون جوفي، كان الحب أحدها، لذلك طلب من الفتاة عام 1989 أن تكون زوجته. وبعد السفر لأكثر من 4000 كيلومتر، تزوجا بشكل سري في مدينة لاس فيغاس يوم الـ 29 من أبريل.
مرت 33 عاماً، وما زال الزوجان معاً. يعترف جون بأنه ليس شخصاً مثالياً، بل إنه يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول إن للغناء جانبه المظلم الذي جعله يضيع لحظات رائعة كان يمكن أن يعيشها بحبّ مع عائلته. لكن الجميل في قصته أنها لم تشهد يوماً ظهور عشيقة أخرى أو بوادر خيانة.
دوروثيا كانت دائماً موجودة معه في السراء والضراء. لم يمرا بأي صراعات قوية يمكن أن تفسد علاقتهما، ويبدو أنهما فهما أن مفتاح أي علاقة هو “الاحترام المتبادل” وأن الحياة هي طريق طويل فيه صعود وهبوط لكنه يسهل بالمشاركة. كما قالت دوروثيا في مقابلة تلفزيونية ذات مرة: “قد تكون العوائق على الطريق هي الطريق نفسها”.
لم يسمح الزوجان للشهرة أو الثروة بأن تغيرهما، وما زال بون جوفي يتعامل مع مهنته الموسيقية كهواية يستمتع بها ويتقاضى أجراً جيداً مقابلها. “كوني مغنياً يعبر فقط عما أفعله، وليس هو كل شخصيتي. أنا أكتب الأغاني، وأجيد أداءها، هذا كل شيء”.
وهما في كل الأحوال يعملان كفريق واحد، يدعمان بعضهما البعض، وإن كانت لكل منهما طريقته الخاصة لمواصلة المشوار حتى آخر لحظة، بكل ما يمكن أن تعنيه الكلمة. وعن هذا يقول المؤلف والمغني: “إذا تعثر أحدنا، فإن الآخر سيكون حاضراً لتقديم يد المساعدة”.
في 14 فبراير 2022 قام بون جوفي بمبادرة يمكنها أن تجعل الشخص الأكثر رومانسية في جيلنا يبدو مجرد مبتدئ، وذلك حين نشر صورة له مع دوروثيا ورسالة مختصرة رقيقة تقول: “عيد حبي الأبدي”. والحقيقة هي أن لا أحد منهما كان يتخيل أنها بعدما شاركته الغش يوماً في امتحان التاريخ في المدرسة الثانوية، سيتشاركان معاً بطولة قصة حبهما الخاصة التي أثمرت 4 أطفال.
ما هو حسب رأيك أهم شيء في العلاقة الزوجية؟ وهل ترى أن الحب الأبدي ممكن في هذا الزمن؟