الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تفسير الشعور بصدمة كهربائية خفيفة عند ملامسة الناس

يمكن لجسم الإنسان أن يخبئ لنا مفاجآت رائعة. على سبيل المثال، أجسامنا قادرة في بعض الأحيان، على توصيل الكهرباء بكميات صغيرة إلى أشياء أخرى. هل سبق لك أن تعرضت لصدمات كهربائية خفيفة عند الاقتراب من أحدهم أو لمس شيء معين؟ إذا تساءلت عن سبب حدوث هذه الظاهرة وكيف تتم، فهذه فرصة جيدة للحصول أخيراً على بعض الإجابات الشافية على أسئلتك.

سنشرح لكم اليوم في الجانب المُشرق كيف تصبح أجسامنا قادرة على تفريغ وتخزين هذه الشحنات الصغيرة، كما ستجدون بعض النصائح حول كيفية تجنب حدوثها.

تمتلك ذرات أجسامنا طاقة موجبة وسالبة ومحايدة

كل شيء من حولنا يتكون من ذرات، وهذا يشمل بالطبع جسم الإنسان. والذرات بدورها تتكون من البروتونات والإلكترونات والنيوترونات، وهي أجسام لكل منها شحنة موجبة وسالبة ومحايدة، على التوالي، بدون استثناء لذلك. وبينما تحتوي الذرات بشكل عام على عدد ثابت تقريباً من هذه الأنواع الثلاثة من الجسيمات، تميل الإلكترونات إلى الانتقال من مكان إلى آخر طوال الوقت. هذا يعني أنها يمكنها الانتقال من أثاثنا إلى ملابسنا، ومن ملابسنا إلى كتف أحد زملائنا عندما نحييه أو نربت على كتفه أو نصافحه.

تتشكل الكهرباء الساكنة عندما تكون الطاقة السالبة غير متوازنة

عندما يكون هناك نقص في التوازن بين الإلكترونات والبروتونات، أو بعبارة أخرى، عندما يحدث خلل في مستويات الطاقة السالبة والموجبة، تتكون ما يسميه العلماء كهرباء ساكنة. وبغض النظر عن هذه التسمية المعقدة، فمن المحتمل أنك تسببت في حدوث كهرباء ساكنة بنفسك. على سبيل المثال، عندما تقوم بفرك شعرك باستخدام بالونة، فهذا ما تفعله في الواقع: أنت “تلتقط” كمية من الإلكترونات تزيد عن المستوى الذي كان في جسمك من قبل. بالمقابل، إذا اقتربت بعد فترة وجيزة من جسم موجب الشحنة، لنقل على سبيل المثال، جسم معدني أو أي شيء مصنوع من مادة موصلة، فربما تشعر بصدمة كهربائية بسيطة. هذه هي الإلكترونات التي تنتقل من مكان إلى آخر، في محاولة لاستعادة التوازن بين الشحنات الإيجابية والسلبية في جسمك.

تصبح هذه الصدمات الكهربائية الخفيفة أكثر شيوعاً عندما يكون الطقس بارداً وجافاً

خلال فصل الشتاء، أو في أجزاء من العالم التي تتميز بمناخ جاف وبارد بشكل كبير، قد تكون الكهرباء الساكنة أكثر انتشاراً. ويرجع هذا إلى حقيقة أن الهواء الرطب في الواقع موصل طبيعي للكهرباء. والعجيب في الأمر، أن هذه الرطوبة يمكنها المساعدة على تجنب حدوث التصريفات القوية للكهرباء، مثل تلك التي تحدث في البيئات التي تكون فيها الرطوبة أقل. في المناخ الجاف، قد يتسبب نقص الرطوبة في حدوث تفريغ كهربائي متكرر عند التعامل مع أسطح معينة أو لمسها.

هناك مواد معينة تمنحنا إلكتروناتها ومواد أخرى تحفز أجسامنا على “إطلاق شراراتها الكهربائية”

كما يعلم الجميع، تعتبر المعادن من الموصلات الرئيسية للكهرباء، لدرجة أنها تُستخدم لصنع أدوات خاصة هدفها الوحيد هو توصيل الكهرباء. بالمقابل، هناك أيضاً الألياف مثل البوليستر، التي تتميز بمستوى توصيل منخفض، ويمكن أن تشارك في نقل الكهرباء من مكان إلى آخر عندما نتعرض فجأة لهذه الصدمات الكهربائية الخفيفة أو نتسبب فيها. وتدخل مادة البوليستر في العديد من الأغراض التي نستخدمها في حياتنا اليومية، بما في ذلك الأثاث والملابس.

نصائح لتجنب الصدمات الكهربائية الخفيفة

هناك بعض الخطوات السهلة التي يمكنك اتباعها إذا كنت تريد منع هذه الظاهرة من التحول لمصدر إزعاج في حياتك اليومية:

— لا تستخدم الأحذية ذات النعال المطاطية عند المشي على أرضيات منتجة للكهرباء الساكنة.
— تأكد من أن الجو في غرفك رطب بما فيه الكفاية، إذا كنت تشك في أن السبب وراء الكهرباء الساكنة هو الجو البارد والجاف.
— استخدم الملابس المصنوعة من القطن لتجنب تكوّن الكهرباء الساكنة التي تسببها ملابسك.
— حافظ على رطوبة بشرتك.
— المس المعادن باستمرار حتى تتحرر الكهرباء الساكنة من جسدك على دفعات صغيرة بدلاً من إطلاقها كلها دفعة واحدة.
— هناك أيضاً منتجات تنظيف مضادة للكهرباء الساكنة، يمكن أن تساعدك على منع تشكلها على الأسطح المختلفة.

ماذا تفعل عندما تشعر بوجود شحنات كهربائية ساكنة في جسمك، تتسبب في خروج هذه الشرارات الصغيرة: هل تكتفي بتجنب لمس أي شيء، أم لديك تقنية تستخدمها للتخلص من اختلال التوازن الكهربائي في جسمك؟ أخبرنا عن تجربتك في قسم التعليقات أدناه.

الجانب المُشرق/مثير للفضول/تفسير الشعور بصدمة كهربائية خفيفة عند ملامسة الناس
شارك هذا المقال