جميلة من غانا تهجر حياة المدينة لتسطر قصة نجاح مميزة بمسقط رأسها
اعتادت هامامات Hamamat أن تعيش حياة هانئة في المدينة مع زوجها وطفليها. لكن الأم الشابة قررت ذات يوم أن تغير كل شيء. بدأت من الصفر، وأسست شركة لصناعة “زبدة الشيا” لتتمكن من تحقيق نجاح يفوق الوصف.
يطيب لنا في الجانب المُشرق دائماً أن نستلهم قصص الأشخاص الإيجابيين الذين يستغلون أبسط الفرص التي تهبهم إياها الحياة ليحققوا أحلاماً كبيرة. ولهذا السبب قررنا أن نشارككم اليوم قصة هامامات الملهمة.
بعد أن هجرها طليقها ليعيش حياته مع أسرة جديدة، أدركت هامامات أن ظروف الحياة ستمسي أصعب عليها وعلى طفليها الصغيرين. كان لديها بعض المال، ولكن مواصلة العيش في المدينة بدت خياراً مكلفاً للغاية بالنسبة لها، فمدخراتها بدأت في النفاد بسرعة كبيرة. لم يكن الوضع سهلاً على الأم الوحيدة، لم تعرف ما الذي عليها فعله، لكنها علمت أن عليها التصرف بطريقة ما.
لم يكن رأسمالها سوى الشغف بالتغيير. لقد كانت متلهفة لتغيير حياتها في أقرب فرصة، حتى لا تجد نفسها في الوضع نفسه العام المقبل.
قررت الأم اصطحاب طفليها والعودة إلى عائلتها بمسقط رأسها في إحدى القرى الغانية، بعد غياب طويل امتد لسنوات عديدة. وسرعان ما تأكد لها أنها مصيبة في قرارها، حيث كان الجميع هناك سعداء جداً برؤيتها. فعادت هامامات إلى أحضان الحياة البسيطة مرة أخرى، بين الطهي وتناول الطعام، والنوم تحت ضوء القمر، وقضاء الوقت كله في القيام بالأشغال اليومية. شعرت بمزيج من الحب والإلهام يغمرها، مما دفعها لمشاركة حياتها الجديدة مع العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحينها، راح معظم الأصدقاء الذين عرفتهم سابقاً في المدينة يتهكمون عليها، ويسخرون من حياتها الجديدة.
كانت عائلتها في القرية معتادة على صنع “زبدة الشيا” للاستهلاك المنزلي، فخطر لهامامات ذات مرة، أن تسجل هذه العملية بالفيديو ومشاركتها على حسابها في إنستغرام. وفي اليوم الموالي، فوجئت بأن مقطع الفيديو ذاك لقي تفاعلا كبيراً ونال إعجاب المشاهدين. وفي تلك اللحظة، قررت الفتاة أن تتعلم تحضير زبدة الشيا بنفسها.
أسست المرأة الطموح علامتها التجارية الخاصة تحت اسم Hamamat African Beauty. وبالتعاون مع أشخاص آخرين، أطلقت مشروعها لصناعة “زبدة الشيا” المحلية وترويجها في الأسواق. وقد تلقت بالفعل الكثير من الطلبات من جميع أنحاء العالم! وأثارت جهودها في هذا الميدان الكثير من الانتباه، لتتلقى دعوة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الأفريقي.
وبعدما كانت قد توقفت عن مزاولة مهنتها في عرض الأزياء، قررت استعادة هذا الشغف من جديد بشكل آخر، مما جلب لها المزيد من المتابعين الذين سحرتهم أناقتها وجمالها المذهلان.
لكن أنشطة هامامات لم تتوقف عند هذا الحدّ. فإلى جانب تصميم وعرض الأزياء، وإنتاج وبيع زبدة الشيا، افتتحت أول متحف لزبدة الشيا في قريتها، يوفر لزواره الاستمتاع بحمام تجميل باستعمال المنتجات المحلية.
مرت هامامات بالكثير من لحظات اليأس والألم، ومع ذلك ظلت قوية تؤمن بأن القادم أفضل. وقد كانت ولا تزال ترى أن طفليها أكبر مصدر للدعم والإلهام في حياتها. أرادت أن تقدم الأفضل لهما وأن تكون قدوة يمكنهم الافتخار بها عندما يكبران!
ما رأيكم بقصة هذه المرأة؟ وهل أحسستم بالفضول لزيارة قريتها وتجربة حمام التجميل الذي تقدمه في متحفها؟