الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

وقفة خاصة لنتذكّر الجميلة الساحرة أودري هيبورن

توفيت ممثلة هوليوودية المتميّزة أودري هيبورن قبل حوالي سبعة وعشرين عاماً في العشرين من يناير للعام 1993. لم ينقطع عرض فرص للتمثيل عليها من أعظم مخرجي الأفلام، لكنها حلمت بحياة أسرية هادئة. أمطرها النقاد بالجوائز والتقييمات المادحة لأدائها، لكنها لم تر نفسها ممثلة حقيقية أبداً. كان العالم كله أسيراً لجمالها، لكنها اعتبرت نفسها عادية جداً.

نود في الجانب المُشرق أن نعترف بحبنا الكبير واحترامنا اللامتناهي لهذه السيدة العظيمة والجميلة قلباً وقالباً.

كانت أودري هيبورن شخصية مختلفة وصادقة جداً. لم تدخل التاريخ كممثلة رائعة فقط، بل وكإنسانة طيبة ومخلصة حاولت على الدوام جعل هذا العالم مكاناً أفضل.

كانت أودري هيبورن حزينة ومتحفظة بعض الشيء في صغرها. وقالت ذات مرة: “أحببت أن ألعب لوحدي أكثر من أي شيء. كل ما أردته هو أن أجد أحداً يفهمني”.

لم تحلم أوردي يوماً بأن تصبح ممثلة، ووافقت على أداء أول ظهور تمثيلي لها بعد أن انتهت الحرب سعياً لجني بعض المال.

حققت النجاح في بداية مسيرتها، وجلب لها فيلمها الرئيسي الأول ‘Roman Holiday’ شهرة عالمية، وأول جائزة أوسكار لها.

من المعلوم أن أودري كانت صديقة مقربة لهوبرت دو جيفنشي. وقال مصمم الأزياء عن علاقتهما: “مجرد التفكير بها كان كافياً ليملأ رأسي بالأفكار الجديدة”.

حلمت أودري منذ صغرها بعائلة كبيرة وسعيدة. وبدلاً من الذهاب إلى الحفلات وعروض الأزياء، أرادت أن تعدّ العشاء وتجلس مع زوجها بعد العمل، مثل أي زوجة عادية ومُحبّة.

كتبت الممثلة عن زواجها الأول: “لم أرد يوماً الطلاق، فأنا أكره هذه الكلمة. فكرتي عن الزواج تتمحور حول كونه يحدث مرة واحدة في العمر”.

عانت هيبورن من اكتئاب عصبي منذ طفولتها، وكانت مرات الحمل التي لم تكتمل قاسية عليها بشكل خاص. كما أقرّت الممثلة قائلة: “بعد إجهاض آخر، كنت على وشك الجنون”.

كانت الأمومة أعز حلم لها، وقد أنجبت طفلها الأول الذي طال انتظارها له عندما كانت في الثلاثين من عمرها.

أحبّت أودري هيبورن الحيوانات واعتنت بها. كان لديها عدد من الحيوانات الأليفة، من بينها لب يوركي، وكلب البطباط، وكلب صيد من نوع جاك راسل، كما أنها اعتنت بقطة وغزال برّي اسمه بيبين.

اعتبرت هيبورن فيلمها “قصة الراهبة” أكثر عمل يستدعي الفخر به. أصبحت شخصية الراهبة التي لعبت دورها واحدة من ألمع الشخصيات في تاريخ السينما.

أقامت أودري هيبورن أثناء تصوير أحد الأفلام علاقة مع بطل الفيلم ألبيرت فيني. قال صديقهما المشترك إيروين شاو: “ما بينها وبين ألبي كان شيئاً رائعاً وحقيقياً، فكانا مثل طفلين يتبدلان نكات خاصة بهما لا يفهمها غيرهما”.

على الرغم من كل المشاكل التي كانت تواجهها في حياتها الشخصية، والاكتئاب الذي كانت تمر به، ظلّت أودري هيبورن شخصاً صادقاً بقلب مرهف وحس فكاهة رائع. كانت دائماً ما تقول: “أعتقد أن الضحك هو أهمّ ما في الحياة، فهو يعالج العديد من الأمراض. وربما هو أهم شيء في الإنسان أيضاً”.

عملت الممثلة بفخر كسفيرة لليونيسف منذ عام ١٩٩٨ وحتى وفاتها، وكانت تساعد الأطفال الذين يعانون من الجوع وأهوال الحرب. كما نفذت العديد من المشاريع الإنسانية، وحصلت على وسام الحرية الرئاسي الذي يُعتبر أرفع جائزة مدنية في الولايات المتحدة.

توفيت أودري هيبورن محاطة بأسرتها وأصدقائها بسبب السرطان عن عمر ناهز الـ٦٣ عاماً. عاشت أودري حياة صعبة، لكنها كانت شخصية مثيرة للاهتمام، ولا تنسى. كانت مليئة بالمرارة والحزن والفرح والحب اللامتناهي.

اعتادت الممثلة على أن تقول أنها “ولدت برغبة عظيمة في الحب وبحاجة عاطفية كبيرة لمنحه. الحب هو أكثر الأشياء التي تقدّمها تميزاً، فكلما قدمته أكثر، كلما تولّد فيك المزيد منه.”

شارك هذا المقال