أخطاء فادحة أبدع صناع الأفلام في ارتكابها حتى أقنعونا بأنها حقائق
في الأعمال الفنية المهمة، يركز العديد من المختصين على مظهر كل شخصية، لا سيّما التاريخية منها، إذ يحرصون على أن تكون الملابس مناسبة للعصر الذي تدور فيه الأحداث. لكنهم يقعون في الأخطاء أحياناً، حتى لو كانوا محترفين. وأحياناً حتى بعد اكتشافها، يتغافل صناع الأفلام عن بعض الأخطاء الصغيرة، آملين ألا يتنبه إليها أحد.
لاحظنا، في الجانب المُشرق، بعض الأخطاء الواردة في أعمال فنية شهيرة، ونريد أن نشاركها معكم. وسنخبركم في نهاية المقال عن ثغرات في عدد من الأفلام التاريخية التي تألقت فيها الممثلة كيرا نايتلي.
تيتانيك ـ Titanic
جرت أحداث هذا الفيلم في العصر الإدواردي. نرى في أحد المشاهد والدة روز وهي تربط لها المشدّ. لكن لم يكن هذا المشدّ ينتمي لذلك العصر.
كان الطراز التي ارتدته البطلة يغطي صدرها، وبه خط صدر مقوس. في بداية القرن العشرين، كان الصدر الممتلئ من معايير جمال المرأة، ولإبراز هذه السمة، كانت النساء اللاتي يتبعن الموضة يرتدين مشدات ذات خط صدر مستقيم ومنخفض.
نساء صغيرات ـ Little Women
من المستحيل تقريباً تخيل إحدى فتيات العصر الفيكتوري بدون غطاء الرأس. لكن مصممي الملابس في النسخة السينمائية الأخيرة من رواية نساء صغيرات أو Little Women، للكاتبة لويزا ماري ألكوت، قرروا التخلي عن هذا الإكسسوار، فجعلوا بطلات الفيلم كلهن يرتدين القبعات المصنوعة من القش، أو بلا أي غطاء رأس أصلاً.
إليزابيث: العصر الذهبي ـ Elizabeth: The Golden Age
في فيلم Elizabeth: The Golden Age، نرى الممثل كليف أوين، الذي يجسد شخصية السير والتر رالي، لا يخلع حذاءه الجلدي الطويل أبداً، حتى عندما يذهب للقاء الملكة. لكن لم يكن السير والتر رالي الحقيقي يرتدي الحذاء الطويل إلا في مناسبات قليلة، مثل الصيد وقيادة المركبات في حضور الملكة. كانت خزانة ملابس النبلاء في العصور الوسطى أكثر تنوعاً بكثير مما نراه عادةً في الأفلام. وغالباً، كان نبلاء البلاط الملكي يرتدون جوارب وأحذية جلدية فاخرة.
الطاحونة الحمراء ـ Moulin Rouge
لا شك أن نيكول كيدمان قد أدّت دورها في الفيلم الغنائي الشهير Moulin Rouge! ببراعة. لكن لسوء الحظ، فإن كل ملابسها في الفيلم تقريباً لم تكن تنتمي لتلك الحقبة الزمنية على أرض الواقع. كانت ملابس راقصات الملاهي الليلية الشهيرة في باريس، عبارة عن تنانير منفوشة وسروايل بيضاء فضفاضة. وكانت السيقان تُغطى بالجوارب السوداء السميكة وليس بالجوارب الشبكية.
فتاة بولين الأخرى ـ The Other Boleyn Girl
في كل الأفلام تقريباً التي تدور أحداثها في العصور الوسطى، نرى البطلات يتباهين بمشدات الصدر الجميلة وأكتافهن العارية، وفيلم The Other Boleyn Girl ليس استثناءً لتلك القاعدة. لكن الواقع لم يكن مشابها لتلك الصورة الشاعرية. فلم يُسمح لأي سيدة راقية بالسير في الشارع دون ارتداء ملابس داخلية. ارتدت النساء التنانير والأثواب التحتية المصنوعة من الكتان أو القطن أو الحرير أحياناً، لحمايتهن من البرد ومن خدش أجسادهن بسبب المشدات القاسية. بالإضافة لذلك، فإن غسل التنورة المصنوعة من الكتان كان أسهل بكثير من غسل الأثواب الفاخرة المصنوعة من أغلى الأقمشة.
بريدجيرتون ـ Bridgerton
في مسلسل Bridgerton، نرى البطلات يرتدين المشدات على أجسادهن العارية مباشرة. حتى أننا نستطيع رؤية الخدوش على ظهر دافني بريدجيرتون نتيجة لارتداء المشدات غير المريحة. لكن كان هذا مستحيلاً في الواقع. كانت النساء يرتدين المشدات فوق الملابس الداخلية، سواء في عهد الوصاية على العرش، أو في أي فترة تاريخية أخرى، وكانت الملابس الداخلية جزءاً لا يتجزأ من خزانة أي سيدة آنذاك.
غريس ـ Grease
تجري أحداث الفيلم الموسيقي الشهير Grease في عام 1958، لكننا نرى البطلة، ساندي، في أحد المشاهد المهمة بقصة شعر جامحة لا تنتمي لتلك الفترة الزمنية، بل كانت أقرب للسبعينيات.
كذلك لا يتناسب السروال الأسود اللامع الضيق، الذي ارتدته البطلة، مع تلك الفترة الزمنية. لم يكن السروال ضيقاً بشدة فحسب، لكنه كذلك كان مصنوعاً من نسيج السبانديكس، وهي المادة التي لم تكن معروفة ولم تظهر براءة اختراعها إلا في عام 1959.
إينولا هولمز ـ Enola Holmes
صُنعت معظم ملابس شخصية إينولا هولمز بدقة شديدة، لكن هناك بعض الأخطاء أيضاً. تلائم عناصر بعض الملابس أزياء العقد الثامن من القرن الـ19 وليس العقد التاسع من القرن نفسه الذي تدور فيه أحداث الفيلم، مثل منطقة الصدر في الثوب العنابي وتنورة الثوب الوردي. إضافة إلى ذلك، فإن فتحة الصدر في الثوب العنابي كاشفة جداً؛ ومن الصعب للغاية في تلك الفترة الزمنية أن نرى فتاة صغيرة، مثل إينولا، تجرؤ على السير بثوب مشابه في الشارع بين المارة في وضح النهار.
مملكة السماء ـ Kingdom of Heaven
رغم أن باليان، الذي أدى دوره الممثل أولاندو بلوم، كان رجلاً شجاعاً، إلا أنه من المستحيل تقريباً أن تجد رجلاً ذاهباً لخوض معركة حربية بدون خوذته.
سيدتي الجميلة ـ My Fair Lady
أشهر قصة شعر في بدايات القرن العشرين (وهو الوقت الذي جرت فيه أحداث الفيلم وبالتحديد عام 1912) هي قصة البومبادور الملتف. كانت هذه القصة ملائمة للقبعات عريضة الحواف التي كانت رائجة في تلك الفترة. لكن قصة الشعر العالية التي ظهرت بها أودري هيبورن في الفيلم لم تكن معروفة أصلاً حينها.
كبرياء وتحامل ـ Pride & Prejudice
تدور أحداث الرواية والفيلم المأخوذ عنها بين عامي 1811 و1812، حين تركت النساء البواريك الفاخرة واتجهن إلى الشعر المجعد الطبيعي. كانت الفتيات يصففن شعرهن على شكل كعكة، وكانت السمة الأساسية لجمال الشعر حينها هو وجود خصلات شعر متجعدة فوق الجبهة وعلى جانبي الوجه. وبالطبع لم يكن الشعر المسترسل أو الغرة من الصيحات المعروفة في ذلك الوقت.
إيما ـ Emma
أدت جوينيث بالترو دور إيما بدون ارتداء أي غطاء للرأس أيضاً. تظهر البطلة بشعرها المكشوف طوال الفيلم في المناطق المفتوحة، وهو أمر لم يكن مقبولاً في تلك الفترة. كانت أي سيدة راقية، في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، تمتلك مجموعة من القبعات وأغطية الرأس التي تحميها من أشعة الشمس والطقس السيء، وتبرز أيضاً مكانتها.
مشهد الختام
قبل بداية القرن العشرين، كان الجمال المثالي للمرأة مرتبطاً بالجسد الممتلئ ومنحنيات الجسد الواضحة. يمكن معرفة ذلك من خلال لوحات أشهر الفنانين الذين عاشوا في تلك العصور. امتدح فنانو عصر النهضة والفنانون التجريديون ورسامو الفن التكعيبي المرأة ممتلئة الجسد. وبالتالي يُفترض أن تنطبق تلك المعايير على الممثلات اللاتي يمثلن أدوار جميلات القرنين الـ18 والـ19.
لكننا نشاهد جميلات العصر الحالي ذوات الوجنتين الغائرتين وعظام الوجنتين البارزة يمثلن في الأفلام التاريخية. أشهر مثال على هذا هو الممثلة الجميلة كيرا نايتلي. رغم جمالها، إلا أنها أبعد ما تكون عن الجمال المثالي لتلك العصور، لكن المشاهدين يحبون أعمالها على أي حال.
هل تنتبهون لمثل هذه الأخطاء في الأفلام؟ وما رأيكم فيها؟ شاركونا آراءكم في قسم التعليقات أدناه.