تمارين بسيطة تبقي ذهنك متوقداً مدى الحياة
لقد أصبح النسيان من الصفات الشائعة جداً لدينا، حيث ننسى الكثير مما يجري في أحداث حياتنا اليومية، مثل ترك مفاتيح السيارة أو إضاعة ملف أو العجز عن تذكر اسم شخص ما. ولكن هل نفعل ذلك عمداً؟ بالتأكيد لا. كل ما في الأمر أننا مع تقدمنا في العمر، نميل إلى فقدان جزء من “المادة الرمادية”. هل تخطط للحفاظ على هذا الكنز القيم لفترة أطول قليلاً؟ إذن، فهذه المقالة هي ضالتك!
لطالما أحببنا في الجانب المشرق تقديم النصائح والأفكار المفيدة الكفيلة بتلوين حياتك بألوان السعادة والصحة المشرقة. ونعتقد أن المقالة التالية ستكون بمثابة صفحة أخرى جديرة بإضافتها إلى دفتر خبراتك وتجاربك الذهبي.
1. استخدام اليد الضعيفة (اليمنى إذا كنت أعسراً والعكس بالعكس)
إذا كنت من الأشخاص الذين يستخدمون أيديهم اليمنى عادة، فجرب توظيف يدك اليسرى من حين لآخر لحمل وعاء الطعام أو الكتابة أو التقاط الأشياء، وما إلى ذلك. قد يكون الأمر صعباً عليك في البداية، ولكن مع زيادة الممارسة، سوف تتمكن من تنفيذ عدد من المهام اليومية المعتادة.
والغاية من هذه المحاولة، هي تحريك الجانب غير النشط من الدماغ. وسوف يساعدك ذلك في تحسين أداء باحات القشرة الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات والأوامر اللمسية المتعلقة باليد.
2. تنفيذ بعض الأعمال اليومية بعيون مغمضة
ما الأمور التي نفعلها كل يوم دون التفكير فيها؟ كم عدد الخطوات التي نمشيها للنزول إلى الطابق السفلي؟ أو كم عدد الأطباق الموجودة في خزانة المطبخ؟ هناك سبب واضح لعدم تذكرنا لهذه الإجابات على الفور، وهو أننا غالباً ما نقوم بمهامنا اليومية المألوفة والمتكررة دونما تركيز.
لهذا يُنصح بأن نقوم ببعض مهامنا المعتادة في كل يوم وأعيننا مغلقة. وهذا يشمل الاستحمام، والانتقال من غرفة إلى أخرى، وغيرها من الأعمال اليومية. وفي هذه الحالة، سوف يتركز تواصلك على حاسة اللمس بشكل رئيسي، حيث ترسل إشارات إلى دماغك حول كل شيء تلمسه وتشعر به.
3. تغيير الأنشطة الصباحية
عموماً، جميعنا لديه جدول زمني محدد يبدأ منذ لحظة استيقاظنا وينتهي بخلودنا إلى النوم في نهاية اليوم. ومع ذلك، فإن التنوع والتجديد هما سـرّ حسن تدريب الدماغ على حدة الانتباه. من المهم ألا تعود دماغك على نفس الروتين اليومي، للحفاظ على نشاطه ويقظته.
لا يتعلق الأمر هنا بأية أمور معقدة، ولكنه ببساطة عبارة عن تغيير يطال مهمات جدولك اليومي. على سبيل المثال، يمكنك ارتداء ملابسك بعد تناول وجبة الإفطار وليس قبلها، أو اتخاذ طريق مختلف عن الذي ألفت الركض عبره، أو حتى مشاهدة الرسوم المتحركة بدلاً من أخبار الصباح.
4. النظر إلى الأشياء المألوفة من الخلف أو رأساً على عقب
لطالما نظرنا إلى الأشياء بالطريقة التي يُفترض بنا أن ننظر إليها. ولكن هل سبق لك أن تساءلت عن سبب إمساك الطفل بجهاز تحكم عن بُعد بشكل مقلوب، أو الإشارة إلى مختلف الأشكال والألوان المرسومة عليه؟ ماذا لو فعلنا نحن أيضاً الشيء نفسه؟
جهاز التحكم في التلفزيون مجرد مثال هنا، ولكن يمكنك تجريب ذلك مع أشياء أخرى مثل صورة عائلتك على المكتب، أو تعليق الساعة على حائط مختلف، أو حتى ربط ساعتك اليدوية بشكل مقلوب على معصمك. فبهذه الطريقة، كلما نظرت إلى هذه الأشياء، سيركز عقلك عليها لكي يجد لها تفسيراً مقبولاً، مما يساهم بالتالي في زيادة يقظته.
5. اللعب بالقطع النقدية
هل رأيت كتاباً منقوشاً بطريقة برايل من قبل؟ إنها طريقة لمساعدة المكفوفين على القراءة، باعتماد حروف مميزة تصعب رؤيتها من قبل الأشخاص المبصرين. ومع ذلك، فمن خلال لمسها تتعرف على كيفية قدرتهم على قراءتها، فهم يلمسون ويتحسسون الحروف المطبوعة، ليطلبوا بالتالي من أدمغتهم تفسيرها بدلاً من استخدام حاسة البصر.
الفكرة هنا هي اتباع الطريقة عينها لتنشيط خلايا الدماغ. وما عليك سوى جلب كوب ووضع بعض العملات المعدنية فيه. ثم تحاول التعرف على فئة العملات دون النظر إليها. ويمكنك أن تكرر ذلك كلما توقفت عند إشارة الضوء الأحمر وأنت بداخل سيارتك.
6. تجريب أطعمة مختلفة
إذا كنت من أولئك الذين يطلبون دائماً الطبق ذاته كل مرة تخرج فيها لتناول الطعام، فقد حان الوقت للتغيير، وهناك سبب وجيه لذلك. عند تجريب طبق جديد، سيطلب دماغك شم الطعام ويرسل إشارات إلى الأنف لتنشيط مستقبلاته الحسية، وستمنح هذه الرائحة الجديدة دماغك فرصة تجريب أحاسيس ومشاعر جديدة.
كما يمكنك ربط بعض الروائح بأشياء أو ذكريات معينة، وأنت تجرب هذه الطريقة ليس فقط في المطاعم، ولكن أيضاً مع أطباقك اليومية في المنزل. استخدم بهارات مختلفة أو مكونات جديدة من حين لآخر في إحدى وجباتك المفضلة.
7. القراءة بصوت مرتفع
لا يمكننا القراءة بصوت مرتفع دائماً. ولكن ينبغي تجريب ذلك كلما كان ممكناً. قد يستغرق إنهاء المقطع الذي تقرأه بضع دقائق أكثر من المعتاد، لكن النتائج تستحق ذلك تماماً. ففي إحدى تجارب تصوير الدماغ، كانت 3 مناطق من الدماغ تشع بالضوء كلما تم نطق الكلمات بصوت مرتفع.
من خلال القراءة بصوت مرتفع، نميل إلى استخدام باحات مختلفة من أدمغتنا في وقت واحد، كما أن للاستماع إلى الكتب الصوتية تأثيراً مشابهاً على الدماغ.
8. الاستعانة بمحفزات الذاكرة
نقصد بمحفزات الذاكرة تلك الطرق المبتكرة للاستذكار، والتي تساعد على تجنب نسيان بعض المعلومات. هل تتذكر مثلاً بعض العبارات التي تعلمتها في طفولتك لتتذكر قواعد لغوية معينة، بحيث تجمع الحروف الأولى للكلمات المشكلة للقاعدة في كلمة أو عبارة سهلة الحفظ؟
ومن شأن هذه الألعاب المحفزة للذاكرة أن تكون مفيدة حتى اليوم وأنت شخص بالغ. فهذه الطريقة تعمل على زيادة تركيز باحات الدماغ الرئيسية وتطوير الانتباه وتنشيط الذاكرة.
9. تغذية الدماغ
عندما نقول “تغذية الدماغ” فنحن نقصد تناول الأطعمة المعروفة بتحسين وظائف المخ. من الضروري تضمين وجباتك اليومية كمية لا بأس بها من الفيتامينات والدهون لتغذية دماغك. ومن الأطعمة المعروفة بزيادة قوة الدماغ نذكر الجوز وزيت جوز الهند والكركم والتوت والبيض والبروكلي والأفوكادو.
10. الأنشطة الاجتماعية!
إن الخروج والتحدث إلى الناس ومساعدة الآخرين ينفض عن عقلك غبار الكسل ويزيل عنه رداء الخمول. كلما دخلت في محادثات مع أشخاص مختلفين، يبدأ دماغك في التحرك بنشاط عن طريق إرسال المعلومات وتلقيها. وتكون الفائدة أكبر عند التفاعل مع أشخاص يحملون أفكاراً وقناعات مغايرة، حيث يستعد الدماغ لتلقي أفكار ورؤى جديدة من خلال ذلك.
إذا كنت تميل إلى العزلة والقطيعة الاجتماعية على الدوام، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على قدراتك المعرفية بشكل عام. حاول التفاعل مع الباعة في المتاجر، بدل الذهاب إلى آلات البيع الأوتوماتيكية. وحين تفعل ذلك، لا تكتف بدفع المال وحمل الأغراض والانصراف وحسب، بل تجاذب أطراف الحديث مع البائع أو الموظف المسؤول بكل ود.
مكافأة: كيف تستخدم حواسك كلها في وقت واحد؟
حاول القيام بأنشطة تتطلب مشاركة كل حواسك في وقت واحد، ومنها على سبيل المثال: السفر، والبستنة، وتدوين الملاحظات أثناء الاجتماعات، والتعامل مع الأطفال أثناء الطهي، وما إلى ذلك. وهناك نشاط رائع آخر، هو التسوق في المتاجر الكبرى، حيث تميل إلى استخدام مختلف حواسك، خاصة عند شراء الفواكه والخضروات. لأنك تلمسها وتشمها، بل وأحياناً تتذوقها.
يتم إشراك الحواس بشكل عام من خلال هذه المهام اليومية بطريقة بديهية. ولكن يمكنك أيضاً التفكير في ممارسة بعض ألعاب الفيديو التي تتطلب ممارسة مهام متعددة. وهي لن تقوم بتطوير مدى انتباهك فحسب، بل ستحسن تركيزك وقدرتك على أداء عدة أعمال في وقت واحد أيضاً.
هل ستحاول دمج أي من هذه الأنشطة الجديدة في روتينك اليومي من الآن فصاعداً؟ ننتظر مرورك وتفاعلك مع ما ورد بالمقالة في قسم التعليقات!