الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

8 جماعات عرقية يمتلئ تاريخها بالغموض والأسرار الخفية

وصل العلم إلى أرفع الدرجات في القرن الـ21، لدرجةٍ قد يبدو معها أنه لم تعد هناك أسرار متبقية. وهبّ علماء الوراثة لمساعدة علماء الأعراق في تسليط بعض الضوء على أصول العديد من الجماعات العرقية، لكنهم لم ينجحوا في حل كل الألغاز بعد. فكيف وصل الأمريكيون الأصليون إلى أوروبا قبل وصول الأوروبيين إلى أراضي العالم الجديد مثلاً؟

الآيسلنديون

© Vikings / MGM Television, © The New World / New Line Cinema, Sthanlee Mirador / Sipa USA / East News

قد تبدو أصول هذه المجموعة العرقية واضحةً بالكامل للوهلة الأولى. إذ صارت آيسلندا مأهولة بأبناء الفايكنغ الذين وصلوا من النرويج في القرن التاسع، كما تتمتع الجزيرة بعلاقات وثيقةٍ مع الدنمارك. لهذا يُعتبر الآيسلنديون من الشعوب الإسكندنافية. وتدعم العديد من الدراسات هذه الفكرة، كما تُضيف أن الأيرلنديين والاسكتلنديين كانا من الشعوب المؤسسة لآيسلندا.

لكن هناك دراسة جينية أخرى تكشف عن أسلافٍ آخرين كانوا يقطنون الجزيرة، وهم الهنود الحمر. إذ كشفت دراسة أجراها علماء إسبان وآيسلنديون أن أول أبناء الهنود الحمر الذين وصلوا إلى أوروبا ربما كانت امرأة، وقد جلبها الفايكنغ إلى الجزيرة قبل 1,000 عام. وتركت تلك المرأة نسلها على الجزيرة، لهذا يمتلك بعض السكان الأصليين على الجزيرة حمضها النووي.

الأرمن

يُعتقد أن الأرمن يمثلون أقدم جماعةٍ عرقيةٍ على قيد الحياة. إذ تُشير أكثر النظريات شيوعاً إلى أن جماعة الأرمن العرقية تشكلت في فترةٍ ما خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، وذلك على أراضي الهضبة الأرمنية التي كان يقطنها الأورارتو والحوريون واللوفيون في السابق.

بينما تُشير نظريةٌ أخرى إلى أن اللغة الأرمنية مرتبطةٌ باليونانية واللغات الهندوإيرانية، مما يكشف عن وجود مجتمع أرمني-يوناني-هندوإيراني واحد في الماضي. ويؤمن أنصار هذه النظرية بأن الهضبة الأرمنية هي مهد اللغة الهندوأوروبية البدائية، التي انبثقت عنها غالبية اللغات الحديثة.

البربر (الأمازيغ)

Nicolas Thibaut / Photononstop / East News, © Rihardzz / Shutterstock.com

تقطن جماعة الأمازيغ منطقة شمال أفريقيا، وخاصةً في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا. ومن المعروف أن بعضهم يتمتع ببشرةٍ شقراء وعيون فاتحة، بينما يتساءل العلماء منذ قديم الأزل عن كيفية وصول تلك القبائل إلى القارة الأفريقية.

East News

وتُشير بعض الروايات إلى أن الأمازيغ كانوا على اتصالٍ مع الأوروبيين منذ العصور القديمة. ولاحظ العلماء كذلك أن لغة هذه الجماعة العرقية تشبه لغات الجماعات القلطية. في ما يؤكد علماء الوراثة أن جينات أوائل المستوطنين الذين نزلوا بآيرلندا كانت مطابقةً للأمازيغ وراثياً. لهذا يبدو أن هاتين الجماعتين المختلفتين بشدة لديهما جذور مشتركة. علاوةً على أن إحدى النظريات الحديثة نسبياً تشير إلى أن اللغة القلطية كانت لغة التواصل في وقتٍ من الأوقات، مما يعني تبنيها كلغةٍ مشتركة.

الغوانش

يُمثِّل الغوانش السكان الأصليين لجزر الكناري. وقد انقرضت هذه الجماعة جزئياً بحلول القرن الـ15، واختلطت مع الإسبان.

ويقول الغزاة الأوروبيون إن السكان الأصليين في تنريفي كانوا من ذوي الشعر الأشقر والبشرة البنية الضاربة إلى الحمرة. ويُشير العلم المعاصر إلى أن الغوانش كانوا ينحدرون من أصول أمازيغية، وهي الجماعة العرقية التي سكنت شمال أفريقيا.

البارسيون

Associated Press / East News

تعيش هذه الجماعة العرقية في غرب الهند. وتقول الأساطير إن هذه الجماعة فرّت من إيران لأنهم مُنِعوا من ممارسة شعائرهم الدينية. وقد سُمِحَ لهم بالبقاء في الهند شريطة اتباع ثلاث قواعد: الحديث باللغة المحلية، واتباع طقوس الزواج المحلية، وعدم حمل الأسلحة. ومنذ ذلك الحين، اندمج البارسيون داخل المجتمع الهندي بصورةٍ جيدة، لكن لهم أديانهم وتقاليدهم المختلفة.

بينما تمخّضت دراسات علم الأنساب التي أُجرِيَت على أصول البارسيين عن نتائج مختلطة. حيث قالت إحدى الدراسات إن نسب ذكورهم يعكس أصولاً فارسية، بينما كشفت دراسة أخرى أن الجينات الهندية في نسب إناثهم تُعَدُّ أكبر من نظيرتها الإيرانية بكثير. ووجدت دراسةٌ أُجرِيَت عام 2017 أن جينات البارسيين تُعتبر أقرب إلى إيرانيي العصر الحجري الحديث، وليس الإيرانيين المعاصرين.

الشعب البريطاني

قد يبدو لك أن كل الأمور واضحة في ما يتعلق بهوية الشعب البريطاني. إذ ترجع أصولهم إلى القلطيين، والفايكنغ، والرومان، والأنغلو-سكسونيين، والنورمانديين. لكننا لم نتحدث هنا عن أول شعب سكن الجزر البريطانية، وهو شعبٌ لا نعرف عنه شيئاً تقريباً. حيث عاش ذلك الشعب في الفترة ما بين القرنين الـ8 والـ11 إبان تقسيم شعب الأسلاف إلى إنكليز، واسكتلنديين، وويلزيين.

الإيفينك

أثار سكان شمال سيبيريا الكثير من الجدل بين علماء الأعراق، وما يزال العديد منهم منخرطاً في تربية حيوانات الرنة. ويُعَدُّ شعب الإيفينك من الشعوب الأصلية المعترف بها في شمال روسيا. فضلاً عن أنهم من الجماعات العرقية المعترف بها في جمهورية الصين الشعبية، ويعيش أكثر من 500 من أبناء الجماعة في منغوليا. وهناك العديد من النظريات حول أصولهم، بينما تقول إحداها إن جماعة الإيفينك تشكلت من اختلاط مختلف قبائل السكان الأصليين في سيبيريا.

الكاكوز

يُعَدُّ الكاكوز جماعةً ناطقة بالتركية تعيش في قلب أوروبا بمنطقة البلقان. وما يزال العلماء عاجزين عن فهم هويتهم والكيفية التي وصلوا بها إلى هناك. إذ اقترح بعض الباحثين أن الكاكوز ينحدرون من البلغار، الكومان-القفجاق، بينما يؤمن البعض الآخر بأنهم أسلاف الأتراك السلاجقة. في ما يرى البعض أنهم استعاروا اللغة التركية، وأن أسلافهم هم السكان الأصليون للبلقان. وقد عجز علم الوراثة أن يجيب عن هذا السؤال أيضاً، حيث أظهرت إحدى الدراسات أنهم من أصول بلقانية، بينما كشفت دراسات أخرى أن أسلافهم كانوا من الأتراك.

أي الجماعات العرقية هي الأكثر غموضاً على وجه الأرض في رأيك؟ أخبرنا في قسم التعليقات أدناه.

مصدر صورة المعاينة Rihardzz / Shutterstock.com, Nicolas Thibaut / Photononstop / East News
شارك هذا المقال