الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أزياء شديدة الدقة ابتكرها مصممو الأفلام فجعلتنا نصفق لهم بحرارة

ننجرف أحياناً مع تعقيدات الحبكة وبراعة التمثيل لدرجة أننا ننسى الانتباه لملابس وإطلالات الشخصيات الرئيسية في الأفلام. لكن تلك الأزياء عادةً ما تروي الكثير عن الشخصيات ودوافعها، وربما أكثر مما تقوله الشخصيات بلسانها.

وقد قررنا في الجانب المُشرق أن نلقي نظرةً مقربة على إطلالات شخصيات الأفلام والمسلسلات الحديثة، فعثرنا على مجموعةٍ من المفاجآت التي أعدها لنا مصممو ملابس الأعمال الفنية.

1. فيلم كثيب (Dune)

شهد هذا المشروع الرائع ابتكار نحو 1,000 زي مختلف. إذ أفاد مصمم الملابس: “تعتبر الملابس بمثابة الجسر الذي يربط بين الممثل والشخصية، حيث تسمح للممثلين بالانزلاق في الشخصية بمظهرٍ مختلف وتجربة موقفٍ جديد”.

ويتجلى هذا الأمر خصيصاً مع ريبيكا فيرغسون -ليدي جيسيكا. إذ كان من الضروري أن تعبر الملابس عن مزيجٍ من ضعفها وقوتها، ولهذا كانت خزانة ملابسها تتغير باستمرار. حيث كانت ترتدي الفستان الأسود المتواضع في البداية، والذي يبدو أشبه بصدفةٍ واقية. وقد سمح هذا الزي للبطلة بالتخفي تماماً عن العالم الخارجي. وبعدها أصبحت أزياؤها أكثر أناقةً وثراءً، لكن جيسيكا استمرت في تغطية وجهها بالقناع والحجاب في دلالةٍ على مكانتها كمحظية. أي أنها ترتدي الملابس الملكية لكنها ما تزال مقيدة. ثم أدركت في النهاية أن عليها التكيف مع العالم الجديد والنجاة فيه، فارتدت الزي العسكري الخاص لتستعرض قوتها الجسمانية.

2. مسلسل السيدة مايزل الرائعة (The Marvelous Mrs. Maisel)

أبهرت الشخصية الرئيسية في مسلسل السيدة مايزل الرائعة (The Marvelous Mrs. Maisel) المشاهدين بخفة دمها وأزيائها الفاخرة على حدٍ سواء. وقد خاض مصممو الملابس مهمةً صعبة لإعادة تقديم عصر الخميسنيات بكل أناقته على الشاشة، إلى جانب التوفيق بين الملابس وخط الحبكة. حيث تؤدي معاطف شخصية ميدجي العديدة ومتعددة الألوان دور الدرع، إذ وصفها مصممو ملابس المسلسل بأنها “تعادل وشاح البطل الخارق هنا. فهي بمثابة درعٍ متحولٍ وقائي وعاطفي يزيد شخصيتها جرأةً وقوة”.

3. مسلسل (Sex and the City) ومسلسل (And Just Like That)

قبل وقتٍ ليس ببعيد، كان مسلسل الجنس والمدينة (Sex and the City) بمثابة دليلٍ حقيقي لعالم الموضة في نيويورك في العقد الأول من القرن الـ21. ولا شك أن الإعلان عن استئناف المسلسل الجماهيري قد أثار حماس الكثير من المعجبين في انتظار رؤية الإطلالات الجديدة للشخصيات. وقد قرر مصممو ملابس المسلسل جعل كاري ترتدي تنورة توتو الأسطورية مرةً أخرى، من أجل إظهار الصلة بين المسلسل الأصلي والجزء الجديد. لكن التنورة خضعت لتعديلات بسيطة وكأن فارق الـ18 عاماً ليس له وجود، وكأننا نرى أصدقاءً قدامى على الشاشة من جديد.

وبالحديث عن أزياء مسلسل (And Just Like Thatلا يمكننا أن نغفل ذكر فستان علامة فالنتينو المرجاني الرائع مع القفازات الوردية.

إذ جرى تصميم هذه الإطلالة من أجل المشهد الختامي الذي تقف خلاله كاري على جسر باريس، في نفس المكان حيث اعترف السيد بيغ بحبه العميق لها قبل وقتٍ ليس ببعيد، بينما تحاول الآن نثر رفاته في المكان. وقد علق مصمم الملابس على خياراتها قائلاً: “لم يكن هناك خيار آخر. لقد ذكرتني إطلالتها بالإمبراطورة جوزفين... مما يعد أمراً مثالياً بالنسبة لمشهدٍ تدور أحداثه في فرنسا”.

4. مسلسل لعبة الحبار (Squid Game)

اكتسب المسلسل الكوري الجنوبي شهرةً عالمية في غمضة عين، ويرجع الفضل الأكبر في ذلك إلى لمساته الجمالية الفريدة. إذ انبهر المشاهدون بتصميم ملابس المسلسل على نحوٍ خاص. حيث أصبحت السترات الرياضية الخضراء والأزياء الوردية الخاصة بالحراس من أكثر عناصر المسلسل شهرة. وتحمل درجة اللون الأخضر هذه مرجعيةً تعرف عليها الجمهور الكوري على الفور وذكرتهم بالماضي، إذ ترجع جذورها إلى السترات الرياضية التي كان الأطفال الصغار يرتدونها خلال أيام الزيارات الميدانية بالمدارس الكورية في السبعينيات. ووقع الاختيار على هذه الألوان لسببين، أحدهما يتعلق بعلوم الألوان، والآخر رمزي. إذ تقع درجة اللون الوردي هذه تحديداً في الجانب المقابل للون السترة الأخضر على دولاب الألوان، مما يظهر أن اللاعبين والحراس خصوم حتى على أكثر المستويات بساطة.

أما القائد المقنع فقد صار من أكثر الشخصيات غموضاً، بفضل الزي الأسود الكامل الذي يرتديه مع قناعٍ متناسب بشكلٍ مثالي. حيث كشف مخرج المسلسل أن القناع الذي يرتديه القائد المقنع هو إهداء في الواقع لشخصية الشرير الرئيسي في فيلم حرب النجوم (Star Wars)، دارث فيدر.

علاوة على أن تفصيلة القناع كان يفترض بها أن تميز القائد المقنع عن بقية الحراس، واللاعبين، وكبار الشخصيات.

5. فيلم قصة الحي الغربي (West Side Story)

بُنيت أحداث هذا الفيلم الموسيقي من إخراج ستيفن سبيلبرغ على أحداث فيلمٍ كلاسيكي من عام 1961. وقد تبين أن إطلالة ماريا هي التي استغرقت أكبر قدرٍ من التفكير في النسختين. وسنتحدث هنا عن فستان الدانتيل الأبيض الذي كانت ترتديه من أجل الرقصات التي ستلاقي توني خلالها، حيث يسلط هذا الفستان تحديداً الضوء على براءتها وصغر سنها. لكن الفستان يحتوي على تفصيلةٍ مهمة هي الحزام الأحمر. مما يلمح إلى أن ماريا ستنتقل قريباً إلى حياةٍ البالغين، ويرمز كذلك إلى تحولها لامرأة.

6. فيلم سبنسر (Spencer)

لم يستهدف مصممو ملابس هذا الفيلم أن يقتبسوا خزانة ملابس الأميرة ديانا بالكامل. لكنهم درسوا أسلوبها في الملابس بين عامي 1988 و1992 بكل عناية من أجل تحديد شكل المجموعة الرئيسية من الملابس، ومزيج الألوان، وحيل الأزياء. وقد أصبحت خزانة الملابس في النهاية بمثابة شخصيةٍ شبه منفصلة في هذا الفيلم. حيث كان يفترض بالأزياء أن تعبر عن مزاج الشخصية مثلاً، ولهذا كانت الألوان الزاهية والخلفيات الداكنة ترمز إلى اكتئاب ديانا. في حين كانت ملابسها البراقة وأزياؤها الرسمية تتناقض مع درجات الألوان المحايدة والقاتمة التي ارتداها بقية أفراد العائلة الملكية، مما ميز الأميرة عن الآخرين.

وبالمناسبة، لم تكن كريستين ستيوارت ملائمةً لدور ديانا من حيث شكل الجسم. ولهذا استخدم مصممو الملابس بعض الحيل من أجل زيادة طول الممثلة بصرياً. إذ كانوا يرفعون خط الخصر في أزيائها ويغيرون أبعاد ملابسها مثلاً. ولا شك أن المجهود الرائع من المصورين كان له دوره أيضاً.

7. فيلم بيت غوتشي (House of Gucci)

اضطر مصممو الملابس إلى اختيار ما يتراوح بين 400 و500 زي من أجل إعداد خزانة الملابس المثالية لفيلمٍ عن أكثر العائلات أناقةً في صناعة الموضة. ولا شك أن بعض أكثر تلك الأزياء إثارةً كانت من نصيب باتريزيا ريغياني، التي لعبت دورها ليدي غاغا. حيث تجلت شخصيتها الغريبة في ملابسها البراقة وكثرة المجوهرات على حدٍ سواء. إذ ارتدت ليدي غاغا الأقراط الضخمة، والعديد من الأساور والسلاسل. وخير مثالٍ على ذلك هو المشهد الذي تذهب خلاله باتريزيا مع زوجها إلى منتجع تزلج وهي ترتدي 4 قلاداتٍ ذهبية.

كما كانت الأزياء بمثابة مؤشرٍ على الحالة الذهنية للفتاة على مدار أحداث الفيلم. ولهذا كانت تبدو لطيفةً وبريئة في بداية القصة، قبل زواجها من ماوريتسيو غوتشي. إذ ارتدت فساتين منقطة رومانسية المظهر مع معاطف خفيفة. ولكن خزانة ملابس باتريزيا تغيرت بعد حفل الزفاف بشكلٍ جذري، لتضم أزياءً كاشفة من العلامات التجارية الفاخرة. ومع اقتراب طلاقهما بنهاية الفيلم؛ تبدأ باتريزيا في ارتداء الجينز مع سترة راكبي الدراجات الجلدية السوداء.

وأفاد مصمم الملابس بأن باتريزيا تتحول ببطءٍ إلى امرأةٍ عدوانية مهووسة بالانتقام، ولا تكترث لما ترتديه من ملابس.

8. فيلم موت على ضفاف النيل (Death on the Nile)

أثناء ابتكار صورة لينيت دويل، وريثة المليونير في فيلم موت على ضفاف النيل (Death on the Nile)، أراد مصمم الملابس ألا يكتفي بتسليط الضوء على ثروتها فقط ومضى لإبراز ضعفها وهشاشتها أيضاً. ولهذا اختار فساتين السهرة بدرجات ألوان الباستيل الناعمة.

كما كانت سرقة قطعة المجوهرات المرتبطة بالجريمة الرئيسية في الفيلم عنصراً مهماً من عناصر القصة. إذ سرق اللص قلادةً من اللؤلؤ في رواية أغاثا كريستي الأصلية، التي بنيت عليها أحداث الفيلم. لكن مخرج الفيلم رفع الرهانات واستبدل اللآلئ بقلادةٍ مصنوعة من ماسة تيفاني الصفراء بوزن 25 غراماً. وقد صنعت الشركة نسخةً عالية الجودة من القلادة للفيلم خصيصاً.

9. حلقة (ASSEMBLED: The Making of Eternals)

يتباهى هذا العمل بمؤثراته البصرية المذهلة، وقائمة النجوم الطويلة، بالإضافة إلى أزياء الشخصيات غير الاعتيادية. إذ كانت مصممة الملابس تؤمن بأهمية أن تبدو الشخصيات طبيعية، وألا تبدو ملابسها أشبه بالأزياء العسكرية. علاوةً على أن كل شخصيةٍ خالدة لها لونها الخاص، الذي يعكس قوتها الخارقة بناءً على العنصر الذي تتحكم فيه: الأرض، أو الهواء، أو الماء، إلخ. كما تختلف درجات الألوان من أجل التأكيد على تفرد كل شخصية.

10. فيلم لا تنظروا إلى السماء (Don’t Look Up)

أصبحت الشخصية التي لعبتها ميريل ستريب من أكثر الشخصيات النابضة بالحياة في الفيلم الكوميدي الساخر لا تنظروا إلى السماء (Don’t Look Up). إذ تلعب دور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في القصة، لكن المخرج وصفها لمصمم الملابس بطريقةٍ مختلفة بعض الشيء. حيث قال: “تصحبك ميريل ستريب في رحلةٍ إلى العالم السفلي”. ولهذا قرر المصمم أن ترتدي جاني أورليان زياً أحمر اللون بالكامل في بداية الفيلم ونهايته. ويذكر أن جميع أزيائها في الفيلم كانت من تصميم علامة أرماني، مما يسلط الضوء على ثرائها في الفيلم.

كما أن ساعة اليد التي ارتدتها تستحق اهتماماً خاصاً. إذ ارتدت ساعةً من شركة بياجيه اسمها: “سيدةٌ للغاية”. وتجدر الإشارة إلى أنه موديل ساعات حقيقي صدر في ستينيات القرن الماضي.

11. فيلم المبارزة الأخيرة (The Last Duel)

واجه مصمم الملابس هنا مهمةً عصيبة تكمن في العودة بالمشاهدين إلى أجواء القرن الـ14. ولهذا طلب المخرج من المصمم أن يستخدم الألوان المحايدة والشاحبة لجعل الأزياء والديكورات تبدو طبيعية. وقد تمكنت فرق العمل من الخروج بنتيجةٍ نهائية مبهرة، حيث بدت بعض المشاهد وكأنها لوحات كلاسيكية من عصر النهضة.

فيما أشارت جودي كومر، الممثلة التي لعبت دور البطولة، إلى أنها اضطرت لارتداء 17 طبقة من الملابس مع حذاءٍ خشبيٍ ضخم. إذ كان المخرج معجباً بالصوت الذي يصدره الحذاء أثناء المشي على الحصى.

أي الأزياء المذكورة أعلاه يبدو الأكثر إشراقاً من وجهة نظرك؟

الجانب المُشرق/أفلام/أزياء شديدة الدقة ابتكرها مصممو الأفلام فجعلتنا نصفق لهم بحرارة
شارك هذا المقال