لماذا يستحم معظم اليابانيين في المساء على عكس العالم؟
وفقاً لدراسة جديدة، قد يحسن الاستحمام في حوض ساخن أو أخذ دش من جودة نومك. يبدو أن اليابانيين توصلوا إلى ذلك طويلاً قبل سائر شعوب العالم! لقد وجدوا أيضاً غيرها من الأسباب الوجيهة للاستحمام ليلاً.
تعرفنا في الجانب المشرق على هذه الأسباب، ونتحرق شوقاً لمشاركتك نتائج بحوثنا.
يستمتع اليابانيون بوقت استحمام طويل.
أثناء أخذ حمام ساخن، يتبع اليابانيون طقوساً خاصة من عدة خطوات. أولاً، يستحمون تحت الدش للتخلص من جميع الغبار والعرق، وبعد ذلك فقط ينقعون أنفسهم في حوض ساخن وفاخر. قد يضيفون حتى الشاي الأخضر وغيره من الأعشاب إلى الماء، والتي من شأنها إرخاء الجسم، وتطهير البشرة، وتهدئة الأعصاب. يختار الياباني أيضاً درجة حرارة الماء بكل تدبر وعناية، ومن المهم جداً أن تكون مريحة تماماً؛ إذ لا يجب أن تتجاوز 40 درجة مئوية؛ بما أن الماء الساخن جداً قد يؤدي إلى فقدان الترطيب وفتح مسامات البشرة.
يتبعون عادات أسرهم القديمة.
إمكانية الاستحمام صباحاً في اليابان، فضلاً عن بقية أنحاء العالم، لم تصبح متوفرة سوى مؤخراً. في القرن ال19، لم يكن هناك ماء ساخن ولا تدفئة مركزية، أو سباكة داخلية في المنازل اليابانية. لذلك اضطر معظم الناس إلى غلي الماء أولاً لأخذ حمام ساخن. وهذه عملية تستهلك الكثير من الوقت! لذلك استمرت عادة الاستحمام في المساء إلى حد الساعة.
يكثرون من زيارة الحمامات العمومية أو الينابيع الساخنة.
الينابيع الساخنة أو الحمامات العمومية شهيرة جداً في اليابان. يتوافد عليها الناس من جميع الشرائح العمرية ليس للاستحمام فحسب، بل للاسترخاء وقضاء وقت ممتع في عمل شيء مبهج. من الممكن القول أن هذا بمثابة أحد أشكال الترفيه لهم. وفي الليل، لن تجد سوى عدد قليل من الناس هناك، مما يسهّل الحصول على وقت خاص لترتيب أفكارك. هذا ما نسميه بالاسترخاء التام.
لا يملكون الوقت الكافي في الصباح.
اليابانيون مدمون على العمل بحق. حوالي 4.5 مليون عامل بدوام كامل في اليابان يعملون في وظائف ثانية، وهذا بمعدل 6 إلى 14 ساعة إضافية في الأسبوع. زيادة على ذلك، الحرص على دقة المواعيد أمر بالغ الأهمية في اليابان. إن وصلت متأخراً ببضع دقائق حتى، قد يعتبر ذلك تصرفاً سلبياً. لذلك لن تجد لدى اليابانيين دقيقة إضافية واحدة في الصباح.
لا يمكنهم تجنب تأثيرات المناخ.
فصل الصيف في اليابان حار ورطب جداً. لا يستعمل معظم سكان المدن سياراتهم، بل وسائل النقل العمومية، لذلك لا يمكنهم الهروب من تأثيرات الطقس السلبية. لن يشعروا بتحسن سوى بعد أخذ حمام ساخن في نهاية اليوم.
أما في فصل الشتاء، تكون منازل اليابانيين باردة جداً، لأن معظمهم لا يملك تدفئة مركزية. يدخلون الحمام قبل الخلود إلى النوم، ليس للاستحمام فقط، بل لتدفئة أنفسهم أيضاً.
في أي وقت من اليوم تفضل الاستحمام؟ لماذا؟