علماء يكشفون بعض الحقائق الجديدة والمثيرة عن سبب فقدان البشر لفروهم
عندما ننظر إلى أجسادنا، سنجد أننا لا نشبه البشر الذين كانوا موجودين قبل 100,000 عام -ومن الجيد أننا لسنا كذلك. إذ اكتشف العلماء مؤخراً أدلةً جديدة تسلط المزيد من الضوء على سبب وكيفية فقدان البشر لفروهم، مما يعزز فهمنا للتطور البشري. وقد جئنا اليوم لنرفع الستار عن تلك الاكتشافات أمام قرائنا.
يبدو أننا ما نزال نتمتع بالمقومات اللازمة لنصبح أشبه بشخصية تشوباكا في الحياة الواقعية
تجادل العلماء طويلاً حول أسباب فقدان البشر لشعرهم وتطويرهم لجلد خالٍ من الشعر. إذ يعد البشر أكثر الرئيسيات عرياً، لهذا تساءل علماء الوراثة لفترةٍ طويلة عن توقيت وسبب تخلّي الإنسان العاقل عن فروه. وفي الواقع، ما تزال لدينا المجموعة الكاملة من الجينات اللازمة لظهور الفرو، لكنها تعرضت للإسكات وفقاً لدراسةٍ حديثة فحصت الأسباب الوراثية لصلعنا الجسدي.
أصبحنا اليوم عراة ونتعرق بدرجةٍ غير عادية
صحيحٌ أننا طوال القامة، ولدينا أدمغة كبيرة وثقافة غنية، لكن يجب أن يلتفت انتباهنا هنا إلى أجسادنا العارية المتعرقة. إذ من المرجح أن أسلافنا كان لديهم شعر كثيف كالغوريلات والشمبانزي قبل ملايين السنين. لكن الفرو الكثيف الذي كان يغطي أسلافنا حلت محله طبقة خفيفة من شعر الجلد، مع بضع رقع على الرأس وتحت الإبطين وفي الجزء السفلي من الجسم، وذلك على مدار فترة التطور البشري.
لا شك أن الفرو كان سيرفع “حرارة” الناس هذه الأيام
يؤمن غالبية العلماء اليوم أن سبب قلة شعر الجسم يرتبط بالتنظيم الحراري، أي الحفاظ على برودة الجسم. ويتمثل الادعاء المحوري هنا في أن أسلافنا كانوا يركضون في بيئات مفتوحة وجافة، بعد أن تطوروا ليصبحوا من ثنائيات الحركة (أي الذين يمشون على قدمين).
ويمكنك تصور حياتهم وسط سهول السافانا أو الغابات الشجرية غير المنتظمة، بدلاً من الغابات المظلمة العميقة؛ وستجد أن فرط الحرارة يمثل خطورة شديدة في هذه الحالة. ولهذا كان من الأفضل أن يقل شعر الجسم وتزيد الغدد العرقية، لأن التعرق يوفر آلية تبريد أكثر كفاءة عن طريق التبخير.
لم نعثر على إجابات بعض الأسئلة بعد
لا نعلم حتى الآن كيف تحول البشر إلى بشرانيات بجلود شبه خالية من الشعر. لكن هناك العديد من التفسيرات الواضحة، ومنها مثلاً أن وجود الشعر على راحة اليد أو المعصم كان سيزيد صعوبة بناء الأدوات الحجرية أو تشغيل الآلات. ولهذا ربما تمتع أسلافنا الذين فقدوا ذلك الشعر بأفضلية على بقية الكائنات. ومع ذلك، يتجادل الخبراء منذ عقود حول سبب فقدان بقية فراء جسمنا.
أصبح لشعر الجسم مسؤوليات مختلفة تماماً اليوم
ربما صار انعدام الشعر عرضة للاصطفاء الجنسي بعد أن تطور ليصبح السمة الشائعة، لأنها سمة تجذب أحد الجنسين ولا تجذب الآخر. حيث تكون النساء أقل شعراً من الرجال في المعتاد ويقضين وقتاً أطول في حلاقة أجسامهن، لأن البشرة الخالية من الشعر أصبحت علامةً على الصحة، كما هو حال ذيل الطاووس بالضبط.