الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا قد تُشعرك بعض الروائح بالحنين للماضي؟

عندما تمر بمخبز وتذكرك رائحة لفائف القرفة الطازجةl بالوقت الذي قضيته مع جدتك عندما كنت طفلاً، أو عندما تكون وسط حشد من الناس وفجأة تشم عطراً كالذي تضعه أمك، فتتملكك رغبة قوية في إخراج هاتفك والاتصال بها على الفور... عجيب حقاً كيف يمكن للروائح أن تعيد الذكريات بوضوح شديد وتبعث فينا المشاعر الجياشة، والأعجب أن هناك تفسيراً علمياً حقيقياً وراء ذلك.

لقد اعترانا الفضول في الجانب المُشرق لمعرفة سبب تمتع الروائح بهذه القوة السحرية لتنشيط ذكرياتنا، وبعث الحنين الكبير إلى الماضي في أعماقنا. وإليك ما اكتشفناه بعد أن نظرنا في الأمر عن كثب.

بنية الدماغ الفريدة مسؤولة عن ربط الروائح والذاكرة بشكل وثيق

يسمى الجزء المعني بالتعامل مع الروائح في الدماغ بالبصلة الشمية. كما تتولى هذه البنية العصبية إرسال المعلومات إلى أجزاء أخرى من الدماغ، وعلى وجه الخصوص، إلى الحُصين الذي يلعب دوراً مهماً في تكوين ذكريات جديدة لجميع الأحداث التي تم بنا. ولا غرابة في كون البصلة الشمية والحصين قريبان من بعضهما البعض.

كما أن هناك اتصالاً وثيقاً بين البصلة الشمية واللوزة، وهي البنية الدماغية المسؤولة عن الذكريات والاستجابات العاطفية. ويفسر موقع البصلة الشمية بجوار بنيتي الدماغ المرتبطتان بالذكريات والعواطف، السبب الذي يجعل الروائح تثير فينا الحنين إلى الماضي. بل أحياناً، قد لا نتعرف على روائح معينة في لحظات معينة من حياتنا، لكن دماغنا يربط تلك الروائح بالذكريات. إن كنت قد تناولت لفائف القرفة للمرة الأولى عند جدتك، فمن المحتمل أن يربط عقلك رائحة هذه الحلوى بمنزل جدتك.

يمكن لمذاقات معينة أيضاً أن تؤجج نار الذكريات

تخبرنا الأبحاث العلمية بأن نكهات الطعام الذي نتناوله تتشكل في الواقع من مزيج من مذاقات (الحلوة، على سبيل المثال) وروائح مختلفة. وهذا هو السبب في كون الشوق إلى الماضي يمكن أن تكون وطأته عليك أشد، عندما تأكل طعاماً يربطه عقلك بفترة معينة من حياتك.

يمكن للروائح المساعدة على تدريب العقل وتنشيطه

ترتبط حاسة الشم لدى الإنسان ارتباطاً وثيقاً بأدمغتنا، بل إنه من الممكن الاستفادة من قوة حاسة الشم من أجل تدريب عقولنا وتنمية مهاراتنا المعرفية. يرى العلماء أن اشتمام الروائح المختلفة وتذكرها والتعرف عليها، قد يحسن القدرات المعرفية غير المرتبطة بحاسة الشم، مثل الطلاقة اللفظية (القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات المرتبطة بمجال معين).

قد تؤدي هذه التدريبات الشمية، التي تحث الناس على شم الروائح المختلفة والتعرف عليها، إلى صنع روابط جديدة بين خلايا الدماغ أو تقوية الروابط الموجودة في الأصل. من كان يتخيل أن هناك علاقة وثيقة تجمع الروائح بعدد من الأمور التي تقع داخل أدمغتنا؟

هل لاحظت من قبل كيف تسترجع الذكريات القديمة بمجرد ما تبدأ في شم رائحة معينة مرتبطة بها؟ ما هي الروائح التي تتسبب في نوبات الحنين إلى الماضي بالنسبة لك؟ حدثنا عن ذلك في قسم التعليقات أدناه!

الجانب المُشرق/مثير للفضول/لماذا قد تُشعرك بعض الروائح بالحنين للماضي؟
شارك هذا المقال