الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا يصعب علينا تجنب لمس وجوهنا

نود في عديد المرات التحكم في حركاتنا وإيماءاتنا، لكن بما أن العديد منها تلقائية، مثل استعمال اليدين للتعبير عن مشاعرنا، فالتخلص منها قد يكون أصعب مما نتخيل. على سبيل المثال، لمس الوجه من أكثر ردود الفعل شيوعاً عند الإنسان، وقد لا ندرك ذلك حتى، فتصدمنا معرفة عدد المرات التي نلمس فيها وجوهنا في اليوم الواحد.

في هذا السياق، نود في الجانب المشرق مشاركة بعض الأسباب التي تقف وراء صعوبة إبقاء أيدينا بعيدة عن وجوهنا، وسنستحضر أيضاً مجموعة من النصائح لتجنب فعل ذلك.

ردة فعل طبيعية لأجسامنا

هل سبق أن لاحظت أنه حينما لا يبدي الطرف المقابل اهتماماً كاملاً بما تقوله، فإنه يميل إلى تغطية وجهه بيديه كأنه يشعر بالملل؟ قد لا نلاحظ هذه الحركة من كثرة ما يستعملها الناس، فنحن نميل إلى التعبير عن مشاعرنا عبر الحركات والإيماءات ولغة الجسد أكثر مما بالكلام.

لغة الجسد: طريقة للتعبير عن ثقافتنا

استعمال الأيادي للتعبير عن المشاعر ليس مجرد ردة فعل لا إرادية. بما أن العديد من الشعوب حول العالم تميل هذا النوع من التعبير، تعوّدنا نوعاً ما على هذه السلوكيات. لغة الجسد طريقة فعالة لإخبار الآخرين بما نشعر به، لدرجة أنها صارت متأصلة في ثقافاتنا بشكل واسع.

إن أضفت إلى ذلك حقيقة أننا نستعمل أدمغتنا على الدوام للتعلم من بعضنا البعض، بسبب ما يعرف ب "التعلم عبر التقليد"، سيضحى الأمر أكثر وضوحاً. نذكر كمثال على ذلك التثاؤب. ربما حدث لك من قبل أنك تثاءبت لمجرد رؤية شخصاً آخر يتثاءب أمامك، فردة الفعل هذه معدية. والسبب أننا بارعون في التقليد. والآن تخيل عدد الناس الذين يلمسون وجوههم! من المؤكد أن الصورة ستتضح أمامك الآن.

منعكس للتوتر

إلى جانب التقليد، ثمة أسباب أخرى وراء لمسنا لوجوهنا. فمثلاً، يمكن أن تكون مناورة تستهدف مشاعر القلق والتوتر، وتهدف للتهدئة من روعنا. نعبر عن ذلك عبر الجهاز العصبي اللاودّي، فأحد وظائفه تظل صريحة ومباشرة: مساعدتك على التعامل مع الأوقات العصيبة. بما أن لمس أجزاء معينة من الوجه يمكنه تنشيط هذه الخاصية، فيمكن النظر لهذه الحركة على أنها منعكس.

لغة الجسد أثناء المغازلة

ثمة وضعية شائعة أخرى تحثنا على لمس وجوهنا: المغازلة. خلال الأنشطة العادية، نلمس وجوهنا ما يصل إلى 23 مرة في الساعة، بحسب هذه الدراسة. ووجدت دراسة أخرى، أجريت في سنة 1967 في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن التواصل غير اللفظي يكون المسيطر حينما يتعلق الأمر بالتعبير عن عواطفنا. والآن تخيل أنك أمام ذلك الشخص المميز الذي يجعل أوتار قلبك تتراقص من شدة الإعجاب... ربما ستجد صعوبة في منع نفسك عن لمس وجهك أو شفتيك. هذا في الحقيقة رد فعل يقوم به الناس حينما يرون شخصاً معجبون به.

تغيير العادات

— لتحقيق انطلاقة جيدة، يجب أن تكون واعياً وتكتشف السبب الذي يحثك على لمس وجهك. حينها فقط سيصبح من الأسهل منع نفسك عن تكراره.

— جرب استعمال كرة لتخفيف التوتر عند الشعور بالقلق، حتى تبقي يديك مشغولتان. احرص فقط على تنظيفها جيداً!

— يجد بعض الناس أن ملصقات تدوين الملاحظات مفيدة، لا سيما إن وضعتها في أماكن تقضي فيها الكثير من الوقت، كتذكير بسيط.

— يمكنك استعمال الرائحة لصالحك بوضع عطر أو مستحضر ترطيب على يديك. بهذه الطريقة، ستتذكر هدفك حينما تقترب يديك من أنفك (ووجهك أيضاً).

— إن كان التوتر هو أساس هذا المنعكس، فربما من الأفضل اقتلاع المشكلة من جذورها بممارسة التأمل، أو اليوغا أو تمارين التنفس. يمكنك حتى التفكير في أخذ إجازة من العمل.

— لكن الأهم من كل ذلك، لا تستسلم! وفقاً لعلماء النفس، قد يستغرق تبني عادة جديدة 66 يوماً، لذلك يجب أن تتخذ من المواظبة حليفك لتحقيق النتائج المرجوة.

كما أظهرنا قبلاً، تتبع سلوكياتنا في الغالب الطريقة التي نرى بها العالم ونتصرف وفقاً لذلك. ولنغير عاداتنا، يجب أن نعيد التفكير في طريقة التواصل والتعبير عن الأشياء. يستحق الأمر هذا العناء، خاصة إن تعلق الأمر بالنظافة والصحة.

وكنصيحة أخيرة، من المهم أن تسعى على الدوام للحفاظ على يديك نظيفة، بما أن الجراثيم تلتصق بالجلد دون أن نتفطن إليها. وبينما بعض أنواع البكتيريا مفيدة لعمل أجسامنا، هناك أنواع أخرى مضرة بصحتنا!

هل تلمس وجهك كثيراً؟ ما هي النصائح الأخرى التي يمكنك إضافتها إلى هذه القائمة؟ كيف تمكنت من إبقاء يديك بعيدتين عن وجهك؟ أخبرنا بذلك في قسم التعليقات أدناه، سيسعدنا كثيراً قراءة آرائكم ونصائحكم!

مصدر صورة المعاينة Friends / Warner Bros. Television
شارك هذا المقال