قابلوا صامويل الصغير عارض الأزياء المصاب بحالة جلدية وراثية نادرة
البيبالدية حالة وراثية نادرة يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع العرقيات، وتسري في عائلات كاملة. السمة المميزة للمصابين بتلك الحالة هو وجود رقعة مثلثة من الشعر بلا أي لون، وعادةً ما تكون في منطقة الجبهة. بطل مقالنا اليوم صبي اسمه صامويل سيلفا يبلغ من العمر 9 أعوام ومصاب بالبيبالدية مثل أمه، إلا أن حالته تحولت إلى سمة جمالية مميزة جعلته متألقاً ومميزاً في مجال عرض الأزياء.
حالة الطفل تسببت في كثير من ردود الفعل المختلفة
وُلد صامويل سيلفا بحالة جلدية وراثية نادرة تؤدي إلى غياب صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد والشعر، وجعله ذلك بعيداً عن أي اهتمام. تعرض الصبي وأسرته باستمرار للكثير من نظرات التحديق والتعليقات وغيرها من ردود الفعل الغريبة، وكانت بمثابة تحدِ حقيقي للعائلة.
يقول خوليو، خال صامويل: “كان دائماً ما يجذب صامويل الأنظار وسط الناس، لا سيما عندما يخلع قميصه على الشاطئ وتظهر العلامات البيضاء على جميع أجزاء جسده. عندئذ يقترب الغرباء منه ويسألونه جميع أنواع الأسئلة الوقحة التي قد تتخيلها، حتى أن أحدهم سال إن كان صامويل تعرض لحادث حريق. لكننا اعتدنا بعد مدة على تلك الأسئلة وأصبحنا نوضح لهم ما هي البيبالدية”.
يوجد في عائلة صامويل من يفهمون شعوره تماماً
ورث الصبي الصغير حالة البيبالدية من أمه وجدته، إذ تظهر عليهما علامات مماثلة. وتعرف النساء في عائلة صامويل مدى الصعوبات التي تصاحب هذه الحالة جيداً؛ إذ أُجبرت دونا، جدة صامويل، على ارتداء الأكمام الطويلة والسراويل في شبابها، بينما أُطلقت الكثير من الأسماء المستعارة المسيئة والساخرة على أمه.
في البداية، كان والدا الصبي يحاولان جعله يشبه الأطفال الآخرين، فحلقا شعر رأسه وأخفيا العلامات البيضاء. لكن بمرور الوقت، قررا أن الوقت قد حان حتى يتعايش ابنهما مع حالته. ولمساعدته ورفع روحه المعنوية وثقته بنفسه، أعد الوالدان له حساباً على منصة إنستغرام، أسفر في نهاية المطاف إلى وصول عروض لصامويل للعمل في مجال عرض الأزياء.
بداية غير متوقعة للطفل في عرض الأزياء
اشتهر صامويل عندما لفت الطفل الفريد أنظار وكالة شوجر كيدز المتخصصة في مجال عروض أزياء الأطفال، وتواصلت الوكالة مع والديه في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، ظهر الصبي البرازيلي المميز في عروض جونيو ستايل لندن، وبازار كيدز، ومجلة ديكسي.
كما ظهر أيضاً في أسبوع الموضة في تورنتو، وأسبوع الموضة في باريس، وأسبوع موضة الأطفال في لندن، وسار أمام الجميع بثقة وفخر مثل عارضي الأزياء المخضرمين. ووصلت شهرة صامويل إلى العالمية.
وظيفة الصبي الجديدة ساعدته على حب نفسه والتعايش مع حالته بسلام
الآن، أصبح الصبي يحب تفرده ويتقبل سماته وملامحه التي جعلته مختلفاً. أصبح يشير إلى العلامات الواضحة على جلده وشعره بـ “البقع الجميلة”. ويقول خاله إنه أصبح ذي حس فني، ويحب عروض الأزياء وجلسات التصوير. ويقول: “إنه يعيش أياماً جميلة، فهو يحب ذلك الشعور بأن يكون محور الاهتمام”.
ويضيف خوليو: “أصبح صامويل رمزاً لسياسات التقبل والدمج في مجال الموضة والأزياء للأطفال، ونتمنى أن يرى الأطفال الذين يشعرون بالاختلاف ما يفعله صامويل وما وصل إليه حتى يتقبلوا اختلافاتهم ويحبونها. لا ينبغي أن نخفي اختلافاتنا أو نُحرج منها، علينا أن نحبها ونتعايش معها، مثلما فعل صامويل”.
ويتمنى جميع أفراد عائلة صامويل أن يتعلم الأطفال الآخرون الذي يشعرون بالاختلاف من قصة صامويل وتكون مصدر إلهام لهم، حتى يتقبلوا كل اختلافاتهم ويحبونها.
ما رأيك في أسلوب صامويل في عرض الأزياء؟ وهل لديك أية سمات جسدية فريدة تمتاز بها عائلتك؟