الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

مزايا وعيوب مشاهدة برامجنا ومسلسلاتنا المفضلة دفعة واحدة

غالباً يبدأ الأمر عفوياً وبدون تخطيط مسبق، فنشرع في مشاهدة مسلسل اقترحه علينا صديق أو كان عنوانه متداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي. لكننا سرعان ما نقع في فخ شره المشاهدة من حيث لا ندري، ونضغط على خيار ’الحلقة التالية’ مرة تلو الأخرى دون توقف.

نتفهم في الجانب المُشرق الشعور بالذنب الذي يقترن بلذة تجربة مارثون مشاهدة كل حلقات المسلسلات دفعة واحة، إلا أن لها إيجابيات وسلبيات، يسعدنا أن نتقاسمها معكم من خلال هذه المقالة. كما حضرنا لكم مجموعة من الإرشادات إضافية تمكنكم من مواصلة الانغماس في مسلسلاتكم المفضلة دون أن تطالكم سلبياته.

الميزة الأولى: يمنحنا شره المشاهدة نشوة طبيعية

يشرح لنا أحد الأخصائيين النفسيين أن نشاطاً مسلياً مثل شره المشاهدة يتسبب في إنتاج أدمغتنا للدوبامين المسؤول عن الإحساس بالسعادة والمكافأة. وهذا ما يفسر قدرة البعض على مشاهدة موسم كامل لأحد المسلسلات مرة واحدة. تدفعنا حاجتنا للدوبامين للاستمرار في ما يراه دماغنا نشاطاً مرضياً لنا، مما يجعلنا نستصعب إطفاء الشاشة وتأجيل المشاهدة إلى وقت لاحق.

الميزة الثانية: يمنحنا فرصة لنتواصل مع عواطفنا

هل شعرت يوماً بأنك استثمرت طاقتك في شخصية تمثيلية لدرجة أنك تشجعها عند نجاحها، أو تبكي عند كسر قلبها، أو تشعر بالحزن على وفاتها المفاجئة؟ يصف أحد الخبراء شره المشاهدة على أنه شكل من أشكال "النقل السردي"، حيث ينغمس المشاهدون في قصة تبدو حقيقية. وتساهم عناصر الحبكة والأداء التمثيلي والموسيقى في خوضهم تجربة عاطفية قوية، وتسمح لهم بالتفاعل معها بمشاعرهم الخاصة.

الميزة الثالثة: يساعد على تخفيف التوتر

نتعرض في حياتنا اليومية للتوتر المستمر وكميات هائلة من المعلومات، وفقاً لأخصائي نفسي إكلينيكي. وتسمح مشاهدة مسلسلاتنا المفضلة لأدمغتنا بالاستراحة من التوتر وكافة الضغوط من حولنا. كما يساعدنا الهروب المؤقت من الواقع على الشعور بالحيوية والاستعداد أكثر، عندما نعود إلى العالم الحقيقي لمواجهة مشاكلنا الشخصية.

الميزة الرابعة: يحسن من علاقاتك الاجتماعية والعاطفية

تساهم ماراثونات مشاهدة حلقات برنامجك المفضلة في تعزيز شعورك بالانتماء، خصوصاً إلى من يشاهدون المسلسل مثلك. وقد يصبح هذا الاهتمام المشترك أفيد عندما تبدأ بالحديث مع الآخرين أو تبادل الآراء معهم.

وعلاوة عن كون مشاهدة مسلسل بشراهة يعتبر طريقة مسلية وسهلة لقضاء الوقت مع شريكك، فهي أيضاً وسيلة فعالة لتوطيد علاقتكما معاً. وهذا ما أثبتته إحدى الدراسات التي خلصت إلى أن قضاء وقت مشترك في المشاهدة مع الشريك يساعد في تجويد العلاقة.

الميزة الخامسة: تمنحنا فرصة استلهام الأفكار من قدواتنا التلفزيونية

مشاهدة المسلسلات دفعة واحدة تكون صحية أكثر إذا كانت شخصياتها تخدم كقدوات جيدة لنا، وكانت أحداثها تمنحنا لمحة عن الوظيفة التي نفكر بامتهانها أو يتناول مجالات اهتمامنا. ‏كما أن تذكر كيفية تصرف إحدى الشخصيات و تعاملها مع الأزمات، قد يساعد على خلق أفكار إبداعية لحل مشاكلنا الشخصية.

العيب الأول: مشاعر الحزن التي تأتي بعد السعادة

قد يكون الشعور بالفراغ الذي يجتاحنا بعد أن ننهي حلقات مسلسلنا، نتيجة لحالة نفسية يصفها أحد الأخصائيين النفسيين باكتئاب المواقف. حيث إن توديع برنامج تلفزيوني استثمرنا فيه كثيراً من وقتنا، قد يُشعرنا بنوع من الفقد.

الأمر أشبه ما يكون بانتكاسة ما بعد ارتفاع السكر في الدم، حيث يؤدي الانخفاض المفاجئ لمستوى التحفيز في الدماغ هو أيضاً، إلى غلبة إحساس من الحزن على نفسيتنا. كما أشارت نتائج هذا البحث إلى بروز شعور بالذنب بعد شره المشاهدة، نتيجة للواجبات التي يتم إهمالها والتضحية بها من أجل هذا المسلسل أو ذاك.

العيب الثاني: قد يحرمك من النوم

أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتبنون شره المشاهدة في نمط عيشهم يعانون من رداءة جودة النوم وتعب متزايد، بالإضافة إلى أعراض الأرق.

كما أن مشاهدة أفلام الجريمة الوثائقية ومشاهد الرعب أو أفلام التشويق ليست مفيدة للنوم الهانئ بتاتاً. ويرى أحد الخبراء أن نشوة ما بعد مشاهدة أفلام الرعب الناتجة عن ارتفاع مستوى الأدرينالين تصعب علينا النوم ولو لبرهة قصيرة.

العيب الثالث: قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة

يَحد الجلوس لساعات طويلة من فرص القيام بأنشطة اجتماعية ويشجع على اتباع عادات أكل غير صحية. كما أن الخمول لمدد طويلة يزيد من خطر التعرض لمشاكل صحية خطيرة.

العيب الرابع: يشجع على العزلة

يحذر الأخصائيون النفسيون من خطر اتصالنا الزائد بالتلفزيون على حساب التفاعل البشري الحقيقي.

إذا كنت تفضل قضاء وقتك على منصات عرض الفيديو، بدلاً من قضائه مع عائلتك وأصدقائك، فهذا قد يكون اشارة إلى أنك بصدد تطوير عادة مؤذية قد تكون لها انعكاسات سلبية على حياتك.

العيب الخامس: يؤثر على مدى رضاك عن مسلسلك

من المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات اكتشفت أن الأشخاص الذين يعانون من شره المشاهدة يستمتعون بما يشاهدونه أقل ممن المشاهدين للبرنامج نفسه حسب جدول يومي أو أسبوعي.

كما توصل الباحثون إلى أن الرضا عن مشاهدة البرامج قد يتأثر بالذكريات السابقة. فقد لا يحبذ الشرهون رؤية المشاهد أكثر من مرة في جلسة واحدة، على عكس من يشاهدونها يومياً أو أسبوعياً، الذين يهتمون بالتلخيصات في أوائل الحلقات ويحرصون على مشاهدتها، وذلك بفضل الفاصل الزمني الذي يباعد بين الحلقات.

مكافأة: إرشادات لمشاهدة مسلسلك بشره لكن بحكمة ومسؤولية

ضع معايير للمشاهدة

تصمم نهاية الحلقات لتبقينا ملتصقين بشاشاتنا لأطول فترة ممكنة، ولهذا يقترح أحد علماء النفس ضرورة الالتزام بعدد محدد من الساعات أو الحلقات في اليوم. أما إذا كنت لا تستطيع مقاومة اكتشاف ما سيحدث بعد نهاية حلقة ما، فحاول تحديد النصف الأول من الحلقة التالية كنقطة توقف نهائية. وفي الغالب سيكون هذا كافياً للإجابة عن التساؤلات التي تركتها الحلقة السابقة في نفسك والوصول إلى النهاية التي كنت تبحث عنها.

وازن بين المشاهدة وممارسة أنشطة أخرى

يوصي الخبراء بالموازنة بين ساعات النشاط الخامل والتمارين. وبالتالي فقيامك بجولة في الحي قبل الاستلقاء على الأريكة للاستمتاع ببرنامجك، وتخصيص مدة خمس دقائق بعد كل حلقة تقف وتتمشى قليلاً في غرفتك، هما من بين أساليب الحفاظ على صحة بدنك ونشاط دماغك. من المفيد أيضاً العثور على مصادر أخرى للمتعة، مثل الخروج مع الأصدقاء أو ممارسة بعض الهوايات، لتجنب الإدمان على المشاهدة.

تأكد من ألا تفسد عادات المشاهدة دورة نومك

في هذا الصدد يؤكد مدير المركز الطبي لاضطرابات النوم في ميشيغان، أن أفضل روتين للنوم يمكنك اتباعه هو أن تتجنب التعرض المباشر للأشعة الزرقاء التي تصدرها الشاشات، من ساعة إلى ساعتين على الأقل قبل ذهابك إلى السرير.

كما يقترح أخصائيو الأعصاب ضبط منبه للنوم قبل مشاهدة مسلسلك، تجنباً للانغماس فيه لوقت أطول من اللازم.

شاهد مسلسلك مع الغير

‏ستساعدك مشاركة هذا النشاط المسلي مع الآخرين على تجنب العزلة الاجتماعية، وستشجعك على خوضِ نقاشات حول أحدات المسلسل. في نهاية المطاف، نعلم جيداً أن كل الأفكار التي تتعارك داخل جمجمتك تحتاج إلى متنفس.

كم كان أكبر عدد من حلقات مسلسلك المفضل التي شاهدتها في جلسة واحدة؟ ما المسلسل الذي تقترح علينا مشاهدته بنظام شره المشاهدة؟

شارك هذا المقال