توهُّج نيكولاس كيج حوّله إلى ممثل (وميم) لا يستطيع الإنترنت نسيانه
من المؤكد أنك سمعت بنيكولاس كيج من قبل. إذ يعتبره البعض ممثلاً سيئاً، بينما يراه الآخرون جيداً. لكن الأهم هو أنه اكتسب مكانةً خاصة في قلوب كلٍ منا. ولا يرجع ذلك إلى بطولته لعددٍ من الأفلام الكلاسيكية على مدار عقود فقط، بل لأنه من المؤكد أنك رأيته في إحدى ميمات الإنترنت على الأرجح، حتى وإن فاتتك أفلامه.
ونريد في الجانب المُشرق أن نقدم لكم ملخصاً سريعاً عن مسيرة الممثل الأسطوري نيكولاس كيج، ولهذا اخترنا أفضل الميمات التي يظهر فيها حتى نوضح فكرة مقالتنا. فاستمتعوا بالقراءة!
وُلِدَ نيكولاس في عائلة كوبولا، وغيّر اسمه إلى نيكولاس كيج في مستهل مسيرته الفنية حتى يحقق النجاح في هوليوود بمجهوده الشخصي. وربما أخرج عمه فرانسيس فورد كوبولا أول ثلاثة أفلام في حياته، لكنها كانت مجرد بداية لمسيرةٍ طويلة وحافلة.
ويرجع الفضل في جزءٍ من نجاحه إلى طريقته المميزة في التمثيل. إذ يستطيع غالبية الناس أن يتذكروا شكل وجهه بسهولة بفضل أسلوبه. ونتحدث هنا عن أسلوبه في التمثيل الذي قد يعتبره البعض "مبالغاً فيه"، لكنه يعد من طرق التعبير باستخدام التعبيرية المعاصرة. ولا شك أن تمثيل كيج قدّم لنا بعض الأفلام الرائعة. كما منحنا كذلك بعض الميمات التي لا تُنسى مثل ميم فيلم قبلة مصاص الدماء (Vampire’s Kiss)، عندما يجن جنون شخصية كيج لقناعته بأن امرأةً من مصاصي الدماء قد قبّلته. وقال الممثل: “تذكَّر نجوم الأفلام الصامتة والتعبيرية الألمانية. حاولت أن أكون تجريدياً. وربما يعتمد البعض الأسلوب الطبيعي، لكنني فضلت أن أكون أكثر تعبيرية”.
وتضمنت المرحلة الأولى من مسيرة كيج الفنية الكثير من التجارب في أفلامٍ مثل فتاة الوادي (Valley Girl)، ومجذوبة القمر (Moonstruck)، والحياة البرية في القلب (Wild at Heart). ومن هنا بدأ نيكولاس يُتقن طريقته في التمثيل ويتعلم اختيار الأفلام التي تناسبها. وأوضح الممثل أنه يجازف بأساليب جديدة في التمثيل عندما “تواجه شخصياته مشكلةً ما، سواءً كانت مرضاً عقلياً أو إدماناً أو غيرها. ودائماً ما يكون هناك محرك طبيعي لهذا السلوك، ولهذا اتخذت قراري بالتجربة والتطبيق بنفسي”.
ومع مرور الوقت، بدأ نيكولاس يحصل على المزيد من الأدوار الكبيرة التي فتحت له أبواب الشهرة. حيث شارك خلال تلك المرحلة في العديد من الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً بشبابيك التذاكر مثل كون إير (Con Air)، والوجه المخلوع (Face/Off)، والصخرة (The Rock). ومنحتنا تلك الأفلام أيضاً مجموعةً من الميمات الرائجة التي زادت شهرته حتى في أوساط الناس الذين لم يشاهدوا أفلامه.
لكن هذا لا يعني أن نيكولاس لم يشتهر بصفته ممثلاً مرموقاً أيضاً. إذ حصل في تلك المرحلة على جائزة أوسكار عن فيلم مغادرة لاس فيغاس (Leaving Las Vegas)، وترشّح لجائزة أوسكار أخرى عن دوره في فيلم التكيف (Adaptation).
وبدا أن كل الأمور تسير على ما يُرام للممثل الموهوب. لكن مشكلاته الشخصية والمالية تسببتا في نسيان الجمهور له ببطء.
وجاء تراجعه نجوميته نتيجة عوامل مثل استخدام طريقته المميزة في التوقيت الخطأ، والمشاركة في أفلام لم يستقبلها النقاد استقبالاً جيداً. حيث ظهر خلال هذه الفترة في أفلام مثل الرجل الغصن (The Wicker Man)، والسائق الشبح (Ghost Rider)، وصبي الساحر (The Sorcerer’s Apprentice)، والتالي (Next). لكن هذه المرحلة الأخيرة من مسيرته الفنية هي التي “وهبتنا” مجموعةً من ميمات الإنترنت الشهيرة مثل ميم “حُجّتك غير منطقية” وغيرها من الميمات.
كُتِبَ في التغريدة: “نيكولاس كيج ممثلٌ رائع. كما يلعب دور البطولة في واحدة من ميمات الإنترنت التي أفضلها”.
وأصبح الممثل بعدها واحداً من أكثر الوجوه المفضلة على الإنترنت. ويمكن القول إن مرح نيكولاس يكمن في إمكانية تحويل أي شيء إلى ميم إنترنت، طالما أنه يحمل وجهه.
كُتِبَ في التغريدة: “أُحمِّل المخلوقات الفضائية المسؤولية عن ميمات القطط التي تحمل وجه نيكولاس كيج”.
ويتمتع وجه الممثل بقبولٍ كبير بين محبي ميمات الإنترنت، وربما يرجع أحد الأسباب إلى حقيقة كونه شخصيةً غريبة الأطوار حتى بعيداً عن الشاشة. إذ يمتلك كيج شخصيةً مميزة حتى وهو بعيد عن عدسات الكاميرات. حيث أطلق الممثل على ابنه مثلاً اسم "كال-إل"، تيمُّنا بشخصية قصة دي سي كومكس المصورة. فضلاً عن هوسه النادر بالحيوانات الأليفة الغريبة. حيث يمتلك أخطبوطات، وثعابين كوبرا، وأسماك قرش، وينام مع تماسيحه. ودفعه هوسه بالحيوانات الغريبة لشراء أحفورة ديناصور من فصيلة التربوصور في مزادٍ علني، لكنه لم يستطع الاحتفاظ بها نتيجة المشكلات القانونية.
ويكمن دليلٌ آخر على غرابة أطواره في اهتمامه بالعقارات المسكونة. إذ اشترى نيكولاس العديد من القصور المسكونة، كما اشترى ناووساً من قبل. ورسم توجيهات محددة بالفعل حول طريقة التعامل مع جسده عند إعداده لرحلته الأبدية.
كُتِبَ في التغريدة:
“أصبحت مغرمةً بميمات القنفذ سونيك الذي يحمل وجه نيكولاس كيج”.
*فقام بتدوير هاتفه ليريني الميم التالي*:
ولحسن حظ الممثل وجمهوره أن كل العوامل تشير إلى حقيقة أن مسيرته الفنية ستشهد تغييراً آخر، وأنه يستعد لعودة المنتصرين. حيث ظهر خلال السنوات الأخيرة في أفلامٍ حازت إعجاب النقاد من جديد. ونتحدث هنا عن أفلام مثل أمي وأبي (Mom and Dad)، وماندي (Mandy)، و(Pig). بالإضافة إلى فيلم وزن الموهبة الهائل الذي لا يطاق (The Unbearable Weight of Massive Talent)، الذي منحه الفرصة لتجسيد شخصيته والانطلاق في رحلة حنينٍ إلى الماضي بين أكثر أعماله أيقونية، ليبرهن مرةً أخرى على الأسباب التي جعلته من الفائزين بجائزة أوسكار.
كيف سيكون رد فعلك إذا تحولت إلى ميم إنترنت؟