الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أب يجرب وصفة تربوية على الطريقة الفرنسية فصار أطفاله يحسنون التصرف

الأبوة والأمومة من أصعب الوظائف التي يمكن لأي إنسان حملها على عاتقه. ولحسن الحظ، ثمة فرص للحصول على العون عندما تحتاجه، والحقيقة أننا جميعاً نحتاجه. Bringing Up Bébé هو كتاب من تأليف باميلا دراكرمان، يستكشف طرق التربية الفرنسية، ويوضح لنا سبب تميز الأطفال الفرنسيين عن غيرهم في السلوك الحسن. وليس من المفاجئ أن الناس يقبلون على قراءته ويتبنون ما فيه من نصائح وتوجيهات.

أحببنا في الجانب المُشرق أن نطلعكم على هذه التكتيكات الهامة لتربية الأطفال، من خلال التجربة الشخصية لأحد الآباء الذين جربوها وأحبوا نتائجها وأعجبوا بها أيما إعجاب.

قرر هذا الأب أن يربي أبناءه كأنه فرنسي

باتريك كولمان أب قرر تطبيق طريقة التربية الفرنسية مع أبنائه وأعجب كثيراً بنتائجها، لدرجة أنه قرر مشاركة تجربته مع العالم بأسره. وقد بدأ بالإشادة بكتاب باميلا دراكرمان الذي، وفقاً لباتريك، يفسر كيف أن أطفال الفرنسيين هم أكثر انضباطاً و تهذيباً، ينهون أطباق وجباتهم وينامون عندما يُطلب منهم ذلك. لقد أراد استنساخ نمط الحياة هذا، وتطبيقه في حياته وحياة أطفاله.

أراد باتريك أن تتغير بعض الأمور في منزله، حتى يتوقف طفلاه (4 و 6 سنوات) عن النحيب والنشيج، ورفض النوم في موعده، وإساءة التصرف. لذلك قرر أن “يصبح فرنسياً” لفترة من الوقت، ليرى ما إذا كانت تلك الطريقة ستنجح. ولحسن الحظ فقد فاقت نتائجها كل توقعاته!

كيف سارت خطته

أثناء مطالعة باتريك وجمع معلومات حول التربية الفرنسية، اكتشف التكتيكين الرئيسيين اللذين سيستخدمهما في تربية أطفاله: “عدم السماح لهم بأن يكونوا مركز الاهتمام والتحدث إليهم كما لو كانوا بالغين”. وقال إنه لم يكن يقوم بهذين الأمرين من قبل، لانعدام أبحاث معتبرة تدعم هذا التوجه. لكنه على الرغم من ذلك قرر أنهما يستحقان التجربة.

كانت الخطوة الأولى من خطة باتريك تتطلب التوقف عن تلبية احتياجات طفليه على الفور وفي جميع الأوقات. وكان دائماً يطلب منهما الانتظار والتحلي بالصبر. يقول باتريك: “كنت رافضاً لطلباتهما... ثم شرعا في التذمر بصوت أعلى وأصبحا أكثر إزعاجاً... فعاندتهما وعانداني... كان الوضع سيئاً، ولكن بعد ذلك، في اليوم الرابع، تغير الحال”.

أدرك طفلاه أخيراً أن والدهم لن يستسلم لمطالبهما، وأنه لن يتراجع عن موقفه بخصوص تلبية احتياجاتهما. ربما كان الأمر محيراً، لكنهما في النهاية قبلا بالأمر. يوضح الأب أنهما أصبحا يجلسان بجانبه وينتظران أن ينهي أشغاله، قبل أن إبلاغه بطلباتهما. وهكذا كيفا نفسيهما مع جدول أعمال أبيهما.

الحياة وفق نظام جديد

لقد شعر باتريك بحماسة كبيرة بفضل النتائج الجيدة، يقول بخصوصها: “بطبيعة الحال، بدأت بسرعة في إساءة استخدام قوتي المكتشفة حديثاً. من بين الأشياء التي أخبرتهما بها ألا يقاطعا حديثي إلى زوجتي حول ما يجب مشاهدته على نيتفلكس. وكذلك عدم مقاطعتي عندما أقوم بتصفح حسابي على تويتر”. ومع ذلك، فقد شعر أحياناً بالذنب، خاصةً عندما كانا يطلبان منه أشياء بسيطة، كاللعب معهما، حيث كان يجعلهما ينتظران كثيراً حتى يصبح مستعداً.

يعترف باتريك بأنه لم يحب تلك النسخة الجديدة من نفسه كثيراً، ولكن كان من الجميل أن يشعر بأنه الرئيس وليس طفلاه. يقول إنه لم يتحدث معهما كما لو كانوا بالغين من قبل، ومن الواضح أنها طريقة فعالة. كان يشك في قدرته على تكييف نفسه ليكون “أباً فرنسياً” طوال الوقت، ومع ذلك، فقد أحب فكرة التحدث إلى طفليه كأنهما بالغان، ووعد نفسه بأنه سيلتزم بهذا النهج.

8 نصائح من الكتاب ستساعد على تربية أطفال يحسنون التصرف

• قدم لطفلك نموذجاً للسلوك الجيد في وقت مبكر، من خلال التعامل معه بطريقة مهذبة.

• راقب طفلك لتتعرف على ما يمر به في جميع الأوقات.

• دع طفلك يغفو والستائر مفتوحة، ليفهم معنى القيلولة.

• تعلّم أن “تبقى في مكانك” لمدة 5 دقائق عندما يبدأ طفلك في البكاء ليلاً، ليحاول العودة إلى النوم بمفرده.

• اسمح لطفلك بوجبة خفيفة واحدة فقط بعد الظهر. يعلم ذلك الأطفال الصبر وضبط النفس، ويحسون بالجوع ورغبة أكبر في الطعام عندما يحين وقت الوجبة الرئيسية.

• اجعل طفلك يتبع نفس جدول الأكل كباقي أفراد الأسرة، بدلاً من إطعامه كلما طلب ذلك.

• لا تترك كل أعمالك بمجرد أن يعبر طفلك عن حاجته إليك. اشرح له بهدوء أنك تحتاج لإنهاء ما تفعله أولاً.

• لا تترك طفلك يقاطعك ولا تقاطعه بدورك.

هل ستجرب طريقة "التربية الفرنسية"؟ أم أنك قد جربتها بالفعل؟ رأيك في الموضوع يهمنا، فلا تتردد بإخبارنا به في قسم التعليقات أدناه.

مصدر صورة المعاينة The Tree of Life / Searchlight Pictures
شارك هذا المقال