فنانة كورية ترسم وشوماً لطيفة تجسد معنى الرقة

يرى علماء النفس أن الوشوم لها تأثيرات على الكثير من الناس أعمق من مجرد كونها رسوم على الجلد. إنها تخلق تغيراً عميقاً في شخصية حاملها، مما قد يجعل الإنسان أقوى ذهنياً. سيون كواك فنانة وشوم من كوريا الجنوبية لا يمكن الخلط بين أعمالها وأعمال أيّ فنان آخر، بسبب أسلوبها المميز. الأربطة الحمراء والخرز مع الزخارف المعقدة والحيوانات الملونة، كل هذه عناصر تتحد لتشكل صوراً ذات معنى على الجلد.

ونحن في الجانب المشرق نرفع قبعاتنا لمهارة وموهبة هذه الرسامة، ونريد أن نعرض لكم بعض أعمالها لتستمتعوا بها مثلنا.

حب فن الوشم معها من الصغر

في مقابلتها مع الجانب المشرق، قالت سيون: “ألهمتني أمي كثيراً، فهي أيضاً فنانة وشوم. عندما كنت طفلة، راقبتها عن قرب وهي تعمل، وتعلمت بعض الأشياء، بداية من المهارات الأساسية، لكن نظراً لاختلاف أساليب الرسم لدينا، فقد ابتكرت أسلوبي الخاص بعد تعلم الأساسيات”

تقنيتها الخاصة لا تحمل اسماً، لكن رسالتها قوية!

تشمل العديد من أعمال سيون خيوطاً حمراء تحمل أهمية خاصة للفنانة؛ أوضحت أنها تمثل تدفق الحياة والـ"ين يون" وهو الروابط والعلاقات بين الناس. وتظهر الخرزات المترابطة بالخيوط صوراً مختلفة، من الزهور إلى الحيوانات، ولهذه العناصر معانيها الخاصة لمن يطلبون من سيون رسم وشومهم.

في بعض الأحيان، تجمع الشابة بين الصور والعبارات للتعبير عن فلسفة عميقة للوشوم. يصور أحد أعمالها الحديثة الشمس والقمر داخل بطاقة مع عبارة “아무도 날 모르는 곳에” باللغة الكورية والتي تعني “حيث لا يعرفني أحد”. وتم تصميم القلادة المربعة مع الشمس في الخلفية ومناظر لجبل شاسع والطبيعة الخضراء من أمامه في تصور للمكان “المجهول” وفقاً لمعنى العبارة. أما القمر فتم التعبير عنه بطريقة بسيطة، وهو معلق على الأوتار السوداء والرمادية.

مصدر إلهامها هو الناس وقصص حياتهم

تحاول سيون أن تفهم الحياة التي يعيشها الزبائن، وتستمد إلهامها ممن تقابلهم ومن قصص حياتهم التي يشاركونها معها. وبالاستماع إليهم والتواصل معهم عن قرب، يمكنها أن تبدع وتخرج بأفكار مختلفة لرسوماتها. وأحياناً يشارك الزبائن في عمل تصاميم فريدة من نوعها.

إليكم هذا الوشم الذي قامت سيون بعمله بالتعاون مع (Zihaes.tale)، وهو يعبّر عن الصراع الذاتيّ داخل الإنسان، والذي ترى الفنانة أن “مواجهته صعبة أحياناً، إلا أنها جزء منا ومن المشاعر التي نحتاجها”.

تمثل الخيوط الزاهية والداكنة طرفي الذات المضطربة؛ الخيوط بشكل عام تمثل التدفق والقلادات تعبر عن فتاتين مختلفتين، يتضح أنهما وجهان لشخصية واحدة.

لا تتعب سيون أبداً من التعلم ومشاركة معرفتها

تقضي الفنانة الكثير من الوقت في التعرف على الرموز التي ستصبح أساسية في عملها. وبقيامها بذلك، تسعى لتشكيل تصاميم فريدة لكل شخص يقصدها. الوشوم تصبح كتعويذات لحاملها، لذلك فمن المهم جداً أن يستعين الفنان باللغة المناسبة من الإشارات والصور، وأن يظهر أن لكل إنسان مكان فريد في الكون.

لدى سيون كذلك بعض الوشوم على جسمها من رسم أشخاص تحبهم وتحترمهم، ومن آخرين لم يكتب لهم الاستمرار في حياتها لفترة طويلة. كل وشم يشبه صفحة من ألبوم عائلي لها، وتعتز بكل واحد منها.

الفنانة مغرمة ببلدها وتريد نشر ثقافته

عند سؤالها عن ماهية رسالتها الخاصة لزبائنها، لم تتردد سيون في القول: “من خلال عملي، آمل أن يقدّر الناس حول العالم الجمال الجوهري للثقافة الكورية التقليدية، إلى جانب الجمال الظاهري، فالنوريغاي والمروحة والهانبوك والعقدة، كلها رموز للروح الكورية المتمثلة في ‘الروابط’ بين الأفراد، وتحمل رسائل قوية أود مشاركتها مع الجميع”.

ما فكرة الوشم التي تفكر فيها لنفسك؟ وهل من قصة وراء هذه الفكرة؟