تكريماً لوالديها... ملكة جمال الكون التايلاندية ارتدت فستاناً فريداً صُنِع من أغطية علب المشروبات الغازية
لا تُعبر ملابس المشاركات في مسابقة ملكة جمال الكون عن الجانب الجمالي فحسب، بل تحاول أن تبعث برسالةٍ في الوقت ذاته. لهذا اختارت ملكة جمال تايلاند أن ترتدي في العام الجاري فستاناً يحمل معنى خاصاً في قصة حياتها الشخصية، إذ كان الفستان إهداءً لوالديها اللذين عملا في جمع القمامة. ودعونا نتعرف أكثر على قصة آنا سوينغام-إيام، المرأة التي يصفها البعض أحياناً بـ"ملكة جمال القمامة".
“نتعلم من المصاعب طريقة التكيف والنجاة”
فازت آنا سوينغام-إيام البالغة من العمر 23 عاماً بلقب “ملكة جمال الكون تايلاند” في يوليو عام 2022، لتضمن بذلك تمثيل بلادها في مسابقة ملكة جمال الكون العالمية. وشكك الكثير من المنتقدين على الإنترنت في فرص فوزها لأن الجمهور يفضل النساء نصف التايلانديات في المعتاد، بينما وُلِدَت آنا لأبوين من غير الأجانب. وقالت إنها قرأت تلك التعليقات لكنها لم تؤثر عليها. وانتهى بها المطاف إلى الفوز بالتاج.
ألقت آنا عند تتويجها خطاباً موجهاً لمن يعانون في هذا العالم، وقالت: “لستم وحدكم من يواجه اليأس. إذ واجهت اليأس من قبل أيضاً. لكننا نتعلم من المصاعب طريقة التكيف والنجاة. ولهذا أدعوكم جميعاً للتحلي بالثقة في أنفسكم والنهوض من أجل الكفاح من جديد. وإذا استطعت أنا فعل ذلك، فأنتم أيضاً تستطيعون”.
وقد عاشت طفولةً صعبة، حيث كانت الألعاب الوحيدة التي تستطيع اللعب بها هي تلك الألعاب التي يعثر عليها والداها في سلة المهملات. إذ كان والدها يعمل في جمع القمامة، بينما كانت أمها تكنس الشوارع وتعمل كخادمة. واستمرت مضايقات الناس لها بسبب مهنة أبويها حتى بلغت سن الرشد، مما أكسبها سمعةً باعتبارها “ملكة جمال القمامة”.
ظلت آنا ممتنةً لوالديها... رغم المضايقات التي اضطرت لتحمُّلِها
واجهت آنا بعض المصاعب أثناء نشأتها، إذ لم تكن تخرج مثل بقية الأطفال، ولم تكن تعرف أي أماكن للخروج باستثناء أكوام القمامة. وقد كانت مضطرةً للعناية بجدتها وتعيش على صدقات الغير. وتذكر أن ألعابها كانت من صناديق القمامة، لكن والديها الكادحين حرصا على إصلاح تلك الألعاب من أجلها دائماً. فضلاً عن أنهما ألحقاها بالمدرسة، وكانا بمثابة القوة الكبيرة التي دفعتها إلى النجاح.
وقالت آنا عند فوزها بتاج ملكة جمال الكون التايلاندية: “لا تظلوا محصورين في مكان ولادتكم. بل يمكنكم تغيير حياتكم إذا تحليتم بالعزيمة الكافية”.
ارتدت فستاناً لتكريم عائلتها خلال مسابقة ملكة جمال الكون
قد يبدو فستان آنا كفستانٍ ماسيٍ بسيط وبراق إذا لم نكن نعرف قصة حياتها. لكن الفستان مصنوع بالكامل من أغطية علب المشروبات الغازية الممزوجة مع كريستالات من سواروفسكي. وقالت: “لقد صُمِّم هذا الفستان الفريد من نوعه خصيصاً باستخدام المواد المهملة والمعاد تدويرها، أو أغطية العلب على وجه التحديد، وذلك حتى يرى الكون أن الأشياء غير القيمة في منظورنا تتمتع بقيمتها وجمالها الخاص”.
وظهرت المصممة مانيرات في مقطع فيديو يشرح مفهوم الفستان، وقالت إن هناك العديد من الفساتين الجميلة في عالمنا. لكنهم يؤمنون بأن الفستان يجب أن يرتبط روحياً بالشخص الذي سيرتديه، إلى جانب كونه جميل المظهر ويُعزز الثقة بالنفس. ولهذا تُعَدُّ آنا المرأة الوحيدة في العالم التي سيليق بها هذا الفستان بصورةٍ مثالية. إذ يحمل الفستان اسم "الألماسة الثمينة المكنونة"، ويُبرز شخصيتها لأقصى درجة.
وكانت تأمل أن يساعدها هذا الفستان في أن تبعث برسالةٍ عن تقدير الذات. بينما كتب الحساب الرسمي لمسابقة ملكة جمال الكون تايلاند على إنستغرام: “لقد قادها إصرارها، ومثابرتها، وتفاؤلها إلى تحقيق النجاح في الحياة. ولن يمنعها أي شيءٍ من التألق كجوهرةٍ ثمينة”.
وترغب آنا في استخدام منصتها من أجل التعبير عن أصوات الأطفال من ذوي الخلفيات الفقيرة، ومن أجل فعل المزيد من الخير.
هل تشاهدون مسابقة ملكة جمال الكون؟ وأي فستانٍ أعجبكم أكثر؟