الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

كيف أصبحت بيلا بطلة فيلم توايلايت أفضل ممثلة في العقد الماضي

اختارت جمعية نقاد هوليوود، الممثلة الشابة كريستين ستيوارت، نجمة ملحمة مصاصي الدماء Twilight لتتويجها بلقب “ممثلة العقد” لأدائها الاستثنائي في عدد من الأعمال الفنية. وحين تسلمت جائزتها في التاسع من يناير 2020 لم يستوعب العديد من نقاد السينما ومحبي الأفلام هذا الاختيار، لأن كريستين ستيوارت توصف من قبل العديدين بأنها "الممثلة التي تظهر الملامح وتعبيرات الوجه نفسها في كل فيلم"، مرشحين ممثلات أخريات يرونهن أكثر استحقاقاً لنيل الجائزة.

ولهذا قررنا اليوم في الجانب المُشرق أن نراجع المسار الفني لكريستين ستيوارت، لنرى كيف تغيرت صورتها على الشاشة طوال العقد الماضي.

الخطوات الأولى: 1999-2004

نشأت كريستين وسط عائلة “فنية” في لوس أنجلوس. كان والدها مساعد مخرج ومنتجاً على قناة فوكس، لذا فلا عجب أن الفتاة بدأت مسيرتها الفنية في سن الـ 8، وحصلت على أول دور مهم لها في سن الـ 11، ثم نالت أول مليون دولار في حياتها وأصبحت مشهورة عالمياً في سن 18.

كانت خطوتها الأولى في عالم التمثيل في فيلم ديزني التلفزيوني The Thirteenth Year. وفي سن الـ 11، حصلت على دور أكثر أهمية في الفيلم ذي الإنتاج المستقل The Safety of Objects. بعدها بعام واحد، نالت الفتاة المحظوظة فرصة العمر، عندما اختارها ديفيد فينشر للظهور في فيلمه الشهير غرفة الذعر Panic Room حيث تشاركت البطولة مع جودي فوستر، التي لاحظت الموهبة التي تتمتع بها كريستين. في سن الرابعة عشرة، ظهرت ستيوارت في أول دور رئيسي في فيلم Catch That Kid والذي سمحت لها مشاهده بإبراز مهاراتها الكوميدية.

2008-2004: 12 دوراً جديداً في مسيرة البحث عن الهدف

يعتقد الكثيرون أن مسيرة كريستين في عالم التمثيل بدأت بدورها في ملحمة مصاصي الدماء الشهيرة، لكنها ظهرت بالفعل في العديد من الأفلام قبل توايلايت Twilight وإن لم ينل معظمها الكثير من النجاح. ومع ذلك، لابد من الإشادة بالممثلة الشابة التي جربت موهبتها بلا كلل في أنواع درامية مختلفة، بداية بقصص الحب ووصولاً إلى أفلام المغامرات. وطوال المشوار، شاركت التمثيل مع كبار المشاهير، مثل شارون ستون ودونالد ساذرلاند وكريس إيفانز. كما تم ترشيحها لجائزة الممثلة الشابة لـ 3 سنوات متتالية، على الرغم من أنها لم تفز باللقب.

يمكن القول إن أول منعطف جاد في مسيرة كريستين المهنية حدث في عام 2007، عندما مثلت في فيلم Into the Wild للمخرج شون بين. أدهشته الفتاة الصغيرة بأدائها، لدرجة أنه وصفها بكونها “آلة تمثيل حقيقية ذات قوة تعبير وغرائز طبيعية رائعة” مضيفاً أن موهبتها سهلت عليه بطريقة سحرية عملة أثناء إدارة تصوير المشاهد.

ملحمة توايلايت: 2008-2012

في نوفمبر عام 2007، أُعلن أن كريستين ستيوارت ستلعب دور بيلا في الجزء الأول من ملحمة توايلايت. ومنذ تلك اللحظة أصبحت الممثلة ذات الـ 18 عاماً نجمة مشهورة. لم يعد من السهل على كريستين أن تواصل حياتها المعتادة تحت مطاردة الصحفيين والمنتجين وملايين المعجبين.

كانت ملامح وجهها الجذابة وتعبيراتها الساحرة، ملائمة تماماً للدور، لكنه منحها، من جهة أخرى، لقباً غريباً. فقد أطلق عليها المشاهدون وصف الفتاة “ذات الفم الذي لا يغلق”. وعلى كل حال، كان نجاح الفيلم مذهلاً في العالم بأسره، فقد حققت أجزاء الملحمة حوالي 3.5 مليار دولار.
ومنذ البداية، كان واضحاً أن شعبية Twilight جلبت معها اختباراً صعباً للممثلين الرئيسيين. فقد اضطر كل من روبرت باتينسون وكريستين ستيوارت إلى بذل الكثير من الجهد للتخلص من صورتي شخصيتيهما في الفيلم “إدوارد” و"بيلا“.

بالمناسبة، يبدو أن قصة حب قصيرة نسجت بين روبرت وكريستين أثناء تصوير هذا العمل، وإن لم يدرك أحد ما إذا كانت حقيقية أم مجرد خدعة تجارية من المنتجين. وما يزال العديد من المعجبين يذرفون الدموع على فراق الثنائي روبستين (اختصاراً لروبرت وكريستين). حصلت ستيوارت على جائزتي MTV عن مشاركتها في هذا العمل، بما في ذلك جائزة “أفضل قبلة” مع روبرت باتينسون.

2016-2010: محاولات للتخلص من صورة “بيلا” توايلايت

حتى أثناء تصوير ملحمة مصاصي الدماء تلك، كانت ستيوارت تحاول أن تبحث عن مشاريع جديدة وغير متوقعة. أرادت أن تثبت للنقاد أنها قادرة على لعب أدوار أكثر تعقيداً من مجرد كونها فتاة مشككة، قاسية النظرات، لا تحمل تعابير وجهها غير الغضب والألم.
وهكذا لعبت، في عام 2010، دوراً في الدراما المستقلة Welcome to the Rileys حيث مثلت دور فتاة تساعد عائلة حزينة على التغلب على مأساة فقدان ابنتهم، وعنه حصلت كريستين على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان ميلانو السينمائي الدولي. قبل أن تتحول في العام نفسه إلى نجمة الروك جوان جيت في فيلم The Runaways ومن إتقانها للدور قالت جوان الحقيقية نفسها إن ستيوارت تمكنت من إظهار “تشابه حقيقي، بل ومخيف قليلاً بيننا”. في عام 2012، أدت الممثلة أحد أدوارها الرئيسية الأخرى في فيلم On the Road المقتبس من رواية السيرة الذاتية لجاك كيرواك، والذي رشح لجائزة السعفة الذهبية، ثم اختيرت في وقت لاحق لتقمص دور سنووايت في الفيلم الخيالي Snow White and the Huntsman والذي حقق إيرادات مدهشة في شباك التذاكر.

ولأن شهرة الأفلام لا تأتي بمفردها، فقد أصبحت كريستين وجهاً دعائياً لماركات الأزياء شانيل وبالينسياغا. وفي عام 2013 كشفت مجلة فوربس أن الفنانة الشابة هي ثالث أعلى ممثلة أجراً في هوليوود، بعد أنجلينا جولي وجنيفر لورانس.

2018-2014: سلسلة أفلام مستقلة ونجاح غير متوقع في فرنسا

جعل ظهور كريستين ستيوارت في مهرجان كان السينمائي 2014 عبر فيلم Clouds of Sils Maria للمخرج الفرنسي أوليفيي أساياس، النقاد ينظرون إلى الممثلة من زاوية مختلفة. فقد بصمت على أداء مقنع في القصة كمساعدة لنجمة سينمائية أوروبية غريبة الأطوار، (لعبت دورها جولييت بينوش) لدرجة أنها أصبحت أول ممثلة أمريكية تحصل على جائزة سيزار الفرنسية.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت كريستين زائرة منتظمة لمهرجان كان السينمائي. فبعد عامين من نجاحها الأول، ظهرت في فيلم للمخرج نفسه مرة أخرى، وهذه المرة في Personal Shopper حيث حصلت على الدور الرئيسي الوحيد لفتاة مضطربة نفسياً تعيش في باريس، وتشتري ملابس عصرية، وتتواصل مع شخص غريب غامض عبر الإنترنت. تطلب هذا الدور من كريستين استعادة بعض التعابير التي تعرفها بشكل أفضل: عدم الأمان والإرادة القوية والألم الداخلي ودرجة عالية من الانطوائية. قامت الممثلة بعملها ببراعة، ولاحظ النقاد التفاهم الكبير والناجح بين الممثلة الأمريكية والمخرج الفرنسي، مؤكدين أن هذه التجربة جعلتها تمر بتحول إبداعي جاد وانتقال نهائي إلى مستوى جديد من الاحترافية.

2016-2009: مشاريع إبداعية مع جيسي أيزنبرغ

عند الحديث عن أعمال ستيوارت، يستحيل أن ننسى تعاونها الناجح مع الممثل جيسي أيزنبرغ. التقى الثنائي أول مرة في موقع تصوير مشروع Adventureland في عام 2008 حيث لعبا دور زوجين مُحبين، وبدا على الفور أن بينهما تناغماً مذهلاً جعلهما أقرب إلى النجاح. بعد ذلك اشتركا معاً في فيلم الإثارة الكوميدي الناجح American Ultra، ثم ظهرا مجدداً بعد عام واحد في فيلم Café Society للمخرج وودي آلن. كان جيسي أيزنبرغ ـ كما قال بنفسه ـ مرتاحاً للتمثيل مع كريستين، وشعر “بانسجام سحري” معها. وهذا يبدو حقيقة بلا جدال، لأن أفلامهم الثلاثة المشتركة حصلت على تقييمات عالية، من كل من النقاد والجماهير على حد سواء.

2020-2019: أدوار جديدة تختتم بلقب أفضل ممثلة في العقد

تبلغ كريستين اليوم من العمر 29 سنة، ويبدو أنها قد تمكنت أخيراً من التخلص من صورة “بيلا” التي لازمتها منذ فيلم توايلايت. فقد تألقت في العديد من المشاريع الممتعة والفريدة من نوعها وما زالت. في عام 2019 شاركت في فيلمين مميزين، الأول كان فيلم الإثارة السياسي Seberg حيث تقمصت شخصية الممثلة جان سيبرغ التي قضت عمرها تدافع عن المساواة وحقوق السود. والفيلم الثاني هو النسخة الثالثة من العمل الفني الشهير ملائكة تشارلي Charlie’s Angels. وعلى الرغم من أن الفيلم تلقى مراجعات متباينة ومثيرة للجدل، إلا أن العديد من النقاد أشاروا إلى براعة ستيوارت واحترافية أدائها، التي تحسب من نقاط القوة فيه.

وفي عام 2020 شاهد عشاق كريستين الممثلة في فيلم الإثارة Underwater عن فريق من العلماء يكابد للنجاة من كارثة في محطة صناعية تحت الماء. لينضاف بدوره إلى لائحة أفلام كريستين التي تثبت لنا كل هذه الأعمال والأرقام، أنها تستحق عن جدارة لقب أفضل ممثلة في العقد.

فتاة متمردة وأيقونة للجيل الجديد

يبدو لي التمثيل مثل "الكذب“، لذا أحاول أن أقوم بالعكس تماماً. فعندما “تلعب” دوراً ما تتصنع شخصيته وتريد إقناع الآخرين بشعور معين حياله، وأنا لا أريد أن أحس أبداً أنني أفرض على المشاهدين أي شيء، لأن هذا يعني أنني فشلت".

بصرف النظر عن أدوارها المميزة على الشاشة، تشتهر ستيوارت أيضاً بسلوكاتها غير المألوفة، حتى أن الصحفيين كثيراً ما أطلقوا عليها لقب “جيمس دين” الجيل الجديد. فمنذ اللحظة التي طوت فيها صفحة فيلم Twilight غيرت كريستين صورتها بشكل جذري عدة مرات: شعر قصير، جينز ممزق، أو مكياج عيون لامع، فصارت كل هذه الأشياء جزءً من الإطلالة الجديدة للممثلة.

وصفتها وسائل الإعلام بالفعل بأنها “ملكة التمرد” حتى أن أحد كبار المتمردين “شيـا لابوف” يحدسها على ذلك. ولطالما وجدت صورتها منشورة على الصفحات الأولى من صحف الببراتزي الشعبية عدة مرات. ومنها، صورتها في مهرجان كان السينمائي السنوي الـ 71، حينما مرت أمام المصورين بالكعب العالي، ملتزمة بقواعد اللباس الرسمية، ثم ما لبثت بعد ذلك أن خلعت حذائها وصعدت المنصة حافية القدمين.

فعلت كريستين هذا، لأنها شعرت ببساطة براحة أكبر في قدميها بهذه الطريقة. وهكذا كانت تحضر العرض الأول لأفلامها مرتدية سروال جينز وقميص عادي، ولا تهتم بما يقوله الجمهور عنها. والأمر نفسه في الواقع ينطبق على حياتها الشخصية، فهي تفعل ما تريد، لأنها مقتنعة بأن ما عليها سوى العيش على طبيعتها، دون تبرير ذلك لأحد.

ما رأيك بتمثيل كريستين ستيوارت؟ هل عرفت بكل أفلامها هذه أم ظننتها تألقت في توايلايت فحسب؟ وهل تعتقد أنها تستحق لقب ممثلة العقد أم أنك تميل لاختيار نجم أو نجمة آخرين؟

الجانب المُشرق/أفلام/كيف أصبحت بيلا بطلة فيلم توايلايت أفضل ممثلة في العقد الماضي
شارك هذا المقال