الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

ماذا يقول علم الجينات عن إنجاب الأزواج لأطفال بلون بشرة مختلف؟

صحيح أن كوكبنا تتنوع فيه أشكال البشر، لكنهم متشابهون جينياً بنسبة 99.9 بالمئة. ويأتي تنوع الأشكال من الاختلاف الجيني الذي يبلغ 0.1 بالمئة. الأليلات هي الجينات التي تضمن أن نشبه أفراد أسرنا. لا يكون الأطفال نسخاً كربونية من آبائهم وأمهاتهم، لكن صفاتهم تتشابه، وأحياناً، يحدث العكس تماماً.

بحثنا، في الجانب المُشرق، عن إجابة سؤالين مهمين؛ لماذا وكيف وُلد بعض الأطفال بأشكال مختلفة تماماً عن آبائهم وأمهاتهم؟ وكانت الإجابات مذهلة حتى في مجتمع الأطباء.

1. لماذا تختلف الجينات أحياناً

تحدد الجينات لون العينين والبشرة والشعر وبعض التفاصيل الأخرى الدقيقة. مثل بروز سرة البطن للداخل أو للخارج، وتجعد الشعر أو استقامته، وإصبع الإبهام العريض أو المنحني، وإذا كانت شحمة الأذن متصلة أم منفصلة. تحدد تلك الجينات طولنا وقابليتنا للتعرض للمرض، وبالتالي فهي التي تشكل مستقبلنا.
لكن أحياناً، تغير الجينات سلوكها وتتجاهل الأجيال السابقة، أو تتطور وتسلك مسلكاً مختلفاً. مثلاً، فقدت أجساد البشر القدرة على إنتاج فيتامين سي. أدى هذا إلى تغيير شامل في تطور البشر.
وفي أحيان أخرى نرى الجينات تلعب لعبة أخرى، يحدث هذا حين يبدو الطفل مختلفاً تماماً عن أبيه وأمه. أوضح خبراء علم الجينات والباحثون 3 أسباب لحدوث هذا الأمر.

2. أولاً، وجود تحور جيني مميز

أحياناً يحدث تحور للجينات. فتتغير بلا سبب واضح، وتمنح أصحابها سمات جديدة لتستمر في الأجيال التالية، وقد لا يحدث هذا. بمعنى أن يحدث هذا التحور في جيل واحد فحسب ثم يختفي في الجيل التالي.
لدينا مثال واضح على هذا التحور، وهو حالة ازدواج الأهداب، ينتج عنها أهداب كثيفة على نحو غير معتاد. وكذلك تغاير لون القزحيتين، فنجد كل قزحية بلون مختلف. تحدث أحياناً تحورات مشابهة في الجينات التي تحدد لون الجلد، فينتج عنها طفل ببشرة فاتحة لأب وأم من أصحاب البشرة الداكنة، أو العكس.

3. قد تكون حالة جينات خاملة لفترة طويلة

حين يتعلق الأمر بالطفل، فنحن نتحدث عن المجموعة نفسها من جينات والديه، لكن طريقة مزج هذه الجينات هي التي تقرر كيف سيدو الطفل. لون بشرة الإنسان هو ناتج مزج تصبغ 11 جيناً مختلفاً يتحكم في كمية الميلانين التي تنتجها البشرة.
يوجد نوعان من الميلانين كذلك، وهما الميلانين السوي والفيوميلانين. تكون البشرة الداكنة حين تزيد نسبة الميلانين السوي في الجينات، بينما يمتلك أصحاب البشرة الفاتحة والنمش نسبة أعلى من الفيوميلانين في جيناتهم.
يفسر الأطباء ولادة طفل فاتح البشرة لأبوين من أصحاب البشرة الداكنة، بأن الأبوين قد يحملان جينات البشرة الفاتحة. لكنها كانت خاملة معهما ونشطت في حالة الطفل. وقد يحدث العكس كذلك، ففي بعض الأحيان يُولد طفل داكن البشرة لأبوين قوقازيين. تقرر الجينات أحياناً أن تصبح خاملة وفي أحيان أخرى نشطة. ما زال المجتمع العلمي يحاول فهم أسباب هذه التغيرات من الأصل.

4. قد يكون المهق الشديد أحد الأسباب

قد يكون المهق سبب آخر للاختلاف الواضح في لون بشرة الطفل عن والديه. في تلك الحالة، لا تنتج البشرة القدر الكافي من الميلانين الذي يحتاجه العرق على المستوى الجيني.
قد يكون المهق جزئياً، وبالتالي تظهر بقع متفرقة في البشرة، أو قد يكون كلياً، فيُولد الطفل ببشرة شديدة الشحوب، حتى لو كان الوالدان من أصحاب البشرة الداكنة ولديهما أصول عرقية أخرى. في عدة بلاد أفريقية، يربط الناس مرضى المهق بالأساطير والخرافات، وللأسف يتعرض هؤلاء للنبذ من عائلاتهم.

5. الأصل واختلاط أطفال الأنابيب هو سبب آخر

أحياناً يرتبط الأمر ببساطة بالأب أو الأم. قد تنجب النساء ذوات البشرة الداكنة أطفالاً من أصحاب البشرة الفاتحة إذا كان الأب كذلك، والعكس صحيح. مثل حالة الممثلة زيندايا، التي ينتمي والدها للعرق الأفريقي وتنتمي والدتها لأصول أوروبية مختلطة. إذا كنا نعلم الأصول العرقية للأب والأم، فلن نشعر بالدهشة.
لكن في بعض الحالات لا يكون الأصل معروفاً، مثل الخلط الذي قد يحدث في عمليات التلقيح الصناعي. فقد يحدث خطأ ما، مما يؤدي لولادة طفل بمميزات عرقية مختلف.

6. التبني سبب واضح

التبني هو أحد الأسباب الواضحة. لنأخذ على سبيل المثال أسرة الممثلة أنجلينا جولي وشريكها السابق براد بيت المكونة من أطفال ينتمون لأعراق مختلفة. فنجد أنها تبنت مادوكس من كامبوديا وزاهارا من أثيوبيا. ثم أنجب براد وأنجلينا ابنتهما البيولوجية الأولى في عام 2006 واسمها شيلوه، ثم تبنيا باكس من فيتنام. وفي النهاية أنجبت أنجلينا التوأم فيفيان ونوكس في عام 2008.

7. قصة نماتشي الغريبة

حين ذهب بين وأنجيلا إيجبورو إلى المستشفى لكي تلد أنجيلا ابنتها نماتشي، فوجئ الزوجان بشكل الطفلة. لأنهما ببساطة من نيجيريا، أي من أصل أفريقي أسمر، لكن ابنتهما كانت قوقازية شاحبة البشرة، ولديها شعر أشقر وعينان زرقاوان.
رجّح الأطباء كل الاحتمالات الثلاثة الممكنة في هذه الحالة. قد تكون بشرتها البيضاء والعينان الزرقاوان نتيجة المهق أو الجينات المتنحية أو نتيجة لتحور جيني غير معروف. لحسن الحظ، أعلن والدا نماتشي أنهما سيحبان ابنتهما مثل أشقائها من أصحاب البشرة السمراء تماماً.

هل لدى أفراد عائلتك سمات فريدة؟ وهل فهمت التفسيرات الطبية لهذا الأمر؟

الجانب المُشرق/مثير للفضول/ماذا يقول علم الجينات عن إنجاب الأزواج لأطفال بلون بشرة مختلف؟
شارك هذا المقال