الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

ماذا سيحدث لو غط البشر في نوم عميق لمدة 1000 عام ثم استيقظوا؟

لو دخل الجنس البشري بشكل مفاجئ في سبات عميق طويل، فعلى الأقل لن يتم استيراد حوالي 3.5 مليون طن من القمامة من اليابان إلى كاليفورنيا. هذا يعني أن المزيد من النفايات البلاستيكية ستجوب الشوارع والغابات والمحيطات. ولن نتفاجأ إذا استيقظنا بعد 1000 عام ووجدنا أنّ هناك مئات الآلاف من أكواب البلاستيكية من ماكدونالدز وحدها مبعثرة حولنا. بالمقابل، لن تكون نتائج توقف النشاط البشري كلها سيئة، بل سيفيد كوكب الأرض بشكل كبير جداّ.

لقد فكرنا في الجانب المُشرق في 8 فرضيات سريالية من محض الخيال، يمكن أن تصبح حقيقية لو كان دخل البشر في سبات عميق لمدة 1000 عام.

1. ستنمو الغابات مرة أخرى في كل مكان على وجه الأرض

تحتاج الغابة المطيرة التي تضررت بشدة إلى أكثر من 4000 عام لتجديد جميع ميزاتها بالكامل. وغني عن الذكر أن النشاط البشري يجعل من الصعب تجديد الغابات بشكل أسرع. لذا، إذا توقف النشاط البشري على هذا الكوكب، فإن الأشجار وغيرها من العناصر الطبيعة ستنمو مرة أخرى أسرع مما كان متوقعاً.

من جهة أخرى، ستبدأ أعداد الحيوانات التي تعيش في الغابات في التزايد، حيث سيكون لديها وفرة من الطعام. والحيوانات عامل رئيسي في تجديد منطقة الغابات التي تم فقدانها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشجار التي تنمو في الظل، سيكون لديها متسع من الوقت للعثور على مواقع مناسبة للنمو. وستستغرق هذه العملية أكثر من 160 عاماً.

2. سينهار عدد هائل من المباني

تم بناء معظم ألواح الأسقف المستخدمة في بناء المنازل لتدوم من 20 إلى 30 عاماً. بعد ذلك سيحصل تسريبات ومشكلات أخرى تتطلب تدخلاً بشرياً لإصلاحها. عندما يبدأ تسريب السقف، ستؤدي المياه إلى اتلاف السقوف الخشبية والجدران، وبالتالي ستنهار الأبنية الخشبية أولاً.

ستبدأ المباني الزجاجية والمعدنية في التحلل بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن كل ناطحات السحاب المدهشة سيكون مصيرها الانهيار. المباني الوحيدة التي من المحتمل أن تظل قائمة بعد 1000 عام هي تلك المبنية من الحجر.

3. سيصبح الكوكب مظلماً

في اليوم الأول بعد استغراق الناس في سباتهم، ستتوقف معظم محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، مما سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء العالم. أما منطقتا تايمز سكوير ولاس فيغاس، فسوف تظلان مضاءتان لبضعة أيام أخرى. كما أن الصراصير والفئران ستستغل الفرصة من أجل مهاجمة الطعام المخزن في المتاجر والمصانع والبيوت وستحكم العالم.

وفوق ذلك، فإن العديد من أنظمة مترو الأنفاق التي تقوم بضخ المياه بشكل مستمر ستتوقف عن العمل، وبالتالي ستغمر المياه الأنفاق في غضون 36 ساعة. من ناحية أخرى، ستمتلئ صهاريج تخزين النفط في ألاسكا بشكل كامل ثم تنفجر، وسيبدأ النفط في الانسكاب خارجها وستنتشر ملايين غالونات النفط في المحيط.

4. سوف تنقرض معظم الحيوانات المنزلية

ستكون حيوانات مثل الكلاب الصغيرة والأغنام الأكثر عرضة للخطر. حتى لو بقيت هذه الحيوانات محصنة داخل المباني، فعاجلاً ما سينفد طعامها لتضطر إلى الخروج والبحث عن حاجياتها منه للبقاء على قيد الحياة. أما بالنسبة للكلاب الكبيرة، مثل الراعي الألماني، وكلاب الرعي، والسلالات البرية، فإنها ستكون قادرة على التكيف مع حياة البريّة وحماية نفسها.

من الممكن أيضاً أن تنجح القطط أن تتكيّف مع نمط العيش الجديد. ومع ذلك، سيتعين عليها أن تصبح أشرس من أجل البقاء. أما سلالات الكلاب التي هربت من مضامير السباقات وساحات المصارعة، فمن المتوقع ألا تواجه أية مشكلة في النجاة. ذلك أنها ستستفيد من روحها التنافسية وخبراتها القتالية للهيمنة على باقي السلالات الأضعف.

5. ستختفي العديد من المعالم الأثرية وتصبح أثراً بعد عين

التآكل هو أحد أكبر أعداء جميع المواد التي تم استخدامها في بناء كافة معالمنا الأثرية الجميلة، باستثناء معدن الذهب، الذي تمنحه خصائصه المقاومة للتأكسد تحصينا ضد التآكل. في الوقت الحاضر، تُعتبر مُلوثات الهواء السبب الأول للتآكل مما يدفع الناس إلى صيانة منازلهم وإصلاحها بشكل مستمر. وفي حال توقف النشاط البشري فجأة، فإن هذه المشكلة ستظل قائمة.

يحصل تلف المعادن بسبب الأكسجين. حيث يتسبب التأكسد في صدأ المعادن الذي سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى تدمير المنشآت المعدنية والإسمنتية على حد سواء. وفي غياب أعمال الصيانة البشرية سيكون الدمار أشد وأكبر بشكل حتمي.

6. ستُغطي النباتات المدن

إذا توقف النشاط البشري عن الوجود، فستحتاج النباتات المتسلقة واللبلاب إلى أقل من 5 سنوات فقط لتغطية السطح الخارجي للمباني. على سبيل المثال، تم إخلاء قرية هوتوان الصينية من السكان في عام 2002، وبعد عقدين من الزمان، سيطرت النباتات الطبيعية على المدينة بالكامل. حيث غطت النباتات المتسلقة واللبلاب واجهات المباني بالكامل. لذا يمكنك أن تتخيل مدى سوء الوضع بعد 980 عاماً إضافية.

7. ستغرق العديد من المدن تحت الماء

تعمل أنظمة الصرف والسدود والجسور على حماية بعض المدن من الغرق كأمستردام على سبيل المثال . حيث تحمي هذه الأنظمة مدننا من مياه المحيطات وتمنع الكوارث، مثل الفيضانات وأمواج تسونامي. ولكن إذا لم يكن البشر موجودين لتسيير هذه الأنظمة، فإن قوة الماء ستدمرها. ستُهاجم كميات هائلة من المياه مدننا وتُغرقها بالكامل.

بعد التوضيح السابق، تُشير بعض التقديرات إلى احتمالية غرق بعض المدن تحت الماء، مثل مدينة نيويورك وميامي ونيو أورلينز. حيث ستشهد جميع هذه المدن ارتفاعاً حاداً في مستويات المياه بحلول عام 2070. وفي حالة اختفاء البشر، قد يستغرق غرق هذه المدن وقتاً أقل.

8. سيضطر البشر إلى القتال لاستعادة مدنهم

سيجد البشر أنفسهم مرة أخرى مجبرين على القتال من أجل بقائهم على قيد الحياة لأنهم سيضطرون إلى مواجهة الحيوانات البرية. وهنا قد تكون قدرة البشر حينها على نبذ خلافاتهم والتعاون والعمل في مجموعات، أمراً بالغ الأهمية لمساعدتهم على السيطرة على جميع المخلوقات الأخرى. إلا أنهم سيكونون قادرين على تكوين صداقات مع بعض الحيوانات كالقطط والكلاب. الفرق الرئيسي بين تلك الفترة وحقبة الإنسان البدائي، أن بقايا من المدن والطرق ستكون هناك شاهدة على مروره السابق.

سيكون لدى البشر بالفعل كل المعرفة التقنية لإعادة بناء كل شيء كما كان. وفي نفس الوقت، سيتعين عليهم التفكير بطريقة بدائية من أجل البحث عن الطعام والتغلب على الحيوانات البرية الكبيرة المنافِسة. ولكن كما ذكرنا سابقاً، فإن قدرة البشر على التعاون فيما بينهم، سوف تلعب دوراً حاسماً في تحقيق ذلك.

لنفترض جدلاً إمكانية إجراء تجربة تتطلب النوم في ملجأ تحت الأرض لمدة 1000 عام، فهل ستوافق يا ترى على الانخراط فيها؟

مصدر صورة المعاينة Pixabay.com
الجانب المُشرق/مثير للفضول/ماذا سيحدث لو غط البشر في نوم عميق لمدة 1000 عام ثم استيقظوا؟
شارك هذا المقال