قصة ليام نيسون الذي أحب زوجته بشدة واختار أن يظل مخلصاً لها بعد وفاتها
يستطيع الحب أن يعيش للأبد. لكننا نواجه على الطريق أحياناً بعض العقبات التي يمكنها أن تبعدنا عن الشخص الذي نحبه أكثر من غيره. ومرّ ليام نيسون، الممثل الهوليوودي الشهير، بهذا النوع من الحزن عندما فقد زوجته بعد 15 عاماً من الزواج القائم على الإخلاص الشديد.
ونحب في الجانب المُشرق مشاركتكم القصص التي تبرهن على قوة الحب دائماً. لهذا سنروي عليكم اليوم قصة ليام وناتاشا وما تعلمناه منهما عن الحب، والفقد، وقوة الرابط الذي لا ينكسر بحق.
وقعا في غرام بعضهما البعض على الفور، لكنها كانت متزوجة
التقت ناتاشا ريتشاردسون بليام نيسون للمرة الأولى عندما تم اختيارهما للمشاركة في مسرحية (Anna Christie) عام 1993. ويعتبر ليام رجلاً جذاباً وشديد الوسامة في أي عمر، لكنه كان معروفاً بعلاقاته النسائية المتعددة آنذاك. بينما كانت ناتاشا متزوجةً من المنتج روبرت فوكس.
وتمتع كلاهما بتناغمٍ رائع داخل المسرح وخارجه وفقاً لليام، الذي قال آنذاك: “لم يسبق لي أن شعرت بهذا القدر من التناغم المتفجر مع ممثلةٍ أخرى من قبل”. وعادت ناتاشا في النهاية بعد طلاقها إلى نيسون الذي صبر كثيراً، دون أن تعبأ بسمعة الممثل كزير نساء. وقالت ناتاشا: “يسعدني أن تقع النساء في غرامه، لأنني أعرف السبب”.
عقد ليام قرانه على ناتاشا وكوّنا أسرة
لم يكن نيسون شديد الغزل في تعامله مع ناتاشا خلال المراحل المبكرة من علاقتهما، على الرغم من تقاربهما الحميمي. إذ كان يفضل الاحتفاظ بمشاعره لنفسه، لدرجة أنه بعث لها ببطاقة معايدة في عيد ميلادها تحمل الرسالة التالية: “بدأتِ في الاقتراب من عمري. مع الكثير من حبي، أوسكار”.
وغضبت ناتاشا من افتقار رسالته للشغف، ورأت أنها كانت مبتذلة وتبدو كرسالةٍ إلى صديق. لهذا قررت أن تسأله بصراحة عن مستقبل علاقتهما.
ودفعته صراحتها في الحديث ليكون صادقاً مع نفسه حول مشاعره، فأدرك أنه وقع في غرامها بشدة في التو واللحظة. وقال نيسون: “هذه المشاعر أصلية وحقيقية، ويجب أن يحافظ المرء عليها”.
وبعد أن اعترف الثنائي بمشاعرهما، تزوجا واحتفلا بحبهما داخل مزرعةٍ في نيويورك عام 1994. وأخلص الثنائي لبعضهما البعض بشدة لدرجة أن ناتاشا فعلت كل ما بوسعها للحصول على دورٍ في فيلم نيل (Nell)، بعد اختيار ليام نيسون للمشاركة فيه. وأنجبا طفلهما الأول مايكل ريتشارد أنطونيو نيسون بعدها بعامٍ واحد. ثم حملت ناتاشا مرةً أخرى بشكلٍ غير متوقع بعد إنجابها، فرزق الثنائي بدانيال جاك نيسون عام 1996.
الحادث المأساوي
حلّت المأساة الصادمة بعدها بسنوات، لتبدد سلام العائلة بأكملها. إذ تعرضت ناتاشا لحادثة أثناء التزلج على الجليد في كيبك بكندا شهر مارس/آذار عام 2009، مما تسبب لها في إصابةٍ دماغية. ولم تكن ترتدي خوذةً واقية عندما وقعت الحادثة المؤسفة، لكنها بدت بخيرٍ في البداية ورفضت الحصول على رعايةٍ طبية. وافترضت أول الأمر أنها إصابة خفيفة في الرأس، لكنها كانت مصابةً بآفةٍ دماغية قاتلة في الواقع.
وكان ليام يعمل في تورونتو آنذاك، فهرع إلى سرير زوجته في المستشفى. وحينها أخطره الأطباء بأنها كانت ميتةً دماغياً ولا يوجد ما يمكن فعله لإنقاذها. ويقول ليام: “ذهبت إليها وأخبرتها أنني أحبها. وقلت: ’حبيبتي، لن تعودي إلى الحياة من جديد. لقد تعرضت لضربةٍ عنيفة في الرأس’”.
واضطر ليام لاتخاذ أسوأ قرار في حياته، وكان قراراً غيّر مسار حياته تغييراً لا رجعة فيه. إذ وافق على فصل زوجته الحبيبة عن جهاز دعم الحياة الأساسي. وفارقت ناتاشا ريتشاردسون (45 عاماً) الحياة بعد يومين من الواقعة مع الأسف.
الذكريات الغالية والوفاء لزوجته الراحلة
قرر ليام الاحتفاظ بأحزانه لنفسه بعيداً عن وسائل الإعلام. وبالتالي لم يتحدث عن ملابسات الحادثة أو يدلي بأي تصريحات عنها لوسائل الإعلام خلال السنوات التالية.
وأثنى الممثل على زوجته الراحلة بالكلمات عام 2016، عندما كتب: “يقولون إن فقدان من تحب هو أصعب شيئ في هذا العالم. وقد توفيت زوجتي بشكلٍ غير متوقع. لقد أدخلت الكثير من السعادة على حياتي. وكانت كل شيئ بالنسبة لي”.
ويذكر ليام سنوات زواجه المباركة بقدر كبير من العناية والاهتمام، فهو ممتنٌ للحب الذي شعر به كلاهما تجاه الآخر. وقال: “كنت زوجها لمدة 16 عاماً، وعلمتني خلالها كيف يحب المرء حباً غير مشروط. ويجب أن نتوقف لحظةً لنشكر الله على زوجاتنا وأزواجنا. لأنك سترفع رأسك عن هاتفك ذات يوم، ولن يكون الطرف الآخر موجوداً حينها”.
وما زال الألم يضرب بقوةٍ أحياناً رغم مرور 8 سنوات على وفاتها. حيث اعترف ليام قائلاً: “تمر علي فترات الآن أسمع خلالها صوت الباب وهو يُفتح، وأظن أنني سأسمع صوتها بعدها”.
من حب حياتك الأبدي؟