الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

حيوانات انقرضت لكن سلالات أقاربها مازالت تتجول بسعادة على الأرض

نجحت رسومات رومان أوشيتيل في إعادة تخيل المخلوقات التي كانت تجوب أرضنا قبل مئات الآلاف من السنين، وذلك بفضل خبرته العملية كعالم تاريخ طبيعي خبير. يعتبر مشروعه، Prehistoric Fauna أو حيوانات ما قبل التاريخ، من أوائل المصادر المخصصة بالكامل لإعادة رسم صور حيوانات أخرى غير معروفة من الحقبة القديمة، بخلاف الديناصورات، مما يجعله دليلاً لاستكشاف عجائب الماضي السحيق.

وقد أخذنا في الجانب المُشرق جولةً بين أروقة معرض هذا المشروع المبتكر حتى نقدم لكم الشكل المتخيل لـ 14 حيواناً معاصراً في الماضي.

1. سلحفاة الغالاباغوس العملاقة مع سلحفاة أطلس ميغالوتشيليس المنقرضة

سلحفاة أطلس ميغالوتشيليس المنقرضة، وسلحفاة الغالاباغوس العملاقة المعاصرة

يحمل الحجم أهميةً كبيرة حين يتعلق الأمر بحيوانات ما قبل التاريخ. وقد كانت سلحفاة أطلس ميغالوتشيليس أكبر سلحفاة برية في التاريخ بطولٍ يتجاوز المترين ووزنٍ يتراوح بين 1,000 و3,000 كغم، وكانت تقارن عادةً بسيارة فولكس فاغن بيتل (الخنفساء) من حيث الحجم.

وتعتبر هذه الأنواع من الحيوانات العاشبة، وكانت ضخمةً لدرجة أن سلحفاة الغالاباغوس العملاقة (أكبر الأنواع اليوم) تبدو أشبه بلعبةٍ صغيرة إلى جوارها.

2. ضبع معاصر إلى جوار ضبع دينوكروكوتا المنقرض

ضبع دينوكروكوتا المنقرض، والضبع الأرقط المعاصر

توجد حفريات لضباع الدينوكروكوتا في أفريقيا ومنطقة أوراسيا. ويعتبر الدينوكروكوتا أكبر أنواع الضباع التي عثر عليها على الإطلاق، بطول 2.1 م وارتفاع 120 سم ووزنٍ يصل إلى 250 كغم.

3. حيوان الفوسا اليوم مقارنةً بسلفه: الباربوروفيليس

الباربوروفيليس المنقرض، وحيوان الفوسا المعاصر

كان حجم حيوان الباربوروفيليس فريكي يصل إلى حجم الأسد المعاصر، لكن وزنه كان أثقل نتيجة سماته الفيزيائية القوية. ويقال إن شكله كان يشبه خليطاً من الأسد والدب. في حين يتراوح طول حيوانات الفوسا بين 70 و80 سم، مع وزنٍ يتراوح من 6.2 إلى 8.6 كغم للذكور، ومن 5.5 إلى 6.8 كغم للإناث.

4. حيوان الفظ المعاصر وسلفه: بونتوليس ماغنوس

بونتوليس ماغنوس المنقرض، وحيوان الفظ المعاصر

يمتع حيوان البونتوليس ماغنوس المنقرض ببنيةٍ مختلفة عن حيوانات الفظ المعاصرة، إذ لم تكن لديه الأنياب الخارجية التي تميز قريبه الموجود في يومنا هذا. وقبل ما يتراوح بين 11 و5 ملايين سنة، كان هذا الحيوان يقطن المناطق البحرية والساحلية الواقعة في ولايات كاليفورنيا وأوريغون الأمريكية اليوم.

5. البطريق المعاصر والبطريق العملاق

البطريق العملاق المنقرض، والبطريق الإمبراطور المعاصر

كان جد البطريق الإمبراطور أطول من الإنسان المعاصر بطولٍ يجاوز المترين ووزين أكبر من 115 كغم. وهذا وفقاً لما أظهرته دراسات الحفريات التي يجاوز عمرها الـ37 مليون سنة. ونجد بالمقارنة أن البطريق الإمبراطور، أكبر أنواع هذه الطيور المائية الموجودة اليوم، يصل طوله إلى 1.1 م مع وزنٍ أقل من 50 كغم.

6. الباندا العملاقة المعاصرة وسلفها

دب كريتزوياركتوس بيتريكس المنقرض، والباندا العملاقة المعاصرة

في عام 2012، عثر على حفريات تكشف حقيقةً جديدة حول حيوانات الباندا الصينية العملاقة: وهي أن سلفها لم يكن شرقي الأصل. وقد أثار هذا الكشف جدلاً كبيراً بين علماء الحفريات والأحياء حول أصل سلالة الباندا. حيث كانت دببة كريتزوياركتوس بيتريكس، النوع الوحيد المعروف من الباندا العملاقة المنقرضة، تجوب منطقة شبه جزيرة إيبيريا. بينما تشير التقديرات إلى أن حجم هذا الحيوان كان أصغر بكثير من نسخته المعاصرة.

7. الراكون المعاصر وسلفه العملاق

الراكون العملاق المنقرض، والراكون المعاصر

اعتقد علماء الحفريات والأحياء في السابق أن حيوان التشابالمالانيا كان نوعاً من الدببة، وذلك بسبب حجمه وهيكله العظمي. إذ كان طوله يصل إلى 1.3 م، بارتفاعٍ يبلغ 70 سم، مع وزنٍ يتراوح بين 20 و80 كغم. لكن هذا الحيوان كان في الواقع سلف الراكون، وكان يعيش في أمريكا الجنوبية. ويقترب حجمه من حجم الدب الأسود الأمريكي. بينما لا يتجاوز طول الراكون المعاصر 25 سم في المتوسط.

8. الجاموس المعاصر وسلفه

الجاموس الأفريقي طويل القرن المنقرض، وجاموس الرأس المعاصر

جابت حيوانات بيلوروفيس وجه البسيطة قبل 2.5 مليون سنة بمظهر يشبه للغاية مظهر أحفادها. ويعرف عنها أنها أضخم الأبقار التي عاشت على كوكبنا على الإطلاق، حيث تراوح وزنها بين 1,200 و2,000 كغم. بينما كان طول عظام قرونها المميزة يصل إلى نحو مترٍ تقريباً لكل قرن، مما يعني أن الطول الإجمالي بعد إضافة طبقة الكيراتين كان يصل إلى مترين لكل قرن.

9. طائر الكيوي وسلفه العملاق

طائر موا الجزيرة الجنوبية العملاق المنقرض، وطائر الكيوي المرقط المعاصر

عاشت طيور موا الجزيرة الجنوبية العملاقة في الجزء الجنوبي من نيوزيلندا، وكانت سريعةً في الركض وتدافع عن نفسها بالركل. وتعتبر من الأجداد المحتملة لطيور الكيوي. لكنها كانت تختلف عن طيور الكيوي المعاصرة التي يصل ارتفاعها عن الأرض إلى نحو 45 سم تقريباً مع وزنٍ لا يجاوز الـ3.3 كغم. إذ كان ارتفاع طيور الموا يصل إلى 3.5 م مع وزنٍ يقارب الـ45 كغم، ولهذا فهي تعتبر من أضخم الطيور المعروفة.
ويفترض أن هذا النوع قد اختفى بعد اصطياده على يد السكان الأصليين من شعب الماوري.

10. الخنزير البري المعاصر مع سلفه: الدايودون

دايودون المنقرض والخنزير البري المعاصر

جاب “رهيب السن” (وهي ترجمة اسم دايودون) سطح الأرض قبل 29 إلى 19 مليون سنة في أمريكا الشمالية. وكان طوله يصل إلى ثلاثة أمتار، مع وزنٍ يبلغ 1,000 كغم. أي أنه كان أكبر بكثير من حفيده الحالي الذي يتراوح وزنه بين 68 و100 كغم. وتعتبر الخنازير البرية اليوم من الأنواع القابلة للتكيف بشدة، مع قدرتها أن تتغذى على أي شيءٍ تقريباً. كما تمتاز الخنازير البرية بقدرتها على الركض والسباحة.

11. الحوت الأزرق المعاصر وحيوان إندوهيوس الكبير المنقرض

لم يعثر أحد على الحلقة المفقودة بين الحيتان والحيوانات البرية، حتى تمكن علماء الحفريات من اكتشاف أحافير حيوان إندوهيوس.
وكان هذا الحيوان بحجم قطة أو راكون، وله مظهرٌ يشبه الغزلان. وتشير التقديرات إلى أن هذا الحيوان كان يختفي في الماء للفرار من الحيوانات المفترسة قبل 48 مليون سنة. فضلاً عن أنه كان يعتمد على نظامٍ غذائي عشبي، مما يتناقض مع المعتقد القائل إن الحيتانيات دخلت المياه بحثاً عن الطعام.

12. وبر تيتانوهيراكس ألتيموس المنقرض في مقابل الوبر الصخري المعاصر

الوبر الصخري المعاصر ووبر تيتانوهيراكس المنقرض

يتشابه حيوان الوبر الصخري في الحجم مع الأرانب البرية، كما أنه من أسلاف الفيل. وقد كان التيتانوهيراكس من الحيوانات العاشبة التي ليس لدينا الكثير من المعلومات عنها، نظراً لندرة حفرياتها. لكن التقديرات تشير إلى أن انقراضه جاء نتيجة التنافس على الموارد والغذاء.

13. النمر المرقط والسنور ذو الأسنان السيفية

السنور ذو الأسنان السيفية المنقرض (يمين)، والنمر المرقط المعاصر (يسار)

يعتبر نمر السنور ذو الأسنان السيفية من السنوريات التي يسهل التعرف عليها بفضل أسنانها النابية المميزة، التي كان طولها يصل إلى نحو 20 سم. وكان هذا النمر قادراً على فتح فكه بزاوية 90 درجة، لكن تقديرات علماء الحفريات تقول إنّ هذا الأمر جعل أسنانه أضعف من أسنان القطط اليوم. ولا عجب إذن في أن أحفاده من القطط لم تحتفظ بتلك الأنياب المميزة.

ويكمن وجه الاختلاف الآخر في حجم تلك الحيوانات. إذ يقدر أن وزن السنور ذي الأسنان السيفية كان يصل إلى 270 كغم. بينما لا يتجاوز وزن النمر المرقط، أحد أحفاده، الـ65 كغم على أقصى تقدير.

14. الزرافة المعاصرة مع السيفاتيريوم

السيفاتيريوم المنقرض والزرافة المعاصرة

إن كانت الزرافيات قد تحولت من حيوانات ذات أعناق سميكة وقصيرة إلى نسختها المعاصرة ذات الأعناق الطويلة. فلن يكون من السهل على المرء تحديد هوية حيوان السيفاتيريوم على أنه من أقارب الزرافات، لو تسنت له رؤيته ذات يومٍ بالطبع. وكانت هذه الحيوانات الثديية تعيش قبل 8,000 عام، بطولٍ يصل إلى 2.8 م. وكان مظهر السيفاتيريوم يشبه مزيجاً من الغزلان، والظباء، والزرافات، وحيوانات أخرى.

المشروعات التي تشبه Prehistoric Fauna تساعدنا على معرفة المزيد عن أنواع الحيوانات غير المعروفة من حقبة ما قبل التاريخ. فما رأيك في هذه المبادرة؟ وهل يمكن أن يتغير شكل الحيوانات مستقبلاً من وجهة نظرك؟

مصدر صورة المعاينة Prehistoric.Fauna / Twitter, Prehistoric.Fauna / Twitter
الجانب المُشرق/الحيوانات/حيوانات انقرضت لكن سلالات أقاربها مازالت تتجول بسعادة على الأرض
شارك هذا المقال