الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

كيف تؤثر درجة حرارة مكان العمل على الرجال والنساء؟

لو أنك تعمل من المكتب، فعلى الأغلب لاحظت أن النساء يشعرن بالراحة أكثر عند ارتداء السترات الصوفية أو حتى عند استخدام البطانيات، لأن الجو يصبح شديد البرودة بالنسبة لهن. السبب الأساسي هنا هو أن درجة حرارة المكتب تصمم بما يناسب احتياجات الرجال، وهي بعيدة كل البعد عن أن تكون ظروفاً مثالية للنساء. كما توصلت دراسة أجريت حديثاً إلى أن إنتاجية الإناث تقل عند انخفاض درجات الحرارة، بينما لا يتأثر الرجال بهذا التغيير.

نعلم في الجانب المُشرق مدى سوء هذه المشكلة جيداً، ونرغب في أن نصل إلى نهاية حرب درجات الحرارة هذه.

على عكس الرجال.. ينخفض أداء النساء مع انخفاض درجات الحرارة

اختبرت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة PLOS One هذه الملاحظة على 543 شخصاً. طلب من المشاركين في الدراسة القيام بالمهام نفسها، والتي تضمنت اختبارات رياضية ولفظية في جلساتٍ مختلفة تراوحت درجة الحرارة فيها من 16 درجة مئوية إلى 32 درجة مئوية. وأكدت النتائج شكوكهم: كان أداء النساء أفضل فعلاً في درجات الحرارة المرتفعة، بينما يحقق الذكور إنتاجية أكبر وأفضل في البيئات الباردة.

درجة حرارة واحدة أو اثنتان قد تحدث فرقاً

ما هي درجة الحرارة المثالية للرجال ونظيرتها للنساء يا ترى؟ في الواقع، الاختلاف بينهما ليس كبيراً أو جذرياً. فوفقاً لدراسة أجريت عام 2015، يشعر الرجال بالراحة أكثر عند درجة حرارة 22°، بينما تفضل النساء درجة 25°. ونظراً لأن معظم أماكن العمل مصممة لتناسب الرجال بشكل أساسي، فإنه يتعين على النساء دائماً تدفئة أنفسهن بأي وسيلة ممكنة. تشير إحدى الدراسات البحثية التي أجريت عام 2006 إلى أن درجة الحرارة المثالية في مكان العمل هي 22°.

الأمر جسماني

السؤال المهم الآن هو لماذا بالتحديد تختلف تفضيلات الرجال عن النساء فيما يتعلق بدرجة حرارة المكتب؟ أما الجواب، فيكمن في تعامل أجسادنا مع البرودة. ينتج الجسد الأنثوي هرموناً يجعل المرأة تتفاعل مع البرد بشكلٍ أسرع من الرجال. إذ أنه بمجرد انخفاض درجة الحرارة، تبدأ أجسام النساء بمحاولة الاحتفاظ بحرارتها، وتترك أصابع اليدين والقدمين باردة، الأمر الذي يشعرهن بالبرودة أسرع من الرجال.

الحل بسيط

أحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة هو أن إنتاجية الإناث تزداد بشكل أسرع في البيئات الأكثر دفئاً بشكل أكبر من انخفاض إنتاجية الذكور فيها، لذلك هناك نقطة معينة تختفي فيها فجوة تأثير درجة الحرارة على أداء الجنسين. بمعنى أبسط سيكون أداء النساء والرجال كمجموعة واحدة أسوأ في درجات الحرارة المنخفضة.

يوصي الباحثون بتشغيل منظمات الحرارة على درجة حرارة أعلى في أماكن العمل المختلطة بين الجنسين. حان الوقت لوضع حدٍ للمشكلات التي تفتعل بسبب درجة الحرارة ورفعها درجتين.

هل تلاحظ أنت شخصياً أي اختلاف في إنتاجيتك عند تغير درجة حرارة المكتب؟ شارك تجربتك معنا في قسم التعليقات.

شارك هذا المقال