الأشخاص الفوضويون أكثر إبداعاً... هاكم السبب

يساهم ترتيب البيت وتنظيفه بشكل واضح في تحسن صحتنا. إذ يمكن على سبيل المثال، أن يعتبر بمثابة تمرين رياضي يساعد على تخفيف التوتر. بالمقابل، يبدو أن العيش في حالة فوضى له مزاياه أيضاً، وقد تكون له تأثيرات إيجابية على شخصيتك.

سنشرح لك في اليوم في الجانب المشرق لماذا يكون من المفيد إهمال الترتيب والتنظيف في بعض الأحيان، والاستمتاع ببعض الفوضى في الحياة.

تساعد الغرفة الفوضوية الأشخاص على الخروج من التزاماتهم الاجتماعية والتمتع بالاسترخاء. وحسب دراسة أجريت عام 2013، يستطيع الناس التوصل إلى أفكار أكثر إبداعاً عندما يكونون في غرفة غير مرتبة. حيث يكونون منفتحين على الابتكار ومستعدين لتجربة أشياء جديدة.

من المستحيل الحفاظ على كل شيء في ترتيب ونظام طوال اليوم. والأشخاص الذين يطمحون إلى ذلك قد يعانون مما يسمى بالترتيب القهري. بينما يمكن لأولئك الذين يكرسون وقتاً واهتماماً أقل للتنظيف أن يعيشوا باسترخاءً أكبر، وذلك لأنهم لا يميلون إلى الشعور بالتوتر والانزعاج لمجرد رؤية وسادة مقلوبة على أريكة.

يوفر أولئك الذين لا يبالغون في التركيز على النظافة المزيد من الوقت، فيحظون بالتالي بالمزيد من الحيوية والطاقة التي يستغلونها في أنشطة أهم يميلون إليها بالفعل. وفي المقابل، يستنزف السعي الدائم وراء التنظيم والترتيب، الذي لا تشوبه شائبة، ساعات طويلة وجهداً كبيراً من أصحابه، وهم يحاولون وضع كل شيء في مكانه وتنظيف كل شبر من البيت.

من الغريب أنه يسهل على الأشخاص العثور على ما كل يحتاجون إليه وسط حالة من الفوضى، فالأشياء دائماً في متناول اليد، ولا تختفي في رف بعيد. يمكن أن تكون الطاولة الفوضوية مزعجة، لكن الشخص الذي اعتاد عليها يعرف بالضبط مكان كل شيء، وهو على يقين أنه سيجد بالضبط ما يبحث عنه هناك.

يعيش الأشخاص الذين يحاولون تنظيم كل صغيرة أو كبيرة وفق إيقاع محدد، فيكونون أقل استعداداً للمفاجآت غير المتوقعة. في حين أن حياتنا في الواقع مليئة بها، وهذا ما يجعل الفوضى تعود مرة بعد أخرى. أما أولئك الذين لا يزعجهم القليل من الإهمال، فيظهر توازنهم اختلالاً أقل عندما لا تسير الأمور وفقاً لخططهم. ولكن ما ذكرناه آنفاً، لا يعني بالطبع أنه يجب عليك التخلي عن التنظيف نهائياً والعيش في مكان قذر. فنحن نقترح عليك هنا فقط أن تريح نفسك قليلاً من هوس التنظيف اليومي، وتسمح لنفسك بالجلوس على طاولة فوضوية في غرفة غير مرتبة من وقت لآخر.

هل تفضلون الفوضى أم الترتيب المثالي؟ وهل تعتقدون أنه من الأفضل العيش في مكان بالغ التنظيم أم أن الفوضى تولد الإبداع بالفعل؟ شاركونا رأيكم في قسم التعليقات.