الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تربويّات: اعتمدي الركن المهدّئ بديلاً فعالاً للوقت المستقطع

لا يزال الوقت المستقطع أو"الحجز المؤقت" يثير عدة نقاشات بين علماء النفس. بينما يقول البعض أنه طريقة غير فعالة لتأديب الأطفال، يدعي البقية أنه مثالي لتربية سليمة للأطفال ويمكن أن يساعد حتى أولئك الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه، إذا ما طبق بالشكل الصحيح. ولكن نيكي مولين كروز، أم مبدعة على TikTok، ربما تكون قد ابتكرت أفضل بديل له يعرف باسم “الركن المهدئ”.

نود في الجانب المشرق مشاركة هذه الفكرة العبقرية مع كافة الأمهات والآباء في صفوف قرائنا الأوفياء، ونأمل أن تكون مصدر إلهام لكم وحلاً شافياً أثناء تأديب أطفالكم.

طريقة الوقت المستقطع المعتادة لم تعد تنفع

صحيح أن العقاب لن يفلح إلا إذا كان الوالدان على دراية بمناهجه السليمة والصحيحة؛ وصحيح أنه لا شك لن ينجح إن كان قائماً على الخوف. ولهذا السبب، يضطر الآباء والأمهات إلى تعديله بالكامل، وهو ما فعلته “نيكي”. تشتهر نيكي بكنية Maartemami على تطبيق تيك توك، وتقول إن العقاب بطريقة الوقت المستقطع المعتادة لم يكن فعالاً مع ابنها. لأنها لا تشعر بالراحة مطلقاً عند تركه “جالساً وحيداً يتجرع مشاعره السلبية”.

“الركن المهدئ”

وكانت نيكي على قناعة تامة بأن ما يلزمها في الواقع من أجل تأديب ابنها هو مكان آمن ومريح، وليس مجرد فضاء فارغ لممارسة أي نوع من العقاب. لهذا السبب أقامت مكاناً صغيراً، ولكنه مدهش، بجوار الأريكة، وسمته “الركن المهدئ”. في هذا المكان، يمكن لابنها أن يهدئ من روعه و"يدير مشاعره بطريقة صحية وسليمة"، مع ألوان مشرقة وبساط مكسو بالفرو. وأصبح هذا الموقع مكاناً للسكينة والتفكير ومراجعة الذات، بدلاً من تأجيج الغضب والمعاناة.

النتائج الجديدة

أعادت مقاربة نيكي تعريف عواقب السلوك الخاطئ للأطفال، لأن الوقت المستقطع لم يعد سببه السلوك السيء فقط. يمكن للطفل هنا التقاط أنفاسه والتفكير وممارسة التأمل، أثناء انتقاله من حالة الغضب والانفعال إلى حالة من الاسترخاء وصفاء الذهن. ومن ثمة، عندما يستعد الطفل ويهدئ، ستظهر النتائج الإيجابية. تقول نيكي إنها تقوم مثلاً بحرمان طفلها من وقت اللعب بالأجهزة الإلكترونية، وتطلب منه القيام بأعمال منزلية إضافية، أو تمنعه من استعمال ألعاب معينة يحبها ولا يمكنه الاستغناء عنها.

أدوات تحفز جميع الحواس الخمس

واحد من أفضل القطع المؤثثة لـ"الركن المهدئ" لهذه الأم هي سلة المعدات. بفضلها، يمكن لابنها أن يختبر جميع حواسه الخمس. القائمة على النحو الآتي: اللعب الاسفنجية (لتنشيط حاسة اللمس)، وكرة البلازما (حاسة اللمس والبصر)، والمصباح بألوان متغيرة (حاسة البصر)، والنباتات (حاسة الشم والبصر واللمس)، والعلكة (حاسة التذوق)، والزيوت الأساسية والمراهم (حاسة اللمس والشم)، وجهاز صوتي لا سلكي، ودمى تصدر أصوات فرقعة (حاسة السمع). وبطبيعة الحال، تحتوي السلة أيضاً على بعض الملصقات، لتذكيره بكيفية الاستفادة من هذا الفضاء للاسترخاء وبطريقة أكثر فعالية.

مقاربة جديدة تناقض تقنية الوقت المستقطع

اشتهرت فكرة نيكي بين مستخدمي موقع تيك توك على نطاق واسع. وكان من الواضح من خلال التعليقات أنها ألهمت العديد من الناس الذين شاهدوا الفيديو، وشجعتهم على اعتماد الوسيلة نفسها في منازلهم. إنها بلا شك بديل أفضل من إرغام ابنك على النظر إلى جدار في ركن مظلم، ونأمل أن يقتدي بها بقية الأهالي.

هل تعتقدون أن طريقة الركن المهدئ ستنجح مع أطفالك؟ وإن لم يكن لديكم أبناء، هل تعتقدون أنها كانت ستنجح معكم في الماضي؟ ننتظر تفاعلكم معنا في قسم التعليقات أدناه.

مصدر صورة المعاينة maartemami / TikTok
شارك هذا المقال