6 اختراعات عبقرية من توماس إديسون جعلت الناس يلقبونه بالساحر
كان توماس أديسون سابقاً لوقته بكل اختراعاته المدهشة. سواء تلك التي ابتكرها بنفسه، أو التي قام بتحسينها بعد أن وضع أسسها باحثون آخرون. من بطارية السيارة الكهربائية إلى “هاتف الروح” الغامض، أثار كل جهاز من أجهزة أديسون خيال الجماهير، ودفع مركبة العلم والتكنولوجيا خطوات كبيرة إلى الأمام. وفي كل ما ابتكره توماس إديسون، كان يحاول دائماً حل المشكلات العملية التي تواجهنا وجعل حياتنا أكثر راحة ومتعة.
لا يسعنا هنا في الجانب المشرق إلا التعبير عن إعجابنا بالتفكير الإبداعي لتوماس إديسون، ونرغب في مقالة اليوم بإخبارك المزيد عن 6 من اختراعاته البارعة.
1. الفونوغراف الذي سجل الأصوات على ورق القصدير
توماس إديسون مع جهاز الفونوغراف الذي ابتكره
عام 1876، أسس إديسون مختبراً للبحوث في مينلوبارك، نيوجيرسي. وبعدها بعام واحد، أعلن عن اختراع جديد فاجأ الجميع لدرجة أن الناس أطلقوا عليه لقب "ساحر مينلوبارك"، وصار إديسون شخصية مشهورة بحق. كان هذا الاختراع هو الفونوغراف الذي مكـّن من تسجيل الأصوات على ورقة قصدير ملفوفة حول أسطوانة (كما هو موضح في الصورة أعلاه).
وعلى الرغم من أن جودة الأصوات التي سجلها الفونوغراف كانت رديئة إلى حد ما، ولم يكن بإمكانك الاستماع إلى هذه التسجيلات إلا مرات معدودة، فقد كان هذا الجهاز صيحة إبداع حقيقية في تلك الأيام، وساعد إديسون على تعزيز سمعته كمخترع عبقري.
2. “هاتف الروح” الذي يسمح للأحياء بالتحدث إلى الموتى
كانت شخصية توماس إديسون تمزج بين الإيمان والعلم، ويمكن لهذا الجهاز الذي سمي بـ"هاتف الروح" أن يوضح ذلك بشكل أفضل. لقد اعتقد هذا المخترع أن الكائنات الحية مكونة من "أعداد لا تعد ولا تحصى من وحدات متناهية الصغر، تشكل كل منها في حد ذاتها حياة مستقلة"، وأن هذه الخلايا الصغيرة أبدية و"تحافظ" على شخصية الكائن حتى بعد وفاته.
لم يرَ هذا الهاتف الروحاني النور أبداً، ولكن إذا حدث ذلك يوماً ما، فستعثر هذه الآلة التي تصورها خيال إديسون على شخصيات المرضى المتوفّين في عوالمهم الجديدة، وتساعدهم على تبادل الرسائل مع عالم الأحياء.
"إذا كان الجهاز الذي أحلم ببنائه الآن سيوفر قناة لتدفق المعرفة إلينا من العالم المجهول، الذي أظنه شكلاً من أشكال الوجود يختلف عن شكل هذه الحياة، فقد نقترب خطوة مهمة من منبع المعرفة الحقيقية"، كما قال أديسون.
3. تطوير المصباح ونظام الإضاءة الكهربائي
توماس إديسون يحمل مصباحه الكهربائي
بدأ إديسون مساعيه لإيجاد طرق للحصول على الإضاءة الكهربائية في عام 1878. وعلى الرغم من أن إديسون لم يخترع المصباح الكهربائي الأصلي، إلا أنه حاول تحسين النماذج الموجودة، وجعل ضوئها يدوم لفترة أطول. في عام 1879، تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع لمصباح كهربائي يستخدم “خيوط كربون أو شريطاً ملفوفاً يتصل بأسلاك بلاتينية”.
وكان قبلها بعام واحد (1878) قد أسس شركة إديسون للإضاءة الكهربائية Edison Electric Light Company في مدينة نيويورك. وبعد تجربة أنواع مختلفة من المواد لمصباحه الكهربائي الجديد، وقع اختيار إديسون أخيراً على الخيزران الذي جعل المصباح أكثر متانة. كان المخترع عازماً على توفير كهرباء رخيصة للعالم. وقد قال في هذا الصدد: “سنجعل الكهرباء رخيصة جداً لدرجة أن الأغنياء فقط هم من سيواصلون إشعال الشموع”. تم استخدام مصابيح إديسون الكهربائية تجارياً لأول مرة لإضاءة الباخرة "كولومبيا"، التابعة لشركة أوريغون للملاحة والسكك الحديدية والملاحة.
4. تحسين التلغراف الآلي
أحدثت النسخة الأولى من التلغراف، التي طورها صامويل مورس ومخترعون آخرون في ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، ثورة في التواصل لأنها سمحت للناس بتبادل المعلومات عبر مسافات طويلة. باستخدام التلغراف الأصلي، كان المشغل يستمع إلى الرسائل المسجلة بشفرة مورس ومن ثم يقوم بترجمة الرسالة.
قام توماس إديسون بتحسين التلغراف من خلال إدخال نظام تسجيل كيميائي، سمح للجهاز بتسجيل ما يصل إلى 1000 كلمة في الدقيقة، مما زاد بشكل كبير من سرعة التلغراف الأصلي الذي كان يسجل 25-40 كلمة في الدقيقة فقط.
5. جهازي الكينتوغراف والكينتوسكوب لعرض الصور المتحركة
كاميرا الكينتوغراف
جهاز ثوري آخر اخترعته شركة إديسون كان عبارة عن كاميرا صور متحركة تسمى الكينتوغراف. عمل إديسون على هذه الكاميرا مع ويليام كينيدي ديكسون، الذي يرجع إليه تقريباً على كل الفضل في ابتكارها. عام 1891، قامت الشركة بصنع جهاز عرض بفتحة منظار ومنحه اسم الكينتوسكوب، سمح للناس بمشاهدة الأفلام القصيرة، ولاشك أنه بدا كجهاز سحري للجمهور في تلك الأيام، إذ سرعان ما انتشر في كل أنحاء أوروبا.
أنتج أستوديو أفلام إديسون ما يقرب من 1200 شريط، كان معظمها أفلاماً قصيرة عرضت مهارات البهلوانات وسيناريوهات مكافحة الحرائق ومواقف مختلفة من الحياة. وكان من بين العناوين التي أنتجت في تلك الفترة: (The Kiss (1896 و(The Great Train Robbery (1903 و (Alice’s Adventures in Wonderland (1910 وأول فيلم لأسطورة Frankenstein في عام 1910.
6. بطاريات السيارات الكهربائية القابلة للشحن
توماس إديسون وإحدى سياراته الكهربائية
كان استعمال السيارات الكهربائية شائعاً في نهاية القرن التاسع عشر. وطوال عقد التسعينيات (1890) كان إديسون يعمل بجد لتحسين البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وجعلها أخف وزناً وأكثر قدرة على حفظ الطاقة. إلى أن حصل عام 1901 على براءة اختراع لبطاريته المصنوعة من النيكل والحديد، وافتتح شركة Edison Storage Battery المتخصصة في صنع بطاريات السيارات الكهربائية. ولم يتوقف إديسون عند هذا الحد، بل واصل تطوير البطارية حتى عام 1910، حين قدم نسخة أكثر متانة وأعلى كفاءة، تستخدم هيدروكسيد الصوديوم كمحلول كهرلي (إلكترولايت).
عندما سادت محركات الاحتراق الداخلي بالبنزين الرخيص، بدأت السيارات الكهربائية تفقد شعبيتها، لكن بطارية إديسون، كبقية الاختراعات الأخرى التي قدمها، كانت ذات أثر كبير في تقدم العلم والتكنولوجيا. لقد جسد هذا المفكر والمخترع العظيم مثال الباحث والعالم التطبيقي، الذي يركز جهوده على كل ما هو ضروري ويلبي احتياجات البشرية.
هل أفادتك مقالتنا هذه بأية معلومات جديدة لم تكن تعرفها عن توماس إديسون؟ وماذا عن اختراعات إديسون الأخرى التي حسنت حياتنا بشكل واضح؟ شاركنا برأيك في مساحة التعليقات أدناه؟