الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

مدى الانتباه يتراجع لدى البشر لكن هذه الدراسة تبشّر بوجود فائدة لذلك

في دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت، تبين أن مدى الانتباه لدى البشر يتراجع بمرور الأعوام، ويبدو أن التقنيات الحديثة تلعب دوراً كبيراً في حدوث ذلك. قد نواجه أحياناً صعوبة بالغة عندما نحاول التركيز على شيء معين، لا سيما في عصرنا الحالي، حيث تحيط بنا بصفة مستمرة كل أسباب التشويش والملهيات بمختلف أنواعها، بينما تحاول أدمغتنا تجاهلها. ومع ذلك، فإن فقدان جزء من مدى الانتباه قد لا يعد أمراً سيئاً، إن كان سيحسن الانتباه الانتقائي لدينا.

ونحن في الجانب المُشرق نسعى لتجنب الأثر السلبي لعوامل التشويش على الإنتاجية، ولهذا السبب أردنا أن نسلط الضوء على هذه الوظيفة العقلية الهامة التي يطلق عليها الانتباه، وسنقدم لكم عدة نصائح تساعدكم في تحسينها.

هناك 4 أنواع من الانتباه

الانتباه عملية عقلية تمكننا من اتخاذ القرارات، والتمييز بين ما يهم وما لا يهم، مما يجعلها إحدى الميزات الأساسية للبشر كأكثر الكائنات الحية تطوراً على وجه الأرض. ويعتمد الانتباه على حواسنا الخمس؛ وهي السمع والبصر والشم واللمس والتذوق، حيث تتم معالجة الإشارات الواردة منها بواسطة مستقبلات في الدماغ.

توجد عدة أنواع من الانتباه:

الانتباه الانتقائي: ويسمح لنا بتحديد أولويات المعلومات بناءً على أهميتها لنا أو لوضعنا الحالي، واستبعاد أي مصادر للتشتيت.

الانتباه المقسم: ويسمح لنا بتقسيم انتباهنا بين أنشطة مختلفة، ويُعرف أيضاً بتعدد المهام.

الانتباه المستمر: ويسمح لنا بالبقاء منتبهين لفترات زمنية طويلة خلال ممارسة بعض الأنشطة، مثل القيادة أو المذاكرة.

الانتباه المتناوب: ويسمح لنا بتحويل انتباهنا بين المهام المختلفة.

لماذا يساعدنا الانتباه الانتقائي في التركيز على الأشياء الهامة دون غيرها؟

يمكننا في أغلب الأوقات أن نركز انتباهنا حصراً على الأشياء التي تهمنا فقط، بينما يتحول ما سواها إلى ضوضاء في الخلفية، لدرجة أننا قد لا نلاحظه أحياناً. على سبيل المثال، عندما نحاول قراءة كتاب خارج المنزل، نستطيع التركيز عليه مع تجاهل الأشياء الأخرى غير المهمة التي تحدث حولنا. وتعود قدرتنا على ذلك إلى الانتباه الانتقائي.

يتراجع مدى الانتباه لدى البشر على مر السنين

يتراجع مدى الانتباه لدى البشر على مر السنين، وفقاً لدراسة من شركة مايكروسوفت شارك بها 2000 شخص. بعد استطلاع آرائهم، اكتشف الباحثون أنه منذ عام 2000 انخفض متوسط مدى الانتباه من 12 ثانية إلى 8 ثوان. وأظهرت الدراسة أيضاَ أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشة الهاتف أو الحاسوب يسهل تشتيت انتباههم.

وعلاوة على ذلك، فإن 77% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 24 عاماً أيدوا العبارة التي تقول “أول ما أفعله في وقت الفراغ هو تفقد هاتفي”. و79% منهم قالوا أنهم يستعملون أجهزة أخرى عندما يشاهدون التلفاز. وهذا يظهر بوضوح حجم تأثير التقنيات الحديثة على انتباهنا.

قد يشير تراجع مدى الانتباه إلى أننا نتطور

ومع ذلك، فإن نتائج هذه الدراسة ليست سيئة بالكلية. على الرغم من تراجع مدى انتباهنا بدرجة ملحوظة، تحسنت قدرتنا على إدارة تعدد المهام. كما أصبحنا أكثر وعياً بما يستحق أو لا يستحق أن نوليه اهتماماً في الوقت الحالي. نحن نميل إلى الابتعاد عن هواتفنا أو الأشياء الأخرى التي تشتت انتباهنا عندما نعمل لإنجاز مهمة أو مشروع ما.

كيف يمكننا تحسين القدرة على التركيز وزيادة مدى الانتباه

إن كنتم تجدون صعوبة في التركيز أو الانتباه، فإليكم بعض النصائح المفيدة لتساعدكم في تحسين قدراتكم على التركيز والانتباه:

● تحديد الأهداف، وتقسيم المهام إلى مهام أصغر.

● أخذ فترات استراحة قصيرة.

● التخلص من كل عوامل الإلهاء والتشتيت.

● التقليل من تعدد المهام إن كان يؤثر سلباً على الإنتاجية.

تمارين التنفس قد تساعدكم في استعادة التركيز.

ما أكثر شيء يسبب لكم الإلهاء؟ وكيف تنجحون في استعادة تركيزكم مجدداً؟ شاركونا خبراتكم ونصائحكم في التعليقات.

الجانب المُشرق/مثير للفضول/مدى الانتباه يتراجع لدى البشر لكن هذه الدراسة تبشّر بوجود فائدة لذلك
شارك هذا المقال