أمكنة

يصنف اليابان من البلدان المتقدمة العشرة الأولى على مستوى العالم، ويولي سكانه اهتماما كبيراً بحسن التنظيم والسبل الفعالة في توفير أقصى درجات الراحة. وهكذا، فإننا عندما نذكر الحياة في اليابان، تقفز إلى أذهاننا مباشرة المراحيض الذكية والقطارات السريعة وآلات البيع الذاتي المنتشرة في كل مكان. لكن، يبدو أن إبداع اليابانيين لا حدود له، فهم لا يزالون يواصلون إثارة إعجاب العالم باختراعاتهم الفريدة.

عندما زار صحفي بريطاني مدينة دبي في إطار رحلة صحفية، أقام في فندق برج العرب الفاخر، وبحلول موعد نهاية مُقامه، أدرك أن إقامته لم تكن جديرة بتقييمها بـ 5 نجوم، بل أكثر من ذلك بكثير. لقد وصف تجربته لبرج العرب على أنها من طراز 7 نجوم، وهذا ما أكدته تقييمات نزلاء آخرين. ومن المثير للاهتمام أن الفندق نفسه حاول التنصل من التصنيف، لكن التصنيف الجديد ظل لصيقاً لشهرته الكبيرة أصلاً.

هناك أكثر من 200 دولة في العالم، ومن الطبيعي أن يكون لدى سكان كل منطقة عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، فضلاً عن العادات اليومية البسيطة التي تختلف عما يعيشه الآخرون. وإنه لمن المثير للاهتمام دائماً أن ندرس هذه الاختلافات عن قرب لمعرفة بعض الممارسات العادية التي يمكن أن تحير مواطني البلدان الأخرى.

تُصنّف آيسلندا على أنها أكثر دول العالم أماناً لتدني معدل الجريمة، كما ولا يزيد عدد سكانها عن 356,991 مواطن. لكن هذا ليس الأمر الوحيد الذي يجعلها بلداً مميزاً. لن تستمتع هناك بجمال الطبيعة فحسب، بل ستندهش أيضاً لرؤية عجائب أخرى تثير الاهتمام، مثل نوم الأطفال الرضع في الهواء الطلق البارد وإشارات المرور غريبة الشكل.

يزور ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم الأماكن ذاتها، سنة بعد أخرى، لالتقاط صور مكررة للمعالم السياحية الشهيرة. ويفعل الناس ذلك فقط لاعتيادهم على القيام بالأمر. غير أن القلة القليلة منهم في الواقع، يدركون أن معظم المواقع السياحية المشهورة ليست فقط مرهقة بسبب الازدحام الذي يسببه تهافت السياح عليها، بل مكلفة أيضاً من الناحية المادية.

يُنظر إلى المدرسة في اليابان على أنها لبنة أساسية للانطلاق في الحياة. ولهذا السبب يدرس الطلاب طوال 210 أيام في السنة (مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مثلاً، حيث يدرس الطلاب لـ 180 يوماً فقط). وعلى الرغم من وجود العديد من أوجه التشابه بين نظام التعليم الياباني والعديد من نظرائه في بلدان أخرى، إلا أنه يمتاز بسمات خاصة تجعله من أكثر الأنظمة الدراسية فعالية في العالم.

غالباً ما تتربع دول مثل النرويج والدنمارك وفنلندا والسويد وأيسلندا على قمة لوائح مؤشرات الرفاهية وجودة العيش التي تعكس إحساس الناس بالسعادة والرضا عن حياتهم. فقد صنفت هذه البلدان الإسكندنافية دائماً في المراكز العشرة الأولى في تقرير السعادة العالمي منذ نشره لأول مرة عام 2013. هل يمكن أن يكون هذا الأمر محض مصادفة؟ أم أن هذه البلدان تملك في الحقيقة مؤهلات خاصة تجعلها تبتعد عن بقية دول العالم؟

على الرغم من أن جلوسك وشعورك بالاسترخاء على مائدة العشاء قد يبدو مريحاً للغاية، إلا أنه ليس بالضرورة الأفضل لصحتك. نمضي وقتاً طويلاً جالسين في العمل، ثم نعود للمنزل بعد جلوسنا في السيارات أو في المواصلات العامة لنجد أنفسنا في النهاية جالسين كذلك لتناول طعام العشاء. لكن معظم العائلات اليابانية تتناول طعامها بالجلوس على الأرض، وفي الغالب لن تجد أي مقاعد حتى في المطاعم ذات تقييم الخمس نجوم في اليابان.

هناك أكثر من 3814 ثقافة مختلفة في العالم، ولكل منها طقوسها وتقاليدها الخاصة التي يتبعها الناس. وعلى الرغم من أنه تم التخلي عن الكثير من الممارسات القديمة بفعل تطور الحياة في العصر الحديث، إلا أنه ما تزال هناك عادات، مثل رمي الأسنان نحو الشمس، تواصل إثارة دهشتنا حتى اليوم.

تشتهر نساء الدول الإسكندنافية بطاقتهن الداخلية القوية وجمالهن الطبيعي الساحر وحسهن العجيب تجاه الموضة وصيحاتها. وربما تبدو نظرتهن إلى الحياة سطحية وبسيطة، أساسها تقدير الذات كما ينبغي. ولكن، بالتعمق قليلاً في المسألة، ندرك أن هناك فلسفة كاملة متكاملة وراء مختلف طقوسهن وعاداتهن اليومية.

تمتاز اليابان بواحد من أعقد أنظمة الأعراف الاجتماعية والقواعد السلوكية، لدرجة قد تربك أي سائح يزور هذا البلد للمرة الأولى. لذا، يسهل على اليابانيين رصد أي أجنبي وسط الحشود بسبب “الأخطاء” البسيطة التي يرتكبها. لحسن الحظ، يتسامح اليابانيون تماماً مع السياح الذين ينتهكون قواعد السلوك العام دون قصد. لكن، بكل تأكيد لن يرغب أي شخص في إفساد الأمور في أي بلد أجنبي، ولهذا السبب من الأفضل أن نعرف تلك الفوارق الدقيقة التي تميز أحفاد الساموراي.

لطالما عرف الألمان بعقليتهم العملية، التي تفضل التركيز على الجوهر بدلا من المظهر إلا فيما ندر، فلا يتخذون أي قرار إلا بعد تفكير وعمق تدبّر. وتتجلى هذه السمات بوضوح في وسائل المواصلات، والطريقة التي تزرع بها الأشجار، وإشارات المرور. لطالما حاول الألمان أن يجدوا طرقاً عملية للتغلب على متاعب الحياة ومنغصاتها.

ثمة مقولة تفيد بأن السيدة الحامل إن امتنعت عن تناول أطعمة تشتهيها خلال الوحام أو حكت بقعة في جسمها، سيولد الطفل بوحمة في شكل الطعام الذي اشتهته. وفي ثقافات أخرى، ثمة العديد من الأطعمة المحظورة للمرأة الحبلى. وبينما تعد جميع هذه النظريات طريفة، إلا أنها قد تكون مربكة للأمهات خلال فترات الحمل. الشيء المؤكد: يود الجميع في كافة أنحاء العالم الخير للسيدات الحوامل وصغارهن.

الناس في اليابان يبحثون دائماً عن طرق لتطوير الأشياء، ومنح مواطنيهم ميزات إضافية. على سبيل المثال، خرجت شركة يابانية بفكرة بارعة وجديدة لمفكرة يمكن أن تحولها إلى منحوتة مع كل صفحة تنتزعها. هذه المفكرة تصلح لتكون هدية تذكارية ممتازة، لأنها عملية وجميلة في نفس الوقت.

عندما تُذكر كوريا الجنوبية، فإن أول الأشياء التي تخطر ببالنا هي الأفلام والموسيقى ومستحضرات التجميل. في الواقع، إن هذه البلاد الغامضة، التي لا تعتبر من بين الوجهات السياحية المشهورة والمتمسكة بعاداتها، قادرة على مفاجأتك بأسرارها حتى وإن كنت رحالة متمرساً.

تخيل أنك تعيش حياة هادئة في بيتك لما يقرب من 40 عاماً، وفجأة تجد نفسك أمام مخطط حكومي يهدد بزواله. يمكنك اختيار الاحتفاظ بذكرياتك والمضي قدماً، أو يمكنك الاحتجاج، أو يمكنك أن تلزم الحياد ولا تفعل أي شيء على الإطلاق. حسناً، هذا الشيخ من تايوان كان له رأي آخر، إذ التقط فرشاة رسم وشرع يحول جدران قريته إلى عمل فني بديع، فصار السياح يتقاطرون على القرية أفواجاً من جميع أنحاء العالم لزيارتها.

قد تخيفك أقاصي الشمال البعيدة وتغريك بالزيارة في الوقت نفسه. بعض الناس يقعون في حبها لدرجة أنهم يقررون الاستقرار والعيش في أكنافها، بينما يهرب آخرون منها آملين ألا يضطروا أبداً للعودة إلى المناطق المتجمدة مرة أخرى.

أقدم وثيقة سفر موجودة صدرت عام 1636 وتخص السِّير توماس ليتلتون، وقد كُتبت على جلد رقيق بخط منمق وذُيِّلت بتوقيع الملك الإنجليزي تشارلز الأول. ومنحته هذه الوثيقة الحق في تملك 50 جنيهاً إسترلينياً وحقائب وأمتعة أساسية. كانت الوثيقة كبيرة للغاية لدرجة أنها طُويت عدة مرات لتلائم الجيب. أما اليوم، فجوازات السفر خفيفة وصغيرة، وهي الوسيلة التي لا غنى لإنسان عنها للسفر ولاستمتاع بإجازات مثالية.

إسطنبول مدينة فريدة بحق. يحرص المسافرون ممن زاروها على مشاركة انطباعاتهم عنها وغالباً ما يقولون إنها مختلفة تماماً عن بقية تركيا. ومن بين الأفكار الشائعة بين الناس حول هذا البلد أنه مكان لقضاء إجازة منخفضة التكاليف على الشاطئ، متناسين أحياناً تاريخها العريق وأجواءها الفريدة، هذا دون إغفال طيبة الأتراك المدهشة من طبيعة الحال. وإن كنت تشك في كلامنا، فنحن ندعوك لقراءة مقالتنا لتكتشف ذلك بنفسك.

الصين دولة ضخمة يتحدث فيها الناس لهجات مختلفة، لدرجة أن بعض الجماعات لا تفهم غيرها. لذلك تختلف سمات المنازل تماماً بين أقصى البلاد وأدناها. ومع ذلك، توجد بعض السمات التقليدية التي لا تفارق كل بيوت الإمبراطورية الممتدة.