الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

استطلاع للرأي: نصف الخلان قد يعرضونك للخذلان!

كلما زاد عدد الأشخاص الذين نتفاعل معهم، كلما نسينا المعنى الحقيقي لكلمة “صديق”. فقط فكر في الأمر: كم عدد أصدقائك الذين يمكنك أن تصفهم بالفعل بأنهم أصدقاء حقيقيون؟ وهل يبادلك هؤلاء المشاعر نفسها؟ في الواقع، لدينا دراسة تقول إن فرص ذلك ضئيلة جداً، وبالكاد تصل إلى حوالي 50/50.

لقد حاولنا في الجانب المشرق معرفة أسباب هذه الخيبة، ومن ثم تذكير أنفسنا بالأمور التي تجعل علاقات الصداقة جديرة بالاهتمام.

قد يكون لدى الأشخاص الذين نعتبرهم أصدقاءنا شعور مختلف.

ركزت هذه الدراسة على 600 طالب تمت دعوتهم لتقييم علاقات الصداقة لديهم، ولكن النتائج كانت محبطة إلى حد ما. ففي معظم الحالات، تبين أن 53 في المائة فقط من مشاعر الصداقة كانت متبادلة، بينما وجد الباقون أنفسهم متورطين في صداقات من جانب واحد.

وقد خلصت إحدى المشاركات في فريق البحث إلى أن هذه النتائج تظهر أن الناس عادة “يخطئون الحكم عندما يقررون من هم أصدقاؤهم”. وأضافت أنه كلما زاد عدد أصدقائك، قلّت فرصك في أن يتم اعتبارك “أفضل صديق” من قبل أحدهم.

أحياناً نضيع وسط كثرة الأصدقاء.

لا يمكن أن تكون لدينا علاقات متينة مع جميع أصدقائنا، وهذه حقيقة بسيطة يجب علينا جميعاً تقبلها. فمع تقدمنا ​​في العمر، نتعرف على المزيد من الناس، وما لم تكن بارعاً في تفادي التواصل مع من هب ودب، فقد تجد نفسك غارقاً وسط دوامة من العلاقات الاجتماعية لا قعر لها.

ولكن لماذا نميل أصلاً إلى اكتساب الكثير من الأصدقاء؟ هل هي مجرد حاجة نفسية للتواصل العاطفي؟ في الواقع، يعتقد بعض الخبراء أن المرء يحاول، من خلال إحاطة نفسه بالعديد من "أشباه الأصدقاء"، أن يحمي نفسه من التعرض للأذى، حين ينهار سقف توقعاته. فنحن نبذل المزيد من الوقت والجهد في سبيل الصداقة إن كان لدينا صديقان فقط، أي أكثر بكثير مما نفعل مع 5 أصدقاء مثلاً. وهكذا لن نشعر بخيبة أمل كبرى عندما يبتعد أحدهم، أو يبدر منه سلوك مؤذي يضطرنا إلى إنهاء صداقته.

وفي المقابل، يبدو أننا نتحمل ما لا طاقة لنا به عبر محاولتنا إرضاء كل هذا العدد من الأشخاص المختلفين. إن اكتساب عدد كبير من الأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير معاكس تماماً، بحيث يؤدي إلى الشعور بالوحدة والقلق، بل وحتى زيادة احتمالات الوفاة.

للعلاقات العميقة تأثير جيد على صحتنا.

بإمكان الصداقة أن تكسر خاطر الشخص أو تجبره. ويعتبر وجود الأصدقاء الحقيقيين في حياتنا ذا تأثير مهم على صحتنا النفسية والعقلية، حيث يمكنهم في الواقع مساعدتنا على تجاوز حادثة محزنة أو تخطي مشكلة شخصية، أو مجرد منحنا ذلك الكتف الذي نستند إليه ونبكي عليه. والحقيقة أننا لا يمكن أن نتوقع مثل هذا الدعم، إلا من خلال رابطة متينة مع شخص ما، يكون الأخذ فيها بقدر العطاء.

لقد توصلت إحدى الدراسات أيضاً إلى أن الصداقات يمكن أن تقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة أو السكتات الدماغية، التي غالباً ما ترتبط بتزايد القلق ومشاعر العزلة.

تعرف على أصدقائك الحقيقيين.

هل توجد طريقة لنعلم أن صداقاتنا حقيقية؟ نعم، هناك العديد من الإشارات التي يمكن أن تساعدك على التمييز بين أصدقائك والتعرف على من يهتم لأمرك بصدق:

ـ تعرفان بعضكما منذ زمن طويل ولديكما العديد من الذكريات المشتركة.

ـ لا توجد تصرفات رسمية ولا تردد في الحديث بينكما.

ـ سبق لك أن قابلت عائلة هذا الصديق أو تعرف تفاصيل خاصة عن حياته (وتحتفظ بها لنفسك).

ـ يمكنك مساعدته دون توقع أي مقابل، وسيفعل الشيء نفسه من أجلك.

ـ بإمكان أحدكما أن يصرخ على الآخر - ليس مشاجرة - ولكن رغبة في مساعدته على أن يصبح إنساناً أفضل.

ـ ليس ضرورياً أن يكون صديقك الحقيقي شخصاً تعرفه منذ الطفولة. فالمهم أن يكون مهتماً بصدق بسعادتك، وتجده بجانبك في السراء والضراء.

كم عدد الأصدقاء الذين تعتبرهم مقربين منك جداً؟ وهل سبق أن تعرضت للخذلان من أحد الخلان ممن كنت تخالهم صادقين في صداقتهم معك؟ شاركنا آراءك وتجاربك بقسم التعليقات أدناه!

مصدر صورة المعاينة jenniferaniston / Instagram
الجانب المُشرق/مثير للفضول/استطلاع للرأي: نصف الخلان قد يعرضونك للخذلان!
شارك هذا المقال