الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

شخصيات سينمائية محبوبة اكتشف المشاهدون أن لها صفات سيئة للغاية

في الأفلام، كما هو الحال في الروايات الأدبية، تنقسم الشخصيات إلى أبطال جيدين وأشرار سيئين. وعادة ما يحرص الكتاب على إبراز الصفات الإيجابية الجيدة لأبطالهم، بما يظهرهم مثاليين، حتى لو كانت شخصياتهم تخفي عيوباً أو سلوكات سيئة، ولديهم دائماً أسباب قوية لتبرير ذلك. فقد فُسر المزاج المتقلب لهاري بوتر، على سبيل المثال، بكونه مطارداً من قبل ساحر شرير، بينما لا تظهر الطباع اللئيمة للملكة البيضاء (في فيلم أليس في بلاد العجائب) إلا قرب نهاية الفيلم.

قررنا اليوم، في الجانب المُشرق، تقييم بعض شخصيات الأفلام التي مُنحت أدواراً إيجابية، والنظر إليها بشكل محايد لأن لدينا الكثير من الشكوك حول ما تضمره من مشاعر أو تظهره من أفعال.

هاري بوتر - سلسلة أفلام Harry Potter

على مدار القصة، يفقد هاري أعصابه في الكثير من الأحيان، ويصب جام غضبه على الآخرين، حتى لو كانوا من أعز أصدقائه. ويكفي أن نتذكر كم كان سريع الانفعال عندما ذهب للعثور على الهوركروكس. وجّه هاري انتقادات لاذعة لهيرميوني واشتبك أكثر من مرة مع رون، بل وتخلى عنهما في النهاية في لحظة غرور.
نعم، يمكن إلقاء اللوم في هذا السلوك العدواني، على قلادة الهوركروكس، لكن الأصدقاء الثلاثة ارتدوها بالفعل، ولم يصدر أي تصرف سيء من هيرميوني بهذه الطريقة، بينما استعاد رون شخصيته الأصلية رغم تأجج غضبه في لحظة ما. ويبقى من غير المعروف ما إذا كان هاري هو من بادر بالخطوة الأولى للتصالح مع أصدقائه.
في الواقع، حتى هجمات الفتى الساحر على دراكو ليست مبررة دائماً، وكثيراً ما تشوبها المبالغة. وفي فيلم هاري بوتر والأمير الهجين، جرب على مالفوي تعويذة كادت أن تقتله.

يمكننا أيضاً وصف هاري بالمتعجرف. فعلى سبيل المثال، في فيلم هاري بوتر وكأس النار Harry Potter and the Goblet of Fire، نراه يحتفل بانتصاره في إحدى المسابقات، متناسياً أصدقائه تماماً. وفي حالة أخرى يعلن أثناء التحدث إلى هيرميوني أنه “المنقذ” المنتظر ليتلقى على الفور صفعة مستحقة على رأسه.
أما عن التهور فحدث ولا حرج، فعندما توصل إلى جيش دمبلدور، لم يتوهم نفسه خبيراً في مكافحة السحر الأسود فحسب، بل دبر أيضاً مقلباً لمدير المدرسة، وبعد الكشف عن جنود العدو، فُصل الأستاذ المدير.

بشكل عام، لا يهتم بوتر بمشكلات أصدقائه. فلم يأبه مرة لمشاعر رون، بينما يفترض أن يكون هذا الأخير دائماً تابعاً في ظل صديقه “المنقذ”. كذلك لا يبالي بما يجري بين رون وهيرميوني، ويبدو أن وظيفة جميع أصدقائه هي فقط إنقاذه في مغامراته المتهورة.
قد تكون صفة الثقة بالنفس جيدة لدى هاري بوتر، لكنها زائدة عن معدلها الطبيعي، إذ يريد الفتى دائماً محاربة الشر بمفرده، وحتى بعد سنوات عديدة في المدرسة، لم يتعلم قبول المساعدة من أصدقائه. وفي المقابل، يظهر عليه خجل شديد بين الفتيات، خاصة جيني المعجبة به والتي عليها دائماً اتخاذ الخطوة الأولى عند التعامل معه.

شاغي وسكوبي دو - Scooby-Doo

لا يملك هذان الاثنان أي صفات تجعلهما يشبهان الأبطال الذين ينقذون العالم من الشرّ. فالجبن المتأصل فيهما يجعلهما يهربان في ذعر عند أول بوادر الخطر، بدلاً من مساعدة أصدقائهما. وقد صار من المألوف أن يفسد شاغي وسكوبي دو خطط الفريق في أهم اللحظات، مهددين حياة الجميع. حدث هذا، على سبيل المثال، أثناء القتال ضد لونا غوست الذي يحتجز "دافني"، فبعد أن فشل الثنائي المرح في تنفيذ الجزء الخاص بهما من الخطة، هربا بكل بساطة وتركا فيلما وفريد عاجزين عن فعل أي شيء لإنقاذ الوضع. وكالعادة، لم يُنقَذ الموقف ويقبض على الشبح إلا عن طريق الصدفة البحتة.
والجميل أن شاغي وسكوبي دو لا يعتذران أبداً عن أفعالهما. ومهما كانت الكوارث التي يسببانها، فهما يفعلان ذلك بروح من الدعابة والضحك السخيف. صحيح أنهما لا يعرفان كيف ينجزان مهمة واحدة، لكنهما على الأقل يحبان الاستمتاع بتناول الطعام اللذيذ.

كادي هيرون - Mean Girls

في هذا الفيلم، كانت شخصية ريجينا هي الخصم المباشر للبطلة كادي، غير أن هذه الأخيرة، وبرغم هدوئها الظاهري، أثبتت أنها أسوأ بكثير. فبمجرد وصولها إلى المدرسة، تبدأ الفوضى. إذ تصادق أولاً جانيس وداميان، وفي محاولة لإرضاء صديقتيها الجديدتين، وافقت على المشاركة في خطة لتدمير سمعة فريق من الفتيات المتسلطات. ثم تراجعت علاماتها تماماً في مادة الجبر، وهي التي كانت طالبة متميزة لفترة قصيرة، وذلك لأنها لم تستطع التفكير في أي شيء آخر غير آرون الذي تحبه.
وفي محاولة للصلح مع "منافساتها"، سرعان ما تنسى كادي جانيس ودامين وتتجنب دعوتهما إلى حفلتها، وتغير أسلوبها في التعامل دون أن تتخلص من أفعالها المثيرة للقلق، ودون أي تطور مهم في الأحداث، كما كنا نتوقع.
وقد جرى تبرير كل هذا بدعوى أن كادي تقارن العلاقات الإنسانية بالقوانين القاسية في عالم الحيوان، وتلمّح في النهاية، إلى أن المدرسة ستكون على موعد مع فريق جديد من الفتيات المتسلطات قريباً.

جيكوب بلاك - سلسلة أفلام Twilight

مع أن بعض محبي هذه السلسلة يعتقدون أن جاكوب يناسب بيلا أفضل من إدوارد، إلا أن سلوكه غالباً ما أشار إلى عكس ذلك. إذ يبدو حبه لبيلا مجرد مصلحة، أو ربما حتى هوس غير صحي، إذ ظل يطاردها طوال الوقت، وفي الجزأين الثاني والثالث، أخبرها مراراً بأنه أفضل من إدوارد، موجهاً الكثير من الإهانات لهذا الأخير، من وراء ظهره.
تستند صداقة جاكوب مع بيلا إلى دوافع أنانية؛ فليس من الواضح ما إذا كان الفتى الذئب سيساعد صديقته في أي شيء دون انتظار رد الجميل منها. فهو يتعامل بنوع من التحكم، فيتهم بيلا بالسعي للحصول على حمايته، ويشعر في الوقت نفسه بالإهانة لأنها لا تستطيع أن تحبه، كذلك يمنعها من رؤية إدوارد، ويحاول جعلها تتعلق به بالقوة.
وبالمقارنة مع إدوارد، الذي يمنح بيلا دائماً حرية الاختيار، يبدو جاكوب شخصاً مهووساً وأنانياً.

أليس كولين - سلسلة أفلام Twilight

تبدو أليس للوهلة الأولى فتاة لطيفة وإيجابية، لكنها في الواقع تحب إثارة المشكلات. فهي تحاول أن تتصرف بودّ مع بيلا دون أن تنتبه إلى أن هذه الأخيرة تعاني للتأقلم مع أصدقائها الجدد، فهي ليست شخصية انطوائية فحسب، بل وتلتقي بمصاصي الدماء لأول مرة في حياتها (ومن المعروف أنها مخلوقات خطيرة).
تفرض أليس قراراتها دائماً على الجميع، وغالباً ما تكون مثيرة للجدل ومنجذبة للمخاطر. فلا مشكلة لديها في أن تدعو الناس إلى حفلة في منزل مصاصي الدماء، برغم حادثة هجوم جاسبر على بيلا. وتترك في منزل إدوارد وبيلا ملابس توحي بالخيانة، أو الذوق الهابط بتعبير آخر. وكلما حاول إدوارد الوقوف في وجه أخته بلباقة، تزعم أنها لا ترتكب أي خطأ.

بيتا ميلارك - سلسلة أفلام The Hunger Games

أعطانا ميلارك في هذا الفيلم انطباعاً بأنه شاب حساس رقيق القلب، أو حتى ضعيف الشخصية، لكن حبه لكاتنيس أغشى عينيه وجعله ينسى أن هذا ليس أفضل وقت للحب، في ظل الظروف العصيبة والخطر المحدق بهما.
وأثناء المغامرة، حاول الفتى كثيراً أن يتلاعب بمشاعر الفتاة، حين أعلن أولاً أنه يحبها، ثم كذب لاحقاً بقوله إنهما متزوجان وأن كاتنيس حامل، مما يضطرها إلى المشاركة في اللعبة.
نعم، إنه شخص لطيف بطبيعته، يصر أن يبدو شخصاً متفانياً؛ فهو يتطوع للألعاب عندما لا تكون مشاركته مطلوبة، وينفصل عن كاتنيس، ويقرر التصرف بمفرده. لكنه يقع دائماً في المشكلات، مما يجبرها على العودة لإنقاذه، وبسببه يموت عدد من الأبرياء. والخلاصة أن هذا البطل كان على امتداد أجزاء الفيلم بأكملها عبئاً على كل من حوله، وخاصة كاتنيس.

ماري جين واتسون - ثلاثية Spider-Man

ماري جين فتاة “عالقة في المشكلات” تنتظر دائماً وصول البطل الخارق الذي سيأتي لإنقاذها. ولم نرها تتخلص من ضعفها هذا حتى نهاية الثلاثية تقريباً، حينما ساعدت بيتر باركر قليلاً في المعركة مع فينوم، ورمت كتلة خرسانية على رأسه. مبادرة جيدة، لكنها كانت كل ما فعلته من أعمال تنم عن الشجاعة.

ربما جعلتها الظروف بعد ذلك أقوى، بعدما اعتادت أن تكون مدللة تطالب بيتر بالاهتمام بها وإبداء الاحترام الكامل لموهبتها. ويمكنكم فقط أن تتذكروا كيف شعرت بالإهانة حين فوت بيتر مشاهدة أدائها، ولم تتساءل حتى عن سبب عدم قدرته على الحضور. لكن في الفيلم الثالث، عندما طُردت من المسرح وبدأت العمل في النادي، وجدت نفسها أخيراً مضطرة للتوقف عن التعالي، وإظهار بعض التواضع.

رالف دي بريكاسارت - The Thorn Birds

هذا “القس” الشاب ذو الشخصية الجذابة، الذي تبدو حياته من الخارج مثالية، وعالمه الداخلي غامضاً وغير مفهوم، جعل ملايين النساء يقعن في حبه في بداية الفيلم. ولأنه يختلف تماماً عن بقية الكهنة، فلا عجب أن شخصية “ميغي” انجذبت إليه. ومع ذلك، كلما تقدمت أحداث الفيلم، تبدد هذا الانطباع الأولي عنه. يريد رالف تحقيق الحياة المثلى من خلال تكريس نفسه للكنيسة، لكن خلف قناع الوصي على القيم الروحية للمجتمع، يختبئ رجل شغوف لا يسعى إلى التفاني في خدمة الآخرين، بل وراء مناصب عليا ونجاحات مادية تغير حياته.

نعم لا حرج في أن يكون المرء طموحاً، لكن رالف يريد أن يلبي الاحتياجات الروحية والجسدية في آن واحد، ولا يفكر في حقيقة أنه يتلاعب بقلب ميغي المسكينة ويؤذي مشاعرها. وفي النهاية، اتضح أنه أناني ضعيف الإرادة، وشخص قاسٍ لا يريد سوى إرضاء رغباته الخاصة.

كيت - Last Christmas

تمثل شخصية كيت في هذا الفيلم فتاة منطوية تعمل في متجر لهدايا عيد الميلاد. نتعرف على الكثير من متاعبها الداخلية ومشكلاتها مع العالم الخارجي، وندرك من خلال الأحداث أنها مصابة بمرض خطير في القلب. غير أن هذا وحده، لا يمكن أن يبرر تصرفاتها دون مبالاة أو مسؤولية كما كانت تفعل.
لقد اعتادت أن تطلب من الجميع الاعتناء بها، بغض النظر عما إذا كانت في مأزق صعب أم لا. وحينما أرادت تغيير ذلك، لم تعرف كيف تعيش حياة الكبار، فهي ترى أنه من الطبيعي أن تزور صديقاتها متى شعرت برغبة في ذلك، والبقاء معهن بقدر ما تشاء. وداخل أسرتها، تتعارك مع والدتها وأختها وتتصرف كمراهقة غير ناضجة، وتشكو دائماً من مشكلاتها وتلقي باللوم على الجميع إلا نفسها.

الملكة البيضاء - Alice in Wonderland

لطالما بدت هذه الشخصية أنيقة بملابسها البيضاء الناصعة، وتتصرف بكل تهذيب مع من حولها. أو هكذا نرى الملكة البيضاء في البداية، قبل أن ندرك أن هذه الصورة خادعة. ففي الواقع، ميرانا وأختها شخصيتان من نوع واحد، فهي تسعى من أجل السلطة، تماماً مثل الملكة الحمراء، غير أن نواياها تختبئ وراء ابتسامتها الجميلة.
وسواء في فيلم أليس في بلاد العجائب، أو جزئه الثاني، Alice Through the Looking Glass، نرى ميرانا مستعدة للقتال مع أختها على العرش. وحتى لو أرادت الملكة البيضاء إنقاذ العالم بالفعل، فلم يكن واضحاً لماذا لم تستطع التحدث إلى أختها وتحديد جوانب الخلاف بينهما، وحلها بسلام. وبدلاً من ذلك، تختار ميرانا طريق المواجهة العدائية.
في الواقع، كانت ميرانا هي المسؤولة عن هذا الصراع منذ البداية؛ ففي طفولتها، دبرت مكيدة لأختها إيراسبث لدى والديهما مما جعل الأخيرة تهرب من العقاب، لتتعثر وتصدم رأسها بشدة، حتى أن موضع الصدمة ظل منتفخاً إلى الأبد.

أي من هذه الشخصيات أزعجتك بالفعل وأي منها تستحق البطولة رغم عيوبها؟ أخبرنا في التعليقات أدناه.

الجانب المُشرق/أفلام/شخصيات سينمائية محبوبة اكتشف المشاهدون أن لها صفات سيئة للغاية
شارك هذا المقال