الحيوانات

كثير من الناس يرفضون حتى التفكير في جلب حيوان أليف إلى منزلهم: فهم ببساطة لا يحبون الكلاب أو القطط. ولكن بمجرد سماح هؤلاء لأصدقائهم ذوي الأرجل الأربعة بالدخول إلى منازلهم، يقعون في حبهم ويدمنون صحبتهم فلا يتخيّلون بعدها الحياة بدونهم.

لطالما كانت الكلاب أعز صديق للإنسان منذ قرون عدة، فنجد منها كلاباً للحراسة وأخرى للماشية وغيرها للصيد، ولقد أدت مهامها على أكمل وجه، لكن جعلتنا سماتها المهذبة واللطيفة نعتبرها جزءً من عائلاتنا وليس كمجرد مساعد لنا في أعمالنا. لحسن الحظ، يردّون لنا الحب الذي نحمله لهم ونشعر به، ونحن أكثر من ممتنين لذلك.

قد لا تتقبل مجتمعاتنا هذه الحيوانات، لافتقارها لمعايير الجمال الصارمة، لكن أصحابها ضربوا بالصور النمطية عرض الحائط، وقرروا الإصغاء إلى ما تمليه عليهم قلوبهم، ومنحوا حيواناتهم الأليفة الحب والرعاية دون مقابل. واليوم، تساعد هذه الحيوانات الناس على التبني ونشر الوعي، حتى أن بعضها قد اكتسب شهرة وصار من ألمع النجوم على الإنترنت. تعيش هذه الحيوانات اليوم حياة عادية. وقد علمتنا درساً قيماً في الحياة؛ جميعنا سواسية (وجمالنا لا يقاوم).

نحن نحب الكلاب الأليفة، ليس لولائها وإخلاصها لنا فحسب، بل لأنها أيضاً تتمتع بشخصيات وسمات فريدة وغريبة أحياناً. أصدقاؤنا الكلاب شجعان وأقوياء، لكنهم يضحكوننا بشدة عندما نجدهم يخافون من أشياء بسيطة. تصرفاتهم حين يشعرون بالخوف تستحق التمعّن والتوثيق.

على ما يبدو أن المناظر الطبيعية والحياة البرية التي تثير إعجابنا ليست كافية، لأنها تضم تلك الحيوانات المغطاة بفراء ذو أشكال وعلامات مميزة. حيث تجعلنا هذه الأشكال نتسائل عمّا إذا كانت هذه الأشكال الرائعة قد خضعت للتعديل بالاستعانة بالفوتوشوب!

عندما يأتي الذكر على "القطط الكبيرة“، فإن الأسود والنمور والفهود وما شابهها هي أول ما يتبادر إلى أذهاننا. ولكنها ليست وحدها القطط البرية التي يمكن أن تنمو إلى هذا الحدّ، فهناك سلالة قطط مستأنسة تسمى “الماين كون” يعتبرها بعض الناس عمالقة لطفاء، بينما تبدو لآخرين حيوانات متعجرفة. لكن شيئاً واحداً مؤكد، إنها ضخمة للغاية!

تختلف أحجام كلاب البودل، قد تكون كبيرة الحجم أو بالغة الصغر، لكن مهما كان حجمها، تتسم دائماً باللطف الشديد والجمال الذي لا يقاوم. لكن لا تنخدع بتصفيفات شعرها الأنيقة، فقد كان هناك زمن أُعتبرت فيه هذه السلالة من الكلاب كلاباً عاملة. كانت تُدرَّب على مساعدة الصيادين في الإتيان بالبط والطيور الأخرى التي تسقط في الماء أثناء صيدها. في هذه الأيام، لا تحتاج كلاب البودل للقلق حول كيفية حصولها على طعامها، فجمالها وشخصياتها السعيدة تجعلها حيوانات أليفة مثالية تحب العائلات تربيتها.

كثيراً ما نلاحظ محاولات الحيوانات، الأليفة منها خاصةً، التشبه بالبشر في تصرفاتها. على سبيل المثال، عندما تجلس الكلاب مثل البشر، أو تقلد القطط كلامنا، أو تنسى الطيور أنها يجب أن تنام جالسة لا مستلقية. لا شك أن هذه الأفعال كلها لطيفة ومبهجة، لكن لماذا تتصرف حيواناتنا على هذا النحو؟

هناك شيء فائدة جميلة للغاية في التصرفات الخرقاء للحيوانات. دائماً ما نرى أشخاصاً يقومون بأشياء طريفة، ويصنعون تعبيرات مضحكة على وجوههم، ويحاولون جاهدين أن يكونوا كوميديين. ولكن عندما يفعل ذلك حيوان، يصبح الأمر أكثر متعة، وذلك ببساطة لأنك تعلم أن الحيوان لم يقصد بالضرورة أن يكون مضحكاً. ضِف إلى ذلك أن هذه الكائنات بطبعها في غاية الظرف والحلاوة!

في بعض الأحيان، نحتاج جميعاً ما يرفع من روحنا المعنوية في وسط الأسبوع، وما من شيء أفضل من رؤية 36 جرواً لجعل يومك أكثر إشراقاً. ثبت أن اللعب مع الحيوانات يرفع مستويات هرمونات السيروتونين والدوبامين في دمك، مما يحسن مزاجك على الفور. لذا، إذا لم يكن باستطاعتك ملاعبة جرو حقيقي اليوم، فما عليك سوى النظر إلى تلك الجراء اللطيفة!

على مر السنين، كانت الصور ومقاطع الفيديو حول القطط من المواضيع الأكثر استخداماً ورواجاً في محركات البحث. وكما قال تشارلي داي من المسلسل التلفزيوني “فيلادلفيا دائماً مشمسة - It’s Always Sunny in Philadelphia” ذات مرة: “القطط لا تلتزم بقوانين الطبيعة، من الواضح أنك لا تعرف شيئاً عن القطط”.

من المعروف أن الحيوانات الأليفة تشبه أصحابها، أو بالأحرى تتشبه بها. ويمكننا رؤية التشابه الحاصل بينهم عندما نراهم معاً في الشارع أو عندما نزور أصدقاء يرعون حيوانات أليفة، أو عندما نلتقط صورة سيلفي مع أحبائنا من ذوات القوائم الأربع. ولزيادة اطمئنانك، نخبرك أن العلم قد أثبت هذه الحقيقة مؤخراً!

لو تمكنت من التقاط صورة جيدة من بين ألف صورة لحيوان أليف، فاعلم أنك محظوظ، لكن مصورينا في هذا المقال تمكنوا من الحصول على صور مثالية من المحاولة الأولى.

إن كنتم تربون حيوانات أليفة، فلا بد أنك مررتم بمواقف معها جعلتكم تتساءلون عما يدور حقاً في أذهانها. أحياناً تقرر كلابنا أو قططنا أن تسخر منا، وأحياناً أخرى تتصرف بطريقة عجيبة تبدو فيها أقرب إلى البشر، أو ربما إلى الكائنات الفضائية! وعلى أية حال، فمن المؤكد أن حيواناتنا الأليفة تتميز بقدرة فريدة على رسم الابتسامة على وجوهنا قبل أن تحفّز ضحكاتنا المجلجلة دون سابق إنذار.

يعرف العديد من أصحاب القطط أن حيواناتهم الأليفة يمكن أن تنام في وضعيات غريبة ومثيرة للدهشة. فقد تتكور على نفسها، أو تتمدد مثل الإنسان، أو تستلقي في أمكنة لم تكن في الحسبان. ولا حدود لوضعيات النوم الجديدة التي تستكشفها يوماً بعد يوم، فتسحر قلوبنا وتضفي على مزاجنا لوناً مشرقاً من الدفء والبهجة.

للحيوانات الأليفة حياتها السرية التي لا نعرف عنها أي شيء. وعندما نغادر المنزل، فهي لا تجلس حزينة أو تقضي وقتها في النوم من طبيعة الحال، بل تستغل الساعات والدقائق وحتى الثواني، لكي تقوم بكل الأفعال المجنونة التي تريد، حتى وإن خرج الوضع في بعض الأحيان عن السيطرة.

لا شك أن الحيوانات كافة والأليفة منها خاصة، من النعم التي تجعل الحياة سهلة وحلوة ذات معنى. كيف لا وقد أثبت العلم، وقبله التجربة بأشواط، أن الحيوانات الأليفة قادرة على تخليصنا من التوتر والاكتئاب، وتجعلنا نتذوق الراحة ومعها طعم الحياة.

كل المصورين، محترفين كانوا أم هواة، لديهم صور اقتحمتها حيوانات. وسواء تعلق الأمر بجلسة تصوير في البرية، أو مجرد صورة سيلفي في المنزل، في الصالة أو العلية، فلن تفوت الحيوانات الفضوليّة أبداً فرصة الظهور في صورتك وسرقة الأضواء منك. ومهما يكن، فإننا سنظل نعشق هؤلاء الدخلاء اللطفاء الذين بفضلهم تصير صورنا أفضل.

من المعروف أن القط كائن مفترس وصياد بالفطرة؛ يتمتع بمواهب عديدة كالذكاء وخفة الحركة. ومع ذلك، فقد تأتي القطط في بعض الأحيان بتصرفات غريبة لا نجد لها تفسيراً منطقياً. وكل من لديه قط أليف في منزله يمكنه أن يرى جانباً من هذه السلوكيات العجيبة المثيرة للدهشة والضحك في آن واحد.

عندما تختبر الحيوانات شيئاً جديداً، فإنها لا تستطيع أن تخفي انفعالاتها. هناك أشياء عديدة كالاستحمام أو الخروج من المنزل أو المشي على الثلج تعد مألوفة لدينا، لكنها على بساطتها تمثل للحيوانات تجارب جديدة غير مسبوقة. ولهذا السبب تظهر على وجوهها تعبيرات درامية لا تصدق، قد تفوق أحياناً قدرتنا على التعبير.