الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا تواصل آذاننا وأنوفنا النمو مع تقدمنا ​​في العمر؟

لطالما سعدنا في طفولتنا بتلك العلامات التي يرسمها آباؤنا وأمهاتنا على الجدار لقياس أطوالنا، وافتخرنا برؤيتها تزداد ارتفاعاً مرة بعد أخرى. إلى أن يأتي الأوان الذي تلازم فيه العلامة الأخيرة مكانها، لأننا توقفنا عن النمو. ولكن هذا لا يحدث مع جميع أعضاء الجسم. في الواقع، تواصل أنوفنا وآذاننا رحلة النمو والتضخم، وتجعلنا نتفقدها كل حين ونتساءل إلى متى؟ حسناً، تريد حقاً أن تعرف؟ هذه الأعضاء لن تتوقف أبداً عن النمو!!

لقد انتابنا الفضول في الجانب المُشرق بخصوص سبب عدم توقف أنوفنا وآذاننا عن النمو حتى بعد أن تصل أجسامنا إلى منتهى نضجها. ولذلك قررنا البحث في الإنترنت للحصول على إجابات مقنعة، وهذا ما وجدناه.

من أجل حاسة سمع أفضل

نعرف أن الذئب كان يبالغ حين أخبر ليلى ذات الرداء الأحمر أن لديه آذان كبيرة لكي يستمع إلى كلامها بشكل أفضل، ولكن الأمر لم يكن ليختلف حتى لو كان هذا الذئب إنساناً بالفعل. إذ من المؤكد أن آذانه ستكون كبيرة أيضاً، فكلما تقدم المرء في العمر، كلما كبرت أذناه، حسب دراسة أجراها باحثون في بروملي بالمملكة المتحدة.

تواصل النمو بلا توقف...

وفقاً لدراسة أخرى أجراها علماء ألمان في عام 2007، فإن قياس الأذن الخارجية لطفل حديث الولادة يبين أنها في الواقع كبيرة الحجم بالتناسب بين جسم الصغير ورأسه. تستمر الأذنان في النمو باضطراد بشكل عام طوال الحياة، ولكنها تعرف بعض التباطؤ مع بلوغ الطفل 8 إلى 10 سنوات من عمره. وإلى أن يبلغ الشخص 85 سنة، تكون أذناه قد بلغتا أعلى متوسط ​​طول ممكن.

ببطء .. ولكن باستمرار

معدل ​​نمو الأذن لدى معظم الناس ضئيل للغاية، لذلك بالكاد يمكن ملاحظته، غير أنه مع ذلك ثابت ومتواصل على مر السنين. هذا ما اكتشفه الباحثون بعد قياس آذان مجموعة تم اختيارها عشوائياً من 206 من المشاركين فوق سن الـ 30. حيث توصلوا إلى أن الآذان نمت بمعدل 0.22 ملم سنوياً لمدة 50 عاماً تقريباً. بعبارة أخرى، يمكن للشخص البالغ من العمر 30 سنة أن يتوقع أنه بحلول الوقت الذي سيبلغ فيه سن الثمانين ستنمو أذناه بأكثر من سنتيمتر واحد بقليل.

الجاذبية ليست المتهم الوحيد

التفسير الأول الذي قد يتبادر إلى الذهن هو أن الجاذبية هي السبب المباشر وراء تدلي الأذن. حسناً، إذا كانت هذه فكرتك، فأنت على خطأ. فمع مرور الوقت، يعاني الإنسان من فقدان مرونة الجلد، فتتدلى شحمة الأذن أكثر، وهذه الحقيقة تتفاقم بشكل أوضح لدى من يضعون أقراطاً ثقيلة. وبالإضافة إلى نمو حجمها طولاً، فإن الآذان تصبح أعرض مع الوقت، حيث يزداد محيطها بمعدل 0.51 ملم في السنة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى شيخوخة الكولاجين في الجسم، وهو البروتين الأكثر وفرة لدى البشر.

والأمر نفسه يحدث للأنوف

الأنوف بدورها ليست في مأمن من هذا. بالاستناد إلى دراسة أخرى، يتضح أن أنف الإنسان يواصل النمو مع تقدمه في العمر ، ولكن ليس بشكل كامل. لقد استنتج المشرفون على الدراسة أن حجم الأنف ومساحته والمسافات الخطية تتمدد ما بين الطفولة والشيخوخة. ولكن، من المثير للاهتمام، أن أرنبة الأنف تنخفض بسبب تقدم العمر. وإن كنت قد لاحظت أن لدى الرجال أنوف أكبر بشكل عام من أنوف النساء، فأنت على حق.

لدى الرجال نقطة ضعف هنا

إن كنت (أيها الرجل) تتساءل عن سبب كون أنفك أكبر من أنوف النساء من حولك، فإن دراسة أجريت في جامعة أيوا تقدم بعض المعلومات الإضافية حول الأمر. يعتقد الباحثون أن الاختلاف في الحجم يرجع إلى اختلاف التركيبة وكمية الطاقة التي تحتاجها الأجسام وفقاً لكل جنس. بشكل عام، يتمتع الرجال بكتلة عضلية أكثر كثافة، الأمر الذي يتطلب المزيد من الأكسجين لنمو الأنسجة العضلية والحفاظ عليها. وحسب المشرفين على الدراسة، يحتاج الرجل لأنف بارز ينقل المزيد من الأكسجين للدم بغرض توزيعه على جميع العضلات.

مكافأة: احذروا من صور السيلفي

إذا لاحظت أن أنفك يبدو أكبر بكثير في الصورة الشخصية التي تريد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تقلق، لأنك لست الوحيد. في هذه الدراسة أوضح الباحثون أن التقاط صور سيلفي على مسافة 30 سم تقريباً من وجهك يزيد من الحجم الملحوظ لأنفك بنسبة 30٪. كما كشفت استبيانات حديثة أن العديد من الأشخاص يلجؤون إلى الإجراءات التجميلية لتغيير المظهر الذي يرونه في الصور التي يلتقطونها لأنفسهم أو غيرها من الصور الأخرى المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

هل لاحظت أن أذنيك وأنفك لا تتوقف عن النمو حسب المعدلات التي ذكرت في هذه الدراسات؟ هل قارنت ملامحك الآن مع صور من طفولتك؟

الجانب المُشرق/مثير للفضول/لماذا تواصل آذاننا وأنوفنا النمو مع تقدمنا ​​في العمر؟
شارك هذا المقال