الحيوانات

هناك عدد من الروابط الحيوانية التي يمكن أن تولد في نفوسنا نحن البشر شعوراً بالتعجب الممزوج بالرعب، مثل قطة تحتضن نمساً ويغيبان في غفوة دافئة. وقد يطير الدماغ عجباً عندما نشاهد حيوانين من فصيلتين مختلفتين تعرفان بعدائهما الشديد، يحتضنان بعضهما البعض ولا يفارقان بعضهما.

يزخر العالم بمخلوقات رائعة ونقية وبريئة للغاية، وأحياناً ضعيفة جداً. إنها تنظر إلينا بعيون ملائكية وتتوق لما نمنحها إياه من حب ورعاية. هذه إحدى أكبر نقاط ضعفنا، لكننا بصراحة لا نمانع هذا.

يمكن للحيوانات أن تدخل الدفء إلى قلوبنا بشكل أسرع وأفضل من كوب من الشوكولاتة الساخنة، بغض النظر عن نوعها أو شكلها. فقد تكون شعثاء أو ملساء، بذيول أو بدونها، ذات أقدام أو أجنحة، كلها كائنات ساحرة ومضحكة ونحن نحبها للأبد.

الحيوانات الأليفة مصدر لإضفاء المزيد من المشاعر الجميلة في كل أسرة، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الحيوانات الأليفة تساعد الأطفال في النمو على نحو صحي وتعزز صفاتهم النفسية، مثل طيبة القلب والاستعداد لرعاية الآخرين. الحيوان الأليف هو أفضل رفيق قد يحظى به أي طفل لينعم بطفولة زاخرة بالمرح والذكريات الجميلة، ومن المهم حينها أن يكون الوالدان مستعدَّين دائماً بالكاميراً، لتوثيق تلك اللحظات الثمينة.

يلاحظ الكثير منا أن الحيوانات الأليفة تصبح أكثر ذكاءً واستقلالية عاماً بعد عام. لكنها تستمر أيضاً في تطوير صفات جديدة، مثل العناد واتباع الرغبات، مع أنها لا تفشل أبداً في مشاركة الدفء والفرح معنا، أليس كذلك؟

يقوم الأطباء البيطريون المهرة، العاملون في حدائق الحيوانات بفحص سكانها من الكائنات سنوياً. وإلى جانب الإجراءات الضرورية الأخرى، تخضع الحيوانات للتصوير بالأشعة السينية. لم نتوقع أبدأ أن الصور الناتجة عن ذلك ستجعلنا ننظر إلى هذه الحيوانات من زاوية جديدة.

تنتمي حيوانات الماعز التي تسرح في الهضاب والجبال إلى عائلة الظباء. وهي تتقن تسلق مختلف الأماكن التي يتعذر الوصول إليها، لحماية نفسها من الكائنات التي قد تؤذيها كالحيوانات المفترسة، حسبما تقول مجلة ناشيونال جيوغرافيك National Geographic. إنها حيوانات ذكية للغاية، وصورها التي توضح قدرتها الخارقة على التسلق تثير الكثير من المتعة والاستغراب في الوقت نفسه.

كلنا نحب حيواناتنا الأليفة، لكن، أحياناً قد تكون الحياة معها بنفس صعوبة الحصول على وظيفة ثانية أو تربية الأطفال. إنها تدمر السجاد، وتكسر شيش النوافذ، وتسرق الطعام... كما أنها تحب كثيراً جذب الانتباه، وأحياناً تتفنن في تجاهل صاحبها تماماً. هذه مجرد قائمة قصيرة بالأشياء التي يعرفها كل من يشارك بيته مع حيوان أليف.

كلاب جيرمان شيبرد من أشهر أنواع الكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهي ذكية، وشجاعة، ويسهل تدريبها، ومهيبة، ولطيفة. ومع ذلك، فهي تحب أحياناً أن تظهر شخصيتها كذلك، فتصبح مشاغبة قليلاً.

لطالما كان الجمال الطبيعي للحيوانات من حولنا مصدر دهشة وإلهام. وقد كان الفنان الألماني ألبريشت دورر من أوائل الذين اكتشفوا جمال الحيوانات وحاولوا تصويرها، مساهماً في جعل التصوير الفوتوغرافي للحيوانات أحد أكثر الأنواع شعبية بين الناس!

عالم الحيوانات مثير للدهشة وللاهتمام! قد تقضي حياتك كلها في دراسته ومع ذلك سيظل يفاجئك كل يوم. وحسب بعض الدراسات، هناك ما يقرب من 10.500 نوع معروف من الطيور و21.000 فصيلة فرعية في العالم، وبعضها يبدو كمخلوقات فضائية تبهر الرائي ليس فقط بأشكالها وألوانها ولكن بسلوكياتها وتصرفاتها أيضاً.

لن تتوقف القطط أبداً عن مفاجأتنا وإمتاعنا من خلال التواجد في أضيق الأماكن. ويملك العلماء بضعة تفسيرات لحب هذه الحيوانات المرنة للأماكن الصغيرة. فهي تشعر بمزيد من الأمان عندما تلتف حول نفسها في صندوق صغير، حيث لا يمكن لأحد الوصول إليها ومضايقتها. علاوة على ذلك، تساعدها المساحات الصغيرة على الحفاظ على حرارة أجسامها. وخلال سعيها الحثيث عن الدفء هذا، تحاول هذه الكائنات الناعمة الوصول إلى أماكن ضيقة مهما كان الثمن. وفي حال فشلت محاولتها وأيقنت بأن المكان يستحيل أن يسعها كلها، فإنها لن تتردد في حشر قائمة واحدة على الأقل!

أفضل ما في الحيوانات هو أن تصرفاتها غير متوقعة ومرحة جداً. لدينا اليوم بعض الأمثلة على هذا السلوك المضحك، مثل القطط التي تحاول تدمير شجرة عيد الميلاد، والكلاب التي لا ترغب في الذهاب إلى الطبيب البيطري، أو تسرق الطعام وتحاول تقليد البشر. لا يمكننا مقاومة سحر الحيوانات ولا أن نحافظ على جديتنا معها!

أحد نوادي كلاب الداشهند في ألمانيا يعلق لافتة تقول: "لا أحد كامل، لكن حين تقضي الوقت برفقة كلب الداشهند، فستشعر أن كل شيء مثالي"، وهذا حقيقي! كلب الداشهند كائن رائع وفاتن ونشيط ومحب للمغامرة.

لا يزال العلماء يتجادلون حتى اليوم حول ما إذا كانت الحيوانات تمتلك مشاعر كما هو الحال بالنسبة للناس أم لا. لكننا نعلم يقيناً أنه يمكنها الشعور بالخوف والفرح وحتى الغضب. ويمكننا قراءة ذلك مكتوباً على “وجوهها” التي لا تعرف مواراة أو خداعاً.

الكلاب حيوانات وفية، لدرجة مذهلة، وهي مستعدة لفعل أي شيء من أجل أصحابها. غير أن هذا لا ينفي أنها في أحيان كثيرة تقدم على تصرفات مرحة أو محيرة أو غريبة للغاية. استمتعوا بمشاهدة هذا الألبوم الذي يضم صوراً لكلاب جميلة وذكية، من المؤكد أنها ستخطف قلوبكم. تماماً كما فعلت معنا في الجانب المُشرق حيث لم تترك لنا خياراً إلا أن نحبها.

القطط هي الحيوانات الأكثر شعبية التي يفضل معظم الناس تربيتها كحيوانات أليفة في العالم. وفقاً لدراسة حديثة، هناك 88 مليون قط أليف في الولايات المتحدة وحدها. وقد ثبت علمياً أيضاً أن امتلاك قطة يمكن أن يقلل من أغراض التوتر والقلق، ومرد هذا ربما، كون الحيوانات الأليفة هي أفضل الكائنات التي يمكنك التواجد معها عندما تشعر بالحزن أو الوحدة.

القطط حيوانات مذهلة ولهذا يعشقها الكثير من الناس حول العالم. وإن كنا نعتقد أننا نعرف كل شيء عنها، لكن هذا ليس صحيحاً لأنها دائماً ما تجد طريقة لإبهارنا.

تثبت الدراسات أننا عندما نرى شيئاً لطيفاً أو شخصاً محبباً، يظهر تأثيره الفوري على تلافيف أدمغتنا المرتبطة بالتحفيز والمكافأة، مما يتسبب في زيادة إفراز هرمون الدوبامين. وعلى مرّ التاريخ، تشكلت لدينا معايير معينة لقياس قدر “اللطافة”: كالعيون الكبيرة، والأيادي الرقيقة، والخدود الممتلئة، على سبيل المثال لا الحصر. وجميع الحيوانات في مجموعتنا هذه، تمتلك من سمات الجاذبية ما يمكّنها من إذابة قلب كل ناظر إليها.

كلنا نعرف ذلك الشعور حين يدق القلب عشقاً وولعا، لكن الحيوانات تعرف ذلك الشعور أيضاً. وفقاً للدراسات، فإن الحيوانات تغرم مثل البشر تماماً. يمكنها أن تعانق وتقبل وتتصرف مثلنا بالضبط. لا حدود لحنان الحيوان، لا سيما إن وجد توأم روحه.