أمّ تصنع دمى مميزة لمنح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة شعوراً بالتقبّـل
كلير تاويل أمّ وصانعة ألعاب تقيم في المملكة المتحدة (إنجلترا). وقد شرعت في 2017 بصنع دمى فريدة من نوعها، تحمل أجهزة سمع مساعدة من أجل ابنتها التي ولدت مصابة بفقدان السمع. في ذلك الوقت، لم تكن هناك دمى تلائم شخصية طفلتها الصغيرة في السوق، وكان لا بد من القيام بشيء ما، لذلك باشرت كلير العمل وافتتحت متجراً للألعاب على الإنترنت يسمى “BrightEars” والذي تقدم عبره الألعاب والإكسسوارات المصممة للأطفال الذين يعانون من إعاقات سمعية وبصرية ولديهم احتياجات أخرى.
أجرينا في الجانب المُشرق مقابلة حصرية مع كلير لمعرفة المزيد حول أهمية تصميم “الدمى المميزة” التي تبيعها في متجرها والسعي لتحسين اندماج الأطفال وشعورهم بالتقبل من خلال اللعب.
عندما كانت كلير تبحث عن لعبة تشبه ابنتها
لا وجود لمتجر يبيع أو يصنع دمى تشبه الصغيرة “تيلي”. وهذا الأمر أزعج كلير كثيراً. لقد شعرت كما لو أن عدم الاهتمام بصنع ألعاب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعني بطريقة ما تجاهلاً لوجودهم. "بدا الأمر كما لو أن لا أهمية لابنتي مادامت لا تتناسب مع ما يصفه المجتمع بأنه "طفل طبيعي"، فلماذا يكلف أحدهم نفسه عناء الاعتراف بها؟"، تقول كلير.
لم يكن لدى كلير ما يكفي من الوقت أو الصبر لانتظار مبادرة شخص آخر لتصنيع لعبة تحتاجها هي وابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، على الفور. وهكذا خطرت لها فكرة تصميم أول دمية مخصصة للأطفال ذوي الإعاقة. تتذكر قائلة: “لم يكن الأمر مثالياً في البداية! ولكن على الأقل كانت الدمية الصغيرة تضع أجهزة سمع تشبه ما تستعمله صغيرتي تيلي، وحينما رأتها وقعت في حبها مباشرة”.
وهكذا بدأ المزيد من الآباء في طلب دمى تشبه أطفالهم
بعد وقت قصير من تصميم دميتها الأولى، سألتها أمهات أخريات لأطفال صغار يعانون من إعاقات مختلفة، عما إذا كان يمكنها صنع دمى خاصة لهم أيضاً. فراحت كلير، التي تعمل تقنية في التصوير الطبي بالأشعة، تبذل كل جهدها وتخصص وقت فراغها لتعديل الدمى وبيعها للعائلات الأخرى التي كانت في مثل وضعيتها، تشعر بأن عالم لعب الأطفال لا يمثل صغارها.
قررت الأم تسمية متجرها “BrightEars” لأنها قبل أن تبدأ هذه المغامرة، كانت تزين أجهزة الإعانة السمعية لابنتها تيلي بملصقات ملونة وزخارف لدينصورات وحيوانات متنوعة. تضيف كلير: “تم تصميم جميع أجهزة تيلي بحيث تكون ملونة وجذابة بشكل أساسي. إنها جزء من شخصيتها ولا أريدها أن تخجل منها أو تشعر بأنها مضطرة لإخفائها. إنها بنت صماء ولكنها فخورة بنفسها”.
لن نخفي “اختلافاتنا”! لدينا كل الحق في أن يتم قبولنا كما نحن!"
بمرور الوقت، توسع متجر كلير ومشروعها، من دمى مزودة بجهاز سمعي، إلى مجموعة كاملة من الدمى الفريدة من نوعها والتي لا تمنح الثقة للأطفال فحسب، بل تعزز أيضاً قدرتهم على الاندماج من خلال المرح واللعب. تشرح لنا كلير أن التنمر غالباً ما ينبع من الجهل، ولا يمكن التغلب عليه إلا من خلال زيادة الوعي.
تواصل كلير العمل بجد على طاولة غرفة الطعام في منزلها، وهي المقر الفعلي لشركتها في الوقت الحالي. وقد صنعت حتى الآن حوالي 3000 دمية.
ومع نمو نشاطها التجاري بشكل مطرد، ظل الهدف الرئيسي لكلير كما كان عندما بدأت في صنع الدمى: "أريد أن نقول بصوت عالٍ بأننا لن نختبئ ولن نخفي "اختلافاتنا"، فنحن موجودون هنا، ولنا الحق في أن نقبل في المجتمع كما نحن ونحن فخورون بذلك!".
هل تعتقد أن صناعة الألعاب تشمل جميع الفئات بما فيه الكفاية؟ هل لديك المزيد من الأفكار أو المشاريع الشبيهة بما فعلته كلير؟ أخبرنا عنها، فنحن نود أن نسمع عنها!