الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أنجلينا جولي تكرم أمها بعد رحيلها وتكشف العلاقة الوثيقة التي جمعتها بها

نشأت أنجلينا جولي في كنف أمها مارشيلين. ومرت الممثلة بتغيير كبير في نفسها بعد رحيل أمها، مما زاد عزمها على أن تكون خير قدوةٍ لأطفالها كما كانت أمها.

ونتأثر بشدة في الجانب المُشرق عندما يفتح المشاهير قلوبهم للحديث عن علاقاتهم المقربة بوالديهم. لهذا سنتحدث اليوم عن التأبين المؤثر الذي كتبته أنجلينا جولي لأمها حتى تحتفظ بذكراها في قلبها للأبد.

كرّست مارشيلين حياتها لتربية أطفالها

Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS, Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS

حاولت مارشيلين برتراند بناء مسيرةٍ تمثيلية مثل ابنتها، وظهرت في بعض الأفلام الصغيرة. لكنها علّقت كل أحلامها عندما تزوجت من جون فويت، واتخذ كلاهما قرار تأسيس أسرة. ومع الأسف، تعرض جنينهما الأول لإجهاضٍ عانت فيه مارشيلين كثيراً.

ثم رُزقت مارشيلين بجيمس، أول أطفالها من جون، عام 1973. وأنجبت بعدها أنجلينا عام 1975. لكن زواجهما لم يدم طويلاً، وتطلقا بعد بضع سنوات نتيجة خيانة جون. وتولت مارشيلين مسؤولية الأطفال بالكامل، بينما اقتصر دور جون على إعالة أسرته مادياً.

كانت علاقة أنجلينا بوالدها معقدة

CPA/LFI/EAST NEWS

تكفل جون فويت بكامل مصاريف طليقته وأطفاله المادية، لكن أنجلينا لم تتمتع برابطٍ قوي مع والدها الذي كانت تلومه على الانفصال. وأوضحت: “لم أشعر أنني مقربة من والدي. وشعرت بأنني كنت ابنةً لأمي أكثر أثناء طفولتي”.

ولطالما كانت أنجلينا صريحةً بشأن علاقتهما المضطربة، وكشفت كيف نشأت بعيدةً عنه. واختارت عدم استخدام اسم والدها الأخير حتى تنأى بنفسها عنه وعن شهرته. ومع ذلك سعت أنجلينا لبناء مسيرة تمثيلية احترافية، واكتسبت شهرةً أكبر من والدها الحائز على جائزة أوسكار في نهاية المطاف.

LFI/Avalon.red/REPORTER / East News

ورغم ذلك، حاولت أنجلينا تجاوز خلافاتها مع جون مؤخراً والتقارب مرةً أخرى من أجل صالح العائلة. وكان والد أنجلينا من أكبر داعميها أثناء فترة طلاقها العصيب من براد بيت. وصرحت الممثلة بكل حزم: “كان رائعاً للغاية في إدراكه أن الأطفال بحاجةٍ لوجود جدهم خلال هذه الفترة”.

كانت تتطلع إلى توجيهات أمها دائماً

Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS

تُصوّر أنجلينا أمها دائماً على أنها شخصية ضحت بكل شيء من أجل حماية أطفالها. إذ كتبت أنجلينا: “تغيرت حياتها عندما أقام والدي علاقةً غير شرعية. واحترقت أحلامها بتكوين حياةٍ أسرية. لكنها حافظت على حبها للأمومة”.

ولا شك في أن نجلة أنجلينا ورثت الميول الإنسانية عن جدتها، حيث تتصدر الصفوف الأمامية لمساعدة المحتاجين طوال الوقت.

Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS

وتعلمت أنجلينا الكثير عن الأمومة من مارشيلين. وتحدثت من قبل عن تجارب أمها، وكيف سمح لها إنجاب أطفالها بأن تُعيد اكتشاف روحها وغريزة أمومتها. واعترفت الممثلة قائلة: “كانت تستمتع بي، وأشعر أنني أستمتع بأطفالي. وأشعر بإطراءٍ شديد عندما يخبرني شخصٌ ما أنني أشبه أمي في عنايتي بأطفالي”.

وبعد طلاقها من براد بيت، تأمل أنجلينا أن تكون مثل أمها وتمتلك الشجاعة نفسها التي تحلت بها كأمٍ عزباء. وصرحت الممثلة: “لن أكون أماً جيدة مثلها مطلقاً. وسأبذل قصارى جهدي، لكنني لا أعتقد أنني سأصل لمستواها أبداً. لقد كانت أكثر أم محبة وكريمة. وهي أفضل مني”.

المرض وفقدان أمها بطريقةٍ تفطر القلب

Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS

فتحت أنجلينا قلبها للحديث عن مرض أمها قائلةً: “بدت أمي مسالمةً عندما عرفت أنها مصابة بالسرطان للمرة الأولى”. إذ شُخِصَت إصابة مارشيلين برتراند بسرطان المبيض في أواخر التسعينيات، وواصلت معركتها ضد السرطان لأكثر من عقدٍ كامل. وأنشأت أمها كذلك مجموعة دعم لمريضات سرطان المبيض خلال السنوات التالية لتشخيصها. لكنها توفيت في 27 يناير/كانون الثاني عام 2007 بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض.

وتغير نهج أنجلينا في الحياة تماماً بسبب حزنها على رحيل مارشيلين والفراغ الذي تركته في حياتها. وقالت أنجلينا: “فقدت أمي في الثلاثينات من عمري. ويمكنني أن ألاحظ كم غيرتني وفاتها عندما أتذكر تلك الأوقات”. ثم أردفت قائلة: “لا أريد أن أكون عاطفية. لكنني أتمنى لو كانت هنا الآن. ولن أتوقف عن افتقادها مطلقاً”.

East News

وتعين على أنجلينا اتخاذ تدابير سلامة مفرطة لأنها فقدت جدتها وخالتها بسبب سرطان الثدي أيضاً. وتذكرت أنجلينا ذلك قائلةً: “كنت واقفةً في ردهة المستشفى عندما جاءت طبيبتها لتخبرني بأنها وعدت أمي أن تحرص على إخطاري بكافة الخيارات الطبية المتاحة لي”.

وكشفت أنجلينا عام 2013 أنها خضعت لعملية استئصال وقائي للثديين من أجل تقليل فرص إصابتها بسرطان الثدي. وبعد عامين، قررت الممثلة الفائزة بجائزة أوسكار استئصال قنوات الرحم والمبيضين أيضاً.

كتبت أنجلينا خطاباً مؤثراً تكريماً لعلاقتهما

© Samir Hussein/WireImage/Getty Images, PacificcCoastNews.com/EAST NEWS

تُقدّر الممثلة الشهيرة ذكرى أمها بشدة، وقد نشرت تأبيناً طويلاً من القلب لتكريم الإنسانة الرائعة مارشيلين، وشجعت من يشعرون بالحزن على مواصلة الحياة. ولا خلاف على مدى صعوبة الحياة بدون أم، إذ واجهت أنجلينا العديد من الصعوبات في تقبل الأمر واجتيازه.

وقالت الممثلة: “عانيت من خسارتي الخاصة وشهدت حياتي وهي تسلك مساراً مختلفاً. وآلمني الأمر أكثر مما تصورت”. كما تحدثت عن علاقتهما الجميلة واصفةً أمها بأنها صديقتها المقربة. وكتبت جولي: “لا توجد كلمات كافية لوصف مدى روعتها كامرأةٍ وكأم. لقد كانت صديقتنا المقربة”.

تمتلك أنجلينا جولي وبراد بيت 6 أطفال هم مادوكس، وباكس، وزهرة، وشيلوه، ونوكس، وفيفيان. وما تزال أنجلينا تعاني لتقبل وفاة أمها، لكنها ممتنةٌ لأن أمها نجحت في رؤية بعض أحفادها أثناء صراعها مع السرطان. وقالت أنجلينا: “وُلِدت أمي لتكون جدة، وكانت ستحب الأمر بشدة. وقد تمكنت من لقاء بعض أطفالي، وكانت رائعةً في التعامل معهم”.

ورغم أنها تبذل قصارى جهدها حتى تكون أفضل أمٍ لأطفالها، لكن الممثلة أوضحت أنها مستعدة “للتضحية بأي شيء مقابل وجودها معي في هذا الوقت”. وتعتبر أنجلينا أمها بمثابة قدوتها، وتدرك الآن جيداً ماهية القيم التي ترغب في تمريرها لأطفالها حتى ينشأوا بالقدر نفسه من الحب والحنان الذي حصلت عليه من أمها. وأردفت: “لقد منحتني شعوراً رائعاً بالحب. وربما كنت حمقاء في شبابي، لكنني كنت مُحبّةً دائماً”.

ما طبيعة العلاقة التي تجمعك بأمك؟ وهل تنظرين إليها باعتبارها قدوتك؟

مصدر صورة المعاينة Anthony Taafe/Coleman-Rayner/EAST NEWS, Franco Origlia / Getty Images Entertainment / Getty Images
الجانب المُشرق/مجتمع/أنجلينا جولي تكرم أمها بعد رحيلها وتكشف العلاقة الوثيقة التي جمعتها بها
شارك هذا المقال