فتى عمره 11 عاماً يتقن فن الحياكة ويستغل موهبته لصالح الأعمال الخيرية
هل سمعتم من قبل عن تأثير الفراشة؟ هذا المصطلح يشير باختصار إلى أن تغييراً واحداً بسيطاً يمكنه أن يؤدي إلى نتائج أكبر منه بكثير. لدينا قصة تؤكد صحة ذلك. بدأت القصة عندما تلقى الصبي “جوناه” هدية من أدوات وخيوط الحياكة. كانت هدية بسيطة لكنها كشفت عن موهبة دفينة لدى هذا الصبي، الذي أتقن فن الحياكة، وقرر أن يستغل مهاراته لجمع النقود، لصالح مساعدة الآخرين على اكتشاف مواهبهم الدفينة أيضاً. وهذا أثر كبير حقاً إذا ما قورن بالهدية البسيطة التي سببته.
ويدعوكم الجانب المُشرق للتعرف على قصة جوناه، لعل نجاحه يلهمكم في تنمية مواهبكم ومهاراتكم، وتوظيفها بشكل مفيد.
كان جوناه لارسُن يبلغ من العمر 5 سنوات فقط، عندما تلقى هدية عبارة عن حقيبة بها مجموعة من خيوط الغزل وإبر الحياكة. ومنذ ذلك الحين بدأ جوناه رحلته ليتعلم فن الحياكة بنفسه عن طريق مشاهدة الدروس على يوتيوب. والآن مع بلوغه الـ 11 من العمر، صار جوناه نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي ويدير مشروعه الخاص. وبفضل مهاراته اليدوية وعزيمته القوية قرر جوناه أن يساعد الآخرين على التعرف على شغفهم والسعي خلفه، كما نجح هو في ذلك.
ولد جوناه في إثيوبيا، وعندما كان عمره 6 أشهر تبناه الزوجان كريستوفر وجنيفر لارسُن ليبدأ حياته الجديدة في ويسكُنسن. ومع ذلك لم ينس جوناه جذوره، وقرر أن يفعل شيئاً مفيداً لبني وطنه؛ فبدأ يجمع التبرعات على شبكة الإنترنت بهدف مساعدة الآخرين في مسقط رأسه على اكتشاف مواهبهم، والسعي لتحقيق أحلامهم.
وهكذا قرر أن يتعاون مع مؤسسة خيرية تدعى جذور إثيوبيا وهي موجودة في القرية التي وُلد فيها. تقوم هذه المؤسسة بتدريب الأمهات لاكتشاف ما يجدن فعله، علاوة على تنمية مهارات ريادة الأعمال لديهن، لينجحن في تأسيس مشاريعهن الخاصة. وبهذه الطريقة يمكن للأم أن تساهم في إعالة أسرتها، والحفاظ على تماسكها.
ويؤمن جوناه أن بإمكان الجميع مساعدة هؤلاء النسوة على اكتشاف مواهبهن وتحويلها إلى عمل تجاري ناجح، كما أنه يفكر في مساعدة الأطفال أيضاً. فمؤسسة جذور إثيوبيا توفر موارد تعليمية للمدارس في المناطق النائية، لتشجيع الأطفال هناك على مواصلة التعلم، لينجحوا في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وبالعودة إلى تلك الحقيبة الصغيرة لمستلزمات الحياكة التي بدأت منها قصة جوناه، فمن الرائع أن نشاهد كيف اتسعت دائرة تأثيرها إلى هذا الحد. ويقول جوناه “هذه الهدية ساعدتني على اكتشاف الموهبة والحب بداخلي، والآن ينتشر تأثيرها حول العالم وصولاً إلى هذا البلد الجميل الذي أحبه كثيرًا. وأنا أعلم جيداً كيف نساعد موهبة فطرية على التطور والنجاح، وأرغب في دعم كل من يعملون على تحقيق ذلك الهدف في إثيوبيا”.
هل خطر ببالكم يوماً أن هدية صغيرة بهذا القدر يمكنها أن تغير حياة العديد من الأشخاص؟ ألديكم أي موهبة أو مهارة ترغبون في صقلها وتطويرها؟ وكيف يمكنكم توظيفها للمساعدة في تحسين حياة الآخرين؟ شاركونا في التعليقات.