الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

حقائق مثيرة عن حياة القلاع والقصور من المستبعد أن تراها في الأفلام

نستمتع بمشاهدة القصور والقلاع في الأفلام أو المسلسلات الأجنبية، واستكشاف ردهاتها المترفة وممراتها السرية وغرفها المزينة ومدافئها الجميلة. لكن حياة القصور والقلاع في الواقع ليست رومانسية كما قد نظن.

قررنا في الجانب المُشرق أن نكتشف حقيقة الأشياء التي نراها عن القلاع والقصور في الشاشات. وفي قسم مكافأة نهاية المقال، ستعرفون ما هي الأفكار الخاطئة الشائعة الأخرى بخصوص عصرها، التي رسختها الأفلام في أذهاننا.

  • من المهم أن نفهم في البداية أن القصور تختلف عن القلاع. تُبنى القلعة لعدة أغراض أهمها الدفاع والحماية، لذا نجد جدرانها سميكة وأبوابها ثقيلة، وتبنى على أسوارها أبراج مراقبة وتحفر حواليها خنادق دفاعية. في حين أن القصر هو مكان لعيش حياة مرفهة هانئة، وبالتالي نجد فيه غرفاً متنوعة للحفلات وتناول الطعام، بالإضافة إلى قاعة العرش، التي تكون مزينة بأفخم وأبهى الديكورات.
  • ولهذا السبب، من الصعب أن نتخيل حياة مرفهة داخل قلعة. كانت القلاع ضخمة وباردة، ومعرضة للتيارات الهوائية ومظلمة في معظم الأوقات. كان الضوء يدخل من نوافذ صغيرة من دون زجاج في العادة، لأنه لم يكن بمقدور الجميع تحمل تكاليفها.
  • كانت المدافئ هي المصدر الأساسي لتدفئة القلاع والقصور، وكانت جدران الغرف تُزين بالمفارش والمنسوجات للحفاظ على الحرارة. كما كانت الأسرّة تزود بستائر لحماية النائمين من تيارات الهواء.
  • كانت نقوش المنسوجات المعلقة على الجدران تجسد مواضيع تاريخية ودينية في الأصل. ومن مميزات هذا النوع من ديكور الجدران، أنه قابل للنقل بسهولة، حيث بالإمكان نقل هذه المنسوجات إلى غرفة أخرى إذا استلزم الأمر. كما أن أصحاب القلاع والقصور كانوا عادةً ما يأخذونها معهم في رحلاتهم.
  • كانت حياة القصور والقلاع محمومة للغاية. لم تكن القلاع هي المقر الدائم لأبناء الطبقة النبيلة. حيث كان الأثرياء والنبلاء يتنقلون بين المنازل وكانوا يصحبون الخدم والمعدات والأدوات كلها معهم. وكانت أعداد المنتقلين تتراوح ما بين 30 و150 شخصاً، بما في ذلك أفراد العائلة الثرية وسائسو الخيل والمربيات وبقية الخدم.
  • من جهة أخرى، كان الكثير من الخدم يقيمون في القلاع والقصور، لأن أعمال المنزل كلها كانت يدوية، لا سيما إن كان المالك متواجداً باستمرار. على سبيل المثال، كان لدى الكونتيسة جوان دي مونشنزي حوالي 100 خادم في قلعة غودريتش، الصغيرة نسبياً.
  • ولهذا، كان الطهاة ملزمين بأن يعملوا بجد بسبب وجود هذه الأعداد الكبيرة من الناس في المكان. كان طاهي الكونتيسة في قلعة غودريتش يطعم 200 شخص مرتين يومياً. وعلاوة على ذلك، شملت قائمة الطعام أطباقاً معقدة لم تعد تُحضر حالياً: كان الطهاة متعودين على طبخ البجع والطاووس وطيور القنبراء ومالك الحزين.
  • كان الملك هنري الثامن لا يطيق الأتربة والأوساخ والروائح الكريهة. لدرجة أنه أصدر مرسوماً يمنع الطهاة من العمل عراة أو بثياب متسخة، كما يمنعهم من النوم على الأرض بالقرب من المدفأة.
  • وكان الناس ينظرون إلى الملك هنري بأنه مهووس بالنظافة. لذا، حينما كان يتنقل مع معاونيه إلى مقر إقامة جديد، فإن أول ما يفعله هو البدء تهوية القلعة وتنظيفها، بما في ذلك إزالة الفضلات من المراحيض القذرة بالغرف الموجودة تحت الأرض.
  • امتلأت القصور والقلاع بالفئران والجرذان. وقد أعلن القائمون على قصر بكنغهام مثلاً حرباً ضروساً للتخلص منها منذ عصر الملكة فيكتوريا. بل إنهم خصصوا وظيفة “صائد الفئران” من أجل هذا الغرض. واستخدموا الفخاخ والسم والقطط من أجل إبادة تلك القوارض. ولم ينجح صائدو الفئران في القضاء على القوارض بالطبع... هذه محض خرافة.
  • لم تكن رائحة القصور جيدة. كانت الغرف مليئة بالملابس المتسخة، ولم يكن سكانها يستحمون كثيراً أو يستحمون أصلاً. لم يرهق بعض رجال البلاط أنفسهم بالبحث عن أماكن لقضاء الحاجة، بل كانوا يتغوطون في أي مكان. حتى قصر اللوفر نفسه، كان الغائط يجتاحه في كل مكان: سواء على السلالم أو خلف الأبواب.
  • إذا قرر أحد سكان القلعة أن يقضي حاجته دون أن يلوث المكان، فإنه يفعل ذلك في أحد أوعية التبول، التي يأخذها الخدم لتهويتها في الخارج، أو ربما يستخدم إحدى "حجرات الخصوصية"، وهي حجرات صغيرة بها فتحات تصريف إلى خارج القلعة. كما استخدموا المراحيض المتنقلة، وهي عبارة عن مقاعد بها فتحات في المنتصف.
  • أمر الملك هنري الثامن برسم علامات إكس حمراء كبيرة في الأماكن الموبوءة بالبول في حديقته لمنع الخدم من التبول فيها. لكن هؤلاء فضلوا استخدام هذه العلامات كأهداف لتصويب فضلاتهم عليها، بدلاً من استخدام المراحيض.
  • عادة ما كان معظم سكان القلاع وإقامات الأغنياء ينامون بظهور منتصبة. أي أنهم لا يستلقون على الأسرة، لكنهم يسندون ظهورهم إلى الجدران أو أطر الأسرة. لا نعلم بالتحديد سبب هذا الفعل، لكن الاحتمال الأشهر، أنهم كانوا يلجؤون إلى هذه النومة لتحسين عملية الهضم.

حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام عن حياة القلاع والقصور

حظيت القطط بسمعة سيئة في العصور الوسطى: إذ كان الناس يربطونها بالسحر والساحرات. وقد استنتج العلماء أن سبب هذه العداوة ضد القطط، هو طبيعتها المستقلة.

آمن الناس في العصور الوسطى بأن الحيوانات خُلقت لخدمة البشر، وأن القطط لا يمكن تدريبها مثل الكلاب حتى لو كانت أليفة. ومع ذلك، لم يكن بعض الناس يخافون من القطط، حتى إن من الناس ما كانوا يربونها ويعاملونها على أنها حيوانات أليفة، كما دأبت على ذلك الراهبات.

ما هو أغرب شيء اكتشفته عن حياة القصور والقلاع؟ أخبرنا عنه في قسم التعليقات أدناه.

مصدر صورة المعاينة The Other Boleyn Girl / BBC Films
شارك هذا المقال