الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

11 مثالاً على آداب من المجتمع الياباني ستثير إعجابك أو استغرابك!

تشتهر اليابان بالعديد من آداب التصرف واللياقة مع الآخرين، والتي تبدو أحياناً معقدة بشكل لا يصدق. وقد يبدو لك أنه من غير الضروري تحويل تصرفات يومية بسيطة إلى طقوس رسمية، لكن هناك في اليابان، لا أحد يتضايق من هذه الأمور بالتأكيد.

لقد جمعنا لكم في الجانب المشرق بعض أهم القواعد السلوكية التي يتميز بها اليابانيون ويحرصون على تطبيقها في حياتهم اليومية.

11. عند مخاطبة الآخرين

تعتبر مخاطبة الأشخاص بأسمائهم فقط غير كافية في اليابان. ولذا يستعملون في أغلب الأحيان لقب الاحترام (san — سان). لكنه ليس اللقب الوحيد الشائع، فهناك غيره الكثير من اللواحق التي تتفاوت درجات الاحترام فيها، وتستعمل كإضافات عند مخاطبة الآخرين:

— (kun — كون) : لقب أقل تكريماً من لقب “سان” الرسمي المحايد. يستعمل “كون” بشكل عام ليدل على معنى قريب من كلمة “صديق”.

— (chan — تشان) : لقب تصغير وتحبيب. يستعمل أساساً لمناداة الأطفال وأفراد الأسرة من الإناث، وكذا بين الأحباء والأصحاب المقربين.

— (sama — ساما) : صيغة النداء الأكثر احتراماً ومعناها (سيدي أو مولاي). استعملت قديماً عند مخاطبة الأعيان (والآلهة). وفي الوقت الحاضر، يتم استخدامها للتعبير عن التكريم، وأحياناً توضع في غير محلها من أجل التهكم.

— (senpai — سينباي) : تستعمل لاحقة “سينباي” عند مخاطبة الزملاء الأكبر سناً والأكثر خبرة، سواء في مقرات العمل أو فصول الدراسة.

— (kōhai — كوهاي) : تستعمل في عكس حالات لقب "سينباي “، أي لمخاطبة الزملاء الجدد والأصغر سناً.

— (sensei — سينسي) : يستعمل لقب “سينسي” لمخاطبة المعلمين والأطباء والعلماء والسياسيين، وشخصيات أخرى ذات مكانة وجاه.

— (shi — شي) : يتم توظيف هذه اللاحقة بشكل خاص في الخطابات الرسمية.

10. عند تبادل بطاقات العمل

لا يتم تبادل بطاقات العمل إلا عبر طقوس خاصة. وإليك ما ينبغي القيام به:

 تأكد من أنك تحمل البطاقة بطريقة تظهر وجهها الأمامي وليس الخلفي؛

 يجب عليك تقديمها بكلتا يديك؛

 إذا كانت رتبتك أقل من رتبة الشخص الواقف أمامك، فاخفض يديك إلى مستوى أدنى من مستوى يديه وبطاقته؛

 حين يتم منحك بطاقة عمل، ضعها في حامل البطاقات بعد تفحصها لبضع ثوانٍ؛

 إذا لم يكن لديك حامل بطاقات، فهذه كارثة!

 لا تنس أن تنحني للتحية.

أليس هذا بعيداً كل البعد عما نفعله نحن؟ نمسك البطاقة فقط وندسها في جيوبنا مباشرة!

9. داخل المصعد

إذا سافرت في جولة سياحية إلى اليابان، فننصحك بألا تكون أول من يدخل المصعد!

لقد تبين لنا أن هناك قواعد أخرى غير رسمية بالتأكيد، لكنها واضحة ومتعارف عليها بين اليابانيين. فمثلاً حين تكون أول من يركب مصعداً فارغاً، فسوف تصبح بمثابة قبطان يقوده. يجب عليك أن تقف بالقرب من لوحة التحكم. وسيكون دورك أن تبادر إلى فتح الباب حتى يدخل الجميع، وتكرر ذلك في كل طابق يتوقف عنده المصعد! وليس هذا فقط، بل ينبغي أن تفعل كل ذلك بسرعة كبيرة وأن تكون أيضاً آخر من يغادر!

8. في قطار الأنفاق

في قطار الأنفاق، هناك بعض القواعد الهامة التي يُتوقع من اليابانيين اتباعها فيما بينهم: فلا يُسمح بالتحدث (حتى عبر الهاتف) ولا بالتحديق في وجوه الآخرين (يعتبر هذا سلوكاً مشيناً).

ومن جهة أخرى، ليس من المعتاد أن يتخلى الناس عن مقاعدهم لصالح كبار السن، حتى لو كانوا بالكاد يستطيعون الوقوف. لأن هناك مقاعد خاصة بهم، تحمل علامات مميزة تدل على أنها فقط للكبار والنساء الحوامل والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا يجب عليك الجلوس على هذه المقاعد أبداً، ما لم تكن تنتمي لفئة من هذه الفئات.

7. بين التحديق واللمس

في اليابان، من الوقاحة أن تنظر إلى الناس محدقاً في عيونهم، ناهيك عن لمسهم! إنها بلاد غير ممتدة الأطراف، ولهذا يحترم كل مواطن ياباني المساحة الشخصية للآخرين. فإذا قمت بزيارة اليابان، تجنب ملامسة الأنسان! كما أن التقبيل في الأماكن العامة ينظر إليه كسلوك منفّر أيضاً، حيث كان يعتبر بمثابة انتهاك للنظام العام إلى حدود عام 1945!

6. عند تناول الشراب

عندما يسهر اليابانيون، ينهار التسلسل الهرمي الاجتماعي بينهم تماماً. إذ يمكن للأستاذ المحلي أن يشرب الكحول مع طلابه، ثم يسحبونه إلى المنزل عندما يثمل. ويمكن للموظف المثالي الذي ينحني احتراماً لمديره في العمل طوال النهار، أن يشرب معه ليلاً في حانة كاريوكي ويتقيأ على بدلته، هذا أمر دارج في ثقافتهم!

لكن المثير للاهتمام، أنه عندما يصحون جميعاً، سيتصرفون كما لو أن شيئاً لم يحدث. ففي اليابان، كل ما يحدث في سهرة صاخبة يُدفن في السهرة الصاخبة ذاتها!

5. النقود

لدى اليابانيين حساسية غريبة تجاه النقود؛ فلسبب ما، يشعرون بالحرج عند إظهارها على الملأ! ولذلك، تحظى الأظرف والمغلفات المزينة بطريقة تقليدية برواج كبير هناك. وإذا لم يكن لديك مثل هذا المغلف، فسيتعين عليك دس النقود في قطعة من الورق قبل تقديمها لأي شخص.

بالطبع، أنت لست بحاجة إلى القيام بذلك عند التسوق في المتاجر، ولكن سيكون عليك أخذ قاعدة أخرى بعين الاعتبار: لا يمكنك تسليم نقودك يداً بيد إلى الموظف المكلف بالحساب، بل تضعها حصرياً في درج النقود! وهذا كله من باب احترام المساحة الشخصية.

4. فن الجلوس بأدب

يطلق على الجلوس بالطريقة اليابانية التقليدية اسم "seiza"، وتتم عن طريق ثني الساقين تحت الفخذين. ولا يجلس اليابانيون على الأرض إلا بهذه الطريقة. إنهم يشعرون بالراحة أثناء الجلوس هكذا، كما لو كانوا جالسين على كرسي. ولكن الأجانب الذين لم يعتادوا على ذلك، تصبح أقدامهم مخدرة في غضون دقيقتين!

إذا كنت سائحاً أو من كبار السن، ومددت ساقيك أثناء الجلوس، فمن المؤكد أن أحداً لن يعلق عليك، وسيحترمون خصوصيتك؛ ولكن سيكون من غير المقبول بالمرة، أن يفعل ذلك شخص ياباني!

3. عند تبادل الهدايا

يعتبر تبادل الهدايا ثقافة شائعة للغاية في اليابان. وهناك موسمان مخصصان لذلك في كل عام هما “أُشُوجِن” o-chugen (في فصل الصيف) و"أُسِيْبو" o-seibo (في فصل الشتاء). وإذا كان فتح الهدية مباشرة أمراً عادياً في كثير من البلدان، فإنه في اليابان يعتبر علامة على الجشع ونفاد الصبر. وفضلاً عن ذلك، ماذا لو شعر المُهدي بالإحراج بسبب هديته المتواضعة، أو لاحظ مسحة من الإحباط على ملامحك وأنت تفتحها؟ ألن تفسد اللحظة؟

2. أنواع الانحناء ومعانيها

فن الانحناء مهم جداً في هذا البلد، ويتم تدريب الأطفال عليه منذ سن مبكرة. وهناك العديد من الطرق المختلفة للانحناء في اليابان التي تتغير درجاتها ومعانيها، حسب المواقف والحالات (وقوف، جلوس، إناث، ذكور...). وإليك أهمها باختصار:

— (eshaku — إيشاكو) : انحناء التحية (بزاوية 15 درجة) يتم بين شركاء الأعمال أو الأشخاص المنتمين لفئات اجتماعية متقاربة.

— (keirei — كيراي) : انحناء الاحترام (بزاوية 30 درجة) تقديراً لمكانة المعلم أو المدير في العمل.

— (saikeirei — سايكيراي) : انحناء التبجيل (بزاوية 45 درجة) عند رؤية الإمبراطور. كما يتم اللجوء إلى هذه الحركة للاعتذار.

— الانحناء لطلب الصفح: لم يعد يستعمل كثيراً في الوقت الحاضر، اللهم إذا كان صاحبه قد ارتكب خطأ فادحاً.

ليس من الواجب أن ينحني الأجانب بالطبع، ولكن سيكون من دواعي سرور اليابانيين أن تفعل ذلك.

1. عند مغادرة متجر أو شركة

يعامل الزبون أو الشريك التجاري في اليابان باحترام لا يصدق. فحتى عند مغادرته للمتجر أو مقر الشركة، يتبعه حشد من الموظفين إلى المصعد أو المخرج، ويشرعون في الانحناء والتحية إلى أن تغلق الأبواب!
لكن من غير الملائم أن يحدث هذا في أحد مراكز الأعمال اليوم، حيث تتكدس العديد من هذه الوفود في المصاعد في الوقت نفسه، وبالإضافة إلى هذا، يمكن أن يشعر العملاء الأجانب بشيء من الحرج. ولذلك أضحى الشباب اليابانيون، من الجيل الجديد، يعتقدون أن هذا الطقس مبالغ فيه بشكل كبير، ويحبذون تجاهله. تُرى، ما المصير الذي ينتظر باقي آداب التصرف التقليدية اليابانية في السنين القادمة؟

شارك هذا المقال