الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا غالباً ما يكون سريعو الخطى أقل سعادة من غيرهم؟

أفادت دراسة بأننا نمشي بوتيرة أسرع من آبائنا وأجدادنا أكثر من أي وقت مضى. فقد أصبحنا نستغرق ثانية أقل لقطع مسافة 18 متراً مشياً مما كان يلزمنا قبل 10 سنوات خلت. وكما أن المشي صحيّ على العموم، فإنه قادر أيضاً على الإفصاح عن معلومات كثيرة حول الحالة النفسية للشخص.

انتابنا الفضول في الجانب المشرق لنعرف المزيد عن المشي السريع ونجمع معلومات تدعونا للتفكير والتأمل في بعض دلالات هذا النشاط الإنساني، في خضم هذا التسارع المحموم لمجريات الحياة. ويسعدنا أن نشارككم من خلال هاته الأسطر أهم ما توصلنا إليه.

لأن الحياة المتسارعة يمكنها الإضرار بصحتك.

رغم حقيقة كون المشي ونمط الحياة النشط مفيداً للصحة، إلا أن هناك جانباً مختلفاً لهما يكاد لا ينتبه له معظم الناس. فقد قامت دراسة بحثية بتحليل 32 دولة لمعرفة سرعة مشي سكانها، واستنتجت أن الحياة العصرية تدفعنا للعيش بسرعة واستعجال. ويعتقد خبراء أن هذا قد يكون سبباً للإجهاد وتأثيرات سلبية أخرى على صحة القلب.

أجرى البروفيسور ريتشارد وايزمان تجربة مثيرة للاهتمام، حيث قام رفقة فريقه بحساب الوقت الذي استغرقه 35 رجلاً و35 امرأة للمشي على الرصيف وهم يحملون هواتفهم وعدداً من أكياس التسوق في أيديهم. وقد توصل إلى استنتاج مفاده أن الشخص يتوقف عن الاهتمام بنفسه عندما تستعجله. كما أننا تحت وطأة كل تلك المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني، قد نفقد الاحساس بما يدور من حولنا. لدرجة أن عدم تلقي المرء رداً من شخص ما خلال 20 دقيقة يجعله تتساءل في قلق: “ما معنى هذه الحركة؟”

ويرى وايزمان أن هناك بعض الإشارات التي تخبرك بأن عليك الإبطاء والاسترخاء أكثر من أجل سعادتك:

— قد تتحدث بسرعة كبيرة؛
— تشعر برغبة في استعجال الآخرين عندما يستغرقهم الوصول إلى ما تريده وقتاً أطول؛
— أنت أول شخص ينهي وجبته؛
— تشعر بالإحباط عندما تعلق بين زحمة المشاة في الشارع؛
— تصبح سريع الانفعال عندما تجلس لساعة دون فعل شيء؛
— لا تطيق انتظار دورك في المطاعم أو المتاجر، وتفضل المغادرة حتى وإن لم يكن الطابور طويلاً.

لأنك تقوم بعدة مهام طوال الوقت.

لسنا بصدد انتقاد تعدد المهام هنا، ولكن علماء النفس يقولون أن هذه الصفة إن تحوّلت إلى نشاط مزمن، فإنها لا تقودنا إلى استغلال أوقاتنا بالشكل الأمثل كما نحب. ما يحدث هو أنك فقط تثقل كاهلك بعدد كبير من المهام التي ستنجزها، الشيء الذي يؤدي بك إلى ارتكاب الأخطاء؛ نحن من يحدد آجالاً بأنفسنا، ثم ما نلبث أن نتخبط تحت الضغط والاستعجال الذي تسببه. وكنتيجة لذلك، نمشي بسرعة ونحكي بسرعة. وعلى المستوى العاطفي، يمكن أن تكون تداعيات هذا الإجهاد وخيمة وتولد مشاعر من الإحباط والحزن.

إذا لاحظت أنك تراكم الكثير من المهام عليك، فهناك من الخبراء من يقترح بعض التقنيات المساعدة على الاسترخاء، وهي كالآتي:

— تعوّد على الخروج للعمل مبكراً، إن كان التأخر يجعلك تتوتر.
— رتّب مهامك حسب الأولوية.
— قلل استخدام الشاشات ما استطعت، وتذكر ألا بأس في أخذ بعض الوقت قبل الرد على مخاطبيك، وأن الرد الفوري طوال الوقت ليس ضرورة حتمية.

ما مدى إسراعك في مشيك؟ وما رأيك في ما ورد في المقالة؟ أخبرنا بذلك في التعليقات أدناه، ولا تنسى مشاركة المقالة مع معارفك، عسى أن تساهم في تخفيف توترهم وجعل أيامهم سهلة مشرقة!

مصدر صورة المعاينة Depositphotos.com, Depositphotos.com
شارك هذا المقال