الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

15 ممثلاً ظهروا في الأدوار نفسها ولا نعرف من منهم أداها بشكل أفضل

عادة ما تحظى الروايات الشهيرة التي أعجب بها جمهور القراء، ونالت استحسان نقاد الكتب، بالعديد من فرص الاقتباسات السينمائية؛ إذ يرغب الكثير من المخرجين في صناعة أفضل فيلم مثالي منها، ويسعون بالطبع إلى الاستعانة بأفضل الممثلين والممثلات لأداء أدوار البطولة.

وحين يحدث هذا، تختلف آراء النقاد والمشاهدين حول الممثلين الذين أدوا أدوار هذه الشخصيات الكلاسيكية في الأفلام. لهذا حاولنا اليوم، في الجانب المُشرق، تذكر بعض الممثلين المشهورين الذين أتيحت لهم الفرصة لتقمص الشخصيات نفسها، وجمعنا ما قيل عنهم آنذاك بين الإشادة بأفضل الاختيارات والتحسر على خيبات الأمل.

1. شرلوك هولمز

منذ أعوام طويلة، قدم فاسيلي ليفانوف دور هذا المحقق الإنجليزي العبقري في سلسلة أفلام بعنوان مغامرات شيرلوك هولمز والدكتور واتسون (1979-1986). ثم رأينا روبرت داوني جونيور في أفلام شيرلوك هولمز (2009) وبعده بنديكت كومبرباتش في مسلسل Sherlock ـ (2010).
في روسيا، يُعتقد أن فاسيلي ليفانوف هو أفضل من أدى دور "شيرلوك“، بل إن ابنة المؤلف الأصلي للقصة آرثر كونان دويل تتفق مع هذا الرأي. وقد قالت إن والدها كان سيوافق تماماً على الشخصية والأداء اللذين أظهرهما على الشاشة هذا الممثل الروسي، الذي يعتبر الوحيد الذي أدى دور شيرلوك وتسلم وسام الإمبراطورية البريطانية من الملكة عن عمله ذاك.

أما أفلام هولمز، التي كان بطلها روبرت داوني جونيور، فقد بدت بعيدة للغاية عن التصور الكلاسيكي الأصلي، لكن الممثل فاز بجائزة غولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل. وأخيراً، يمكن القول إن بنديكت كومبرباتش عبر عن شخصية “شيرلوك” بشكل عصري أكثر، واستغرق وقتاً كبيراً من وقت المشاهدين كي يتقبلوا مثل هذه الطريقة في سرد ​​قصة كلاسيكية.
الشيء الوحيد الذي كان متشابهاً في هذه الأعمال كلها هو مسار أحداث القصة. لكن سحر شيرلوك كله كان في الحقيقة نابعاً من شخصية الدكتور واتسون الثانوية، خاصة مع الممثل مارتن فريمان، الذي استحوذ على إعجاب الجميع في النهاية.

2. كونان الهمجي

أدى شخصية كونان الهمجي عدة ممثلين، من أبرزهم أرنولد شوارزنيجر في عام 1982، وجيسون موموا عام 2011. وقد رأى النقاد أن الأول (شوارزنيجر) أعطى شخصية كونان واحدة من أفضل إطلالاتها على الإطلاق.
بالتعاون مع المخرج، عمل شوارزينجر على تحسين نطقه وتغيير تعبيرات وجهه، كذلك كان يمارس الرياضة باستمرار لشحذ مهاراته القتالية بالسيف، وكي يظهر بشكل طبيعي قدر الإمكان في هذه المشاهد. علماً أن الفيلم لم تكن به أي مؤثرات خاصة تقريباً، وصُنعت كل مشاهده الرائعة في الميدان بواسطة طاقم التصوير والممثلين.
في عالم السينما، يوصف جيسون موموا بـ"كونان الثاني". لهذا، كان من المستحيل تجنب مقارنته بشوارزينجر. في الواقع، لقد خيب موموا آمال معظم النقاد بأدائه لهذه الشخصية، لأنه بدا مرتبكاً ونحيفاً للغاية، رغم أن هذا ليس رأي الجميع لحسن الحظ. ومقابل هذا، أشاد نقاد آخرون بالممثل لإظهاره جانباً مختلفاً من شخصية كونان. ويتفق المشاهدون مع ذلك؛ إذ رأى بعضهم في الدور إبداعاً متميزاً، بينما اعتقد البعض أنه لم يكن مثالياً.

3. سكارليت أوهارا

شاهدنا فيفيان لي في ثوب سكارليت أوهارا عند اقتباس الرواية الأصلية “ذهب مع الريح” لمارغريت ميتشل، ثم تابعنا جوان والي أيضاً في دور سكارليت في تكملة القصة التي ألفتها الكاتبة ألكسندرا ريبلي تحت عنوان “سكارليت”.
ومع أن هذا -من الناحية الفنيةـ يعني أن الممثلتين أدتا دورين مختلفين، لا زال المشاهدون يقارنون بينهما. كانت فيفيان لي شابة أنانية ومثابرة لا تبالي بالفضيحة، تماماً كما أرادتها مارغريت ميتشل التي خططت لجعل سكارليت شخصية سلبية، مقابل إيجابية ميلاني التي تمثل المؤلفة نفسها. لكن الغريب أن المشاهدين أحبوا سكارليت، التي أصبحت رمزاً لقوة الإرادة، والقدرة على التحمل. ولا شك أن هذا أحبط ميتشل إلى حد بعيد.
من جهة أخرى، كانت سكارليت التي صورتها جوان والي Joanne Whalley، شخصية مختلفة تماماً. وذلك بعدما صارت أكبر سناً وأصبحت رصينة وحكيمة ومتوازنة. وربما كان من المحتمل أن تمنحها مارغريت ميتشل هذه الصفات، لولا أنها -للأسف- لم تكتب للقصة جزء ثانياً.

4. جيمس بوند

أصبح شون كونري وبيرس بروسنان ودانييل كريغ من أشهر الممثلين الذين تقمصوا شخصية “جيمس بوند” على الإطلاق. لكن وفقاً لتاريخ السينما، هناك ما لا يقل عن 7 ممثلين مختلفين قد تقمصوا شخصية هذا البطل الخيالي على الشاشة الكبيرة وحدها، إضافة إلى العديد من النسخ الإذاعية والتلفزيونية المتنوعة.
ومن بينهم جميعاً، كان كونري هو الممثل الوحيد الذي حصل على جائزة الأوسكار عن دور بوند، ويجزم الكثيرون أن أداءه لهذه الشخصية هو الأفضل على الإطلاق. كان الممثل الأسكتلندي الشهير خائفاً من أن يبقى إلى الأبد محصوراً في هذا الدور، بعدما ظهر في 5 أفلام من سلسلته. ثم ظهر بيرس بروسنان في 4 أفلام وألغى تعاقده وهو في سن الـ 49.
بعد تيموثي دالتون، كان من المفترض أن يكون ميل غيبسون هو بوند الجديد، لكنه رفض الدور. وظل المشاهدون على يقين بأن المظهر الذي منحه بروسنان لبوند كان الأكثر واقعية وإقناعاً.
ثم حان دور دانيال كريغ، الذي كان أول “بوند” أشقر الشعر، وهو الأعلى أجراً أيضاً من بين أقرانه. وبالنسبة لبعض المشاهدين، فلم يكن كريغ في هذه الأفلام مجرد عميل مخابرات محترف، بل بدا أيضاً بشخصية إنسان عادي.

5. هركيول بوارو

حين ترى دافيد سوشيه من سلسلة أغاثا كريستي Poirot ـ (1989-2013) وكينيث برانا من فيلم جريمة في قطار الشرق السريع (2017)، ستعجز عن منع نفسك من المقارنة بينهما، بوصفهما أشهر من أدى دور متحري أغاثا العبقري، هركيول بوارو.
اندمج دافيد سوشيه في الشخصية على الفور، وقال إنه لطالما أراد حرفياً “أن يصبح بوارو حقيقي”. وقد أشاد أحفاد أغاثا كريستي، خاصة ماثيو بريتشارد، بأدائه قائلاً: “يؤسفني جداً أنها لم تر دافيد سوشيه يؤدي هذا الدور. أعتقد أنه الأكثر إقناعاً على الإطلاق”.
أما كينيث برانا فقد أدى دور المحقق في فيلم واحد، وكان محاطاً بممثلين مذهلين مثل: بينيلوبي كروز، وجودي دينش، وجوني ديب، وديريك جاكوبي، وميشيل فايفر، وديزي ريدلي.
ورغم المراجعات النقدية التي تضاربت بين الإشادة والانتقاد، حصد الفيلم أكثر من 351 مليون دولاراً في جميع أنحاء العالم، ليعود بوارو بالهيئة نفسها في الجزء الثاني عام 2020. ومع ذلك، يرى الكثير من المشاهدين أن الممثل أخفى الكثير من عيوبه تحت شاربه الكبير.

6. إيما

أدت دور إيما، من رواية جين أوستن التي تحمل العنوان نفسه Emma على الشاشات، ممثلات بارعات، هن كيت بيكنسيل وغوينيث بالترو (تم إصدار كلا الفيلمين عام 1996) وأنيا تايلور جوي (2020).

صنفت المراجعات النقدية أداء غوينيث بالترو على أنه الأفضل، فقد كانت “إيما” في فيلمها مثالية، لكون السيناريو ركز بشكل أكبر على مشاعر الشخصيات. وفي المقابل، شخصت كيت بيكنسيل إيما في فيلم أكثر واقعية ودرامية، صور العادات العائلية وطريقة تناقل الأعراف الاجتماعية في ذلك الوقت، لكن شخصية إيما كانت جامدة تفتقر إلى التطور العاطفي، على عكس الفتاة التي وصفتها الرواية.
أما أنيا تايلور جوي، فجسدت شخصية إيما كما كان من الممكن أن تظهر في القرن الحادي والعشرين، بعد تكييف النص السردي لإظهار المزيد من سماتها بشكل أفضل، لجعل الفيلم يناقش قضايا نسوية حديثة. أشاد النقاد بهذه النسخة من الفيلم، وقالوا إنها جريئة وطريفة في آن واحد، وإن الأداء كان في غاية الإتقان.

هل شاهدتم هذه الأفلام؟ أي من هؤلاء الممثلين والممثلات تحبون أكثر؟

الجانب المُشرق/أفلام/15 ممثلاً ظهروا في الأدوار نفسها ولا نعرف من منهم أداها بشكل أفضل
شارك هذا المقال