أشلي غراهام تعلمنا التصالح مع الذات في عصر الفوتوشوب
نكشف لكم في هذا المقال من الجانب المُشرق سبب شهرة أشلي غراهام ولماذا يحبها كثير من الناس.
تستغل أشلي غراهام شهرتها في الترويج لفكرة حب الذات وتقبل جسدك كما هو. يصفها الإعلام أنها رمز التعامل الإيجابي مع الجسد. يمكننا القول إن أشلي صاحبة الـ34 عاماً شخصية رائدة في هذا الأمر، كونها أول عارضة أزياء مقاسات كبيرة تظهر على غلاف مجلة فوغ.
وحتى قبل ذلك ظهرت صورتها على غلاف مجلة Sports Illustrated في 2016. منذ ذلك الحين زادت شهرتها على الإنترنت بسرعة مذهلة.
لكنها لم تصبح شهيرة بسرعة. كان عليها أن تخوض طريقاً صعباً.
بدأت أشلي العمل في مجال عروض الأزياء في سن 12 عاماً. انضمت الصغيرة أشلي لمدرسة متخصصة في الموضة وعروض الأزياء ونالت إعجاب أساتذتها، لكن زميلاتها سخرن منها، قالت أشلي: "أطلقت الفتيات عليّ ألقاباً مهينة تسخر من فخذي الممتلئ. اعتدن أن يقلن عني: (الشاحنة الضخمة قادمة، ابتعدوا عن طريقها!) كرهت المدرسة، لكن لم يكن أمام أشلي خيار آخر غير التسامح مع هذه الأفعال ومواصلة طريقها.
بعيداً عن علاقتها بزميلاتها، كان على أشلي أن تتعامل مع والدها الذي عاملها معاملة سيئة ومؤذية. قالت أشلي عن هذا: “والدي شخصية قاسية وشديدة الانتقاد. كان موجوداً بجسده، لكنه غائب تماماً على مستوى الدعم العاطفي. اعتبرني غبية بسبب قلة القراءة وضعف قدراتي في الحساب”.
تفنن والد أشلي في انتقادها، إذ أطلق عليها لقب "الحمقاء"، لكن أكثر ما آلمها هو حين أخبرها بضرورة فقدان الوزن لتصبح عارضة أزياء. شعرت أشلي أنه يهدم كل محاولاتها لأن تحب جسدها وتتقبله كما هو.
ساعدت والدة أشلي ابنتها على تقبل جسدها. قالت أشلي عن هذا: “عندما بدأت أكتسب الوزن، دخلت والدتي عليّ حين كنت أتفقد خصري. قلت لها والدموع في عيني: (جسدي ممتلئ في هذه المنطقة). فقالت لي: (هذا خصرك وهذه أردافك يا أشلي. لولا هذه المنحنيات، لما كنت تنتمين إلى هذه الأسرة). تفاجأت بكلماتها. حالياً، يطلق زوجي على هذه المنحنيات اسم المؤخرة الجانبية”.
تعامل أشلي الإيجابي مع الانتقادات ساعدها بشدة. وتقول: “أحياناً كنت لا أستطيع أن أقول لنفسي (أحبك) حين أنظر في المرآة، لذا قررت التعامل مع جسدي بثقة وإيجابية، فكنت أقول لنفسي: (أنا شجاعة ورائعة وجميلة) ما زلت أقول هذه الكلمات لنفسي. هذا يساعدني على مواجهة الأيام الصعبة”.
ترتدي أشلي حالياً أزياء جريئة ولا تخفي عيوب بشرتها. حين عرضت النسخة الإيطالية صورها من دون تعديل، أرسلت لهم رسالة شكر. وحين عملت مع مجلة The Cut، طلبت من طاقم المجلة ألا يعدلوا صورها. وأخبرتهم إنهم لو أجروا أي تعديلات، فيجب عليهم أن يحسنوا شكل تكتلاتها الدهنية، وألا يحذفونها.
أنشأت أشلي مع علامة Knix التجارية خطاً للأزياء لإنتاج الملابس الداخلية النسائية ذات المقاسات الكبيرة. قررت أشلي فعل ذلك، لأنها وجدت صعوبة في العثور على أشياء مريحة وجميلة من العلامات التجارية الأخرى تناسب مقاسها وهو إكس لارج.
لهذا أنتجت الملابس الداخلية للنساء الممتلئات وركزت على أن تكون تصميمات الأزياء الداخلية جميلة وملفتة للأنظار مهما اختلف الشكل.
لدى أشلي وزوجها جاستن 3 أطفال. أنجبا فتى في البداية، ثم توأم في المرة الثانية. أحب الجمهور تحطيم أشلي للأنماط السائدة بشأن الحمل.
لم ترتد أشلي الملابس الفضفاضة أثناء الحمل، بل ظلت ترتدي الأزياء الجذابة الجريئة. وحين ظهرت في مناسبة عامة لأول مرة أثناء حملها، ارتدت ثوباً جلدياً ضيقاً أحمر اللون وحذاء بكعب عال.
كما أنها عادةً ما تتحدث بحرية في صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي عن الأمور التي يخشى الناس مناقشتها بصراحة. فقد تحدثت عن إصابات ما بعد الولادة وارتداء الملابس الداخلية التي تصلح لمرة واحدة.
تقول أشلي: “بعد كل هذه السنوات في مجال الموضة، لم أتخيل قط أن تصبح الملابس الداخلية التي تصلح لمرة واحدة هي قطعة الأزياء المفضلة لي، لكن هذا ما حدث! لا أحد يتحدث عن التعافي والشفاء (أعني أجزاء الجسد المترهلة) التي تعاني منها الأمهات الجدد بعد الولادة. أريد أن أوضح للرجال أن الأمور ليست وردية ومثالية دائماً!”
نشرت أشلي في إحدى المرات فيديو تظهر فيه علامات التمدد على جسدها بوضوح. علقت إحدى المستخدمات قائلة: “أنجبت توأماً من قبل، ولم يكن لديّ أي علامات تمدد”. فأجابت عارضة الأزياء الشهيرة: “آمل أن أواصل مسيرتي في مجال الموضة مع وجود علامات التمدد هذه”.
جدير بالذكر أن زوج أشلي يدعمها بقوة، تقول أشلي عن هذا: “يقول جاستن إن علامات التمدد في جسدي تشبه شجرة الحياة”.
يبدو أن أشلي لا يجب أن تقلق بشأن عملها في مجال الموضة، لأن شعبيتها حول العالم في تزايد. ما هو موقفك تجاه التعامل مع الجسد بإيجابية؟