+20 معلومة عن فيلم (Untouchables) الرائع الذي سحر قلوب ملايين المشاهدين
تم اقتباس هذا الفيلم من أحداث حياة الأرستقراطي الفرنسي فيليب بوزو دي بورجو والمهاجر الجزائري عبد الحق سيلو. ففي عام 1993 أصيب فيليب بالشلل إثر تعرضه لحادث. وبعد 3 سنوات، فارقت زوجته الحياة بسبب السرطان ليدخل الرجل المليونير في حالة من الاكتئاب الشديد.
لم يكن فيليب قادراً على الاعتناء بنفسه، لذلك اضطر للبحث عن مُساعد. ومن بين جميع المرشحين، اختار عبد الحق الذي كان يرغب في الحصول على الوظيفة بشدة، حتى لا يفقد تأشيرة إقامته الفرنسية. وهكذا أصبح المليونير البالغ من العمر 42 عاماً والشاب البالغ من العمر 21 صديقين مقربين بسرعة. وتحولت علاقة صداقتهما إلى قصة لأحد أشهر الأفلام الفرنسية في كل العصور.
أثار هذا الفيلم إعجابنا في الجانب المشرق بكل تأكيد، لذا جمعنا لكم في هذ المقال بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول قصته، كما سنختمها أيضاً بمكافأة إيجابية جداً.
ـ تعرّف مخرجا الفيلم أوليفيه ناكاتشي وإريك توليدانو على قصة صداقة الرجلين الفرنسي والجزائري غير العادية، من خلال سلسلة من الأفلام الوثائقية. ففي عام 2002 ظهر فيليب وعبد الحق في حلقة بعنوان À la vie, à la mort.
ـ هذا ما قاله فيليب عن صداقته مع عبد الحق: “لم يشعر بالأسف نحوي أبداً. لقد كان جريئاً ومرحاً ولديه روح دعابة فظيعة. فوجدت فجأة برفقته أنني أستمتع بالحياة مرة أخرى، ولا أدري ما الذي سيأتي بعد ذلك. لقد كان هذا هو الرجل الذي أحتاجه، ولم أهتم إن كان قد خرج لتوه من السجن. كنت في حاجة إليه، وأصبح صديقي بعد ذلك”.
فيليب وعد الحق عام 2011
ـ في الفيلم، سُمي المليونير المُقعد بنفس اسمه الحقيقي في الحياة (فيليب) ولكن بدلاً من عبد الحق الجزائري، مُنح دور المساعد لـ (إدريس) من السنغال الذي تقمص شخصيته الممثل عمر سي. حيث غيّر المخرجان جنسية الشخصية في القصة حتى يتمكنا من منح الدور لعمر.
ـ عمل المخرجان في السابق مع هذا الممثل في فيلم Tellement proches مما أكّد لهما أنه سيكون مناسباً تماماً لدور المساعد ذي القلب الكبير. كما أن عمر بدأ التدرب على دوره قبل وقت طويل من اكتمال نص السيناريو.
ـ لم يولد عمر سي ـ مثل شخصيته في الفيلم ـ في عائلة ثرية. فقد جاء والداه من غرب أفريقيا ليعيشا في ضواحي باريس ضمن حي للمحتاجين. وإلى جانب عمر، كان هناك 7 أطفال آخرين في الأسرة.
ـ يبدو أن الممثل أحب قصة الفيلم على الفور، وقال عنها: “أعتقد أنها قصة إنسانية للغاية، وهي مضحكة ومؤثرة.. يختار فيليب إدريس ليتولى مهمة رعايته، لأنه لا يرى أنه معاق ولا يشعر بالشفقة عليه. لقد رأى كل منهما شخصاً آخر”.
ـ أثناء الاستعداد لهذا العمل، أراد عمر سي أن يكون في حالة بدنية عالية ويخسس بعض الوزن. فقد رأى الممثل شخصيته كرجل خرج للتو من السجن وعاش في منطقة فقيرة. لذلك كان عليه أن يكون أنحف من عمر نفسه.
ـ مُنح دور فيليب للممثل الفرنسي الشهير فرانسوا كلوزيه. لقد كان من الصعب جداً تقمص شخصية رجل أعمال مشلول. لكن كلوزيه قام بعمل رائع، على الرغم من أن عبء التمثيل كله كان مُلقى على عينيه. “أنا لست مغرماً بالحوارات بل أحب التصرف بصمت. وهذا يعني أنني عادة ما أحتاج إلى جسدي للتعبير عن مختلف الأمور. وهكذا سيصبح إدريس جسدي بطريقة ما”.
ـ بدا إدريس متوتراً في المشهد الأول حين التقى فيليب، وقد كان ذلك عن قصد. حيث أراد المخرجان إظهار التباين بين حالة إدريس القادر على الحركة وحالة فيليب العاجز عنها.
ـ بالطبع، لم يكن كل ما رأيناه في الفيلم حقيقياً أو حدث بنفس الطريقة. فالكثير من النكات التي رددها عبد الحق عن فيليب في الواقع، لم يكن من الممكن عرضها على الشاشة. لكن بشكل عام، أظهر المبدعون المشرفون على هذا العمل معظم الأحداث بشكل قريب جداً من كيفية حدوثها في حياة الرجلين من قبل، بما في ذلك سرقة عبد الحق لبيضة “فابرجيه” الثمينة، خلال مقابلة العمل.
ـ أصبح عبد الحق بالنسبة لفيليب بمثابة “حارس الشيطان” وقاما معاً بكل أنواع المغامرات السيئة الممكنة، حتى التي لم يُعرض بعضها في الفيلم. لقد قاما ذات مرة على سبيل المثال بإضافة محرك قوي لكرسي فيليب المتحرك، حتى يتمكنا من خوض سباق.
ـ مشهد المطاردة الذي يبدأ به الفيلم حقيقي. لقد كان الرجلان يستمتعان بجولة سريعة إلى أن أوقفتهما الشرطة. وحينها قام فيليب بمحاكاة نوبة صرع مما أجبر رجال الشرطة على السماح له ولمساعده بالذهاب إلى أقرب مستشفى.
ـ وبالمناسبة، كانت السيارة التي يقودها إدريس في الفيلم من نوع مازيراتي Quattroporte. وخلال مشهد المطاردة، تم تنفيذ معظم اللقطات المثيرة من قبل ممثل مزيف، ولكن بعضها قام بها عمر سي بنفسه.
ـ صدفة مضحكة: شارك فرانسوا كلوزت في عمل فني سابق ورد فيه ذكر فيليب وأخته الحقيقية فاليري بوزو دي بورجو التي قامت بتصميم أزياء فيلم آخر مع كلوزت، هو الشريط الكوميدي Les apprentis.
ـ في نهاية الفيلم، نرى المليونير الحقيقي ومساعده. فهما مازالا صديقين، على الرغم من أنهما لا يريان بعضهما البعض بالقدر نفسه الذي تعودا عليه من قبل. حيث رحلا معاً من فرنسا، فعاد عبد الحق إلى الجزائر حيث افتتح مزرعة طيور، بينما انتقل فيليب إلى المغرب. “لقد انتهى تعاوننا أنا وعبد الحق عندما وجد كل منا رفيقة روحه. وقد افترقنا دون أي حزن أو صعوبة”.
فيليب بوزو دي بورجو مع زوجته وابنتيه.
ـ تم تصوير نسخ متعددة من هذا الفيلم. منها على سبيل المثال فيلم The Upside من تشخيص كيفن هارت وبراين كرانستون عام 2017. لكن لم يتم استقبال أي من هذه الإصدارات الجديدة، بنفس الاحتفاء الذي حظي به الفيلم الأصلي.
ـ ألّـف فيليب كتاباً بعنوان A Second Wind أوضح فيه كيف أعاده مساعده وصديقه إلى الحياة. كما كتب عبد الحق أيضاً سيرة عن صداقته مع المليونير الفرنسي، أطلق عليه عنوان You Changed My Life.
ـ قبل الشروع في تصوير الفيلم، سافر أوليفر نكاش وإريك توليدانو إلى المغرب لزيارة فيليب بوزو دي بورجو. وقد أدركا عندما التقيا فيليب الحقيقي أنهما يسيران في الطريق الصحيح. فقد روى لهما المليونير عن عدد كبير من تفاصيل من حياته، وأعطاهما إرشادات حول كل مشهد تقريباً من مشاهد الفيلم.
ـ وأكثر من ذلك، أصر فيليب على أن الفيلم يجب أن يميل إلى الكوميديا أكثر من الدراما. ووفقاً للمشرفين على الإنتاج، فقد وافق على منحهم حقوق قصة حياته، بشرط أن تخرج في عمل كوميدي.
ـ في عام 2012 قال إريك توليدانو أنه تلقى ـ بعد إصدار الفيلم ـ أكثر من 3000 خطاب شكر من دول مختلفة، من أشخاص يضطرون إلى استخدام الكراسي المتحركة. وقال إننا سنبكي لو اطلعنا على هذه الرسائل.
المخرجان اللذان أشرفا على الفيلم: أوليفييه نكاش وإريك توليدانو (على اليمين)
مكافأة: اقتباسات من الفيلم ستمنحك شحنة طاقة إيجابية
ـ “كن على حذر. فأنت تعرف أن الرجال القادمين من الضواحي لا يعرفون الرحمة”..
ـ “هذا ما أريده. لا رحمة”.
ـ "هل تستمتع بفن الرسم“؟
ـ “نعم، أنا أعشق أسلوب رافائيل”.
ـ “أما أنا فأفضل سلاحف النينجا الأخرى”.
ـ "هل لديك أي مراجع أو توصيات“؟..
ـ “المراجع؟ نعم بالطبع”...
ـ “حسناً؟ كلي آذان صاغية”.
ـ فرقة “Kool & the Gang” التراب والريح والنار. هذه مراجع جيدة، أليست كذلك“؟
ـ “كان الرجل يعاني من نزيف في الأنف ويريد 30 ألف دولار مقابل ذلك؟”.
ـ “لا تعتبر موسيقى إن كنت لا تستطيع الرقص على إيقاعها”.
ـ “في بعض الأحيان، عليك أن تغوص في أعماق عالم شخص آخر لتكتشف ما ينقص عالمك”.
ـ “لديه مشكلة واحدة، وكبيرة”.
ـ “توقف عن الكلام”.
ـ “إنه شجرة.. شجرة تغني، باللغة الألمانية”..
ـ “اصمت”!...
ـ "توقف عن إسكاتي! إنها الألمانية على أي حال، وكأن هذا لا يكفي. أنت مجنون يا رجل، كم يستغرق هذا من الوقت“؟.
ـ “4 ساعات”.
ـ “إنها مسألة فكرية وعاطفية بالأساس. وهذا يأتي قبل العلاقة الجسدية بالنسبة لي”.
ـ “فكرية؟ حسناً! ولكن ماذا لو كانت تبدو مثل كلب؟ هل سترتبط بعلاقة فكرية مع كلب؟”.
ـ “لا يهم من أنت من الخارج. فالشيء الأهم هو شخصيتك الداخلية”.
وبالطبع علينا أن نريكم هذه الوصلة المذهلة من رقص إدريس
ما رأيك في هذا الفيلم؟ هل من العدل أنه لم يفز بجائزة أوسكار؟ أم أنك تعتقد أن الجوائز لا تعني أي شيء مقارنة بحب الجمهور؟