الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

جمال السناجب لا يصدق.. مصور يكرس حياته لالتقاط صور لها سرقت قلوبنا

عندما نذهب إلى رحلة في الغابة ونصادف أحد السناجب هناك، فإننا سرعان ما نخرج كاميراتنا ونلتقط الصور لنخلد هذه الذكرى اللطيفة للأبد، ولكن عادة ما يهرب السنجاب الشقي قبل أن نتمكن من التقاط الصورة المنشودة. أحد المصورين الفوتوغرافيين السويديين، وهو جوني كابا، محظوظ للغاية، لأنه يستطيع الاستمتاع بسحر السناجب الحمراء طوال الوقت. لقد قضى سنوات وهو يحاول التقرب إليها في غابات السويد، وقد أتيحت لنا الفرصة لكي نطرح عليه بعض الأسئلة حول علاقته بهذه القوارض الصغيرة المدهشة.

صادفنا في الجانب المُشرق صور جوني الجميلة التي تخلد عجائب السناجب ومغامراتها، ولا يسعنا إلا أن نمنحكم مقعد المتفرج في الصف الأول لمشاهدة هذه الصور بدوركم والاستمتاع بها مثلنا.

يسافر السيد كابا كثيراً، لذلك فهو يحاول زيارة القوارض الصغيرة مرة واحدة أسبوعياً عندما تكون الشمس مشرقة، ورغم إشراق الشمس، تكون أرضية الغابة مظلمة على عكس المتوقع. السناجب لا تأتي للتجول في فصل الصيف إلا لبضع دقائق فقط ثم تهرب بعيداً، ولكن في فصل الشتاء، تأتي كثيراً لأنها تحب الجوز الذي يحضره لها السيد كابا.

يقول جوني للجانب المُشرق: “علاقتي بالسناجب تعتمد حصرياً على تقديم الطعام لها، وهذا هو محور صداقتنا، فأنا لست مروضاً للسناجب. ورغم ذلك، فأنا أتحدث إلى السناجب بشكل طبيعي، فعندما أكون في الغابة لا يوجد أحد آخر لأتحدث إليه، وأحياناً تبادلني السناجب الحوار”. وأضاف أن السناجب لا تحب التحدث كثيراً، وكل ما تقوله في الغالب للسناجب الأخرى هو "ابقوا بعيداً!"، ولكن إذا صادف في مرة وعبرت له عن أي شعور ينتابها، فعادةً ما يكون شيئاً يشير إلى شعورها بالخطر الوشيك.

وعندما تحدثنا معه عن آلات التصوير التي يستخدمها لالتقاط جمال هذه المخلوقات، قال إنه يستخدم كاميرات m43 لأنها أصغر حجماً وأخف وزناً، وتمنحه حرية الحركة والتنقل، بل وحتى التصوير على أعالي الأشجار عن طريق عدسة طويلة مقربة، تصل إلى 1200 ميليمتر. أما بالنسبة للصور المأخوذة عن قرب، فيقول إنه يحضر مصابيح استوديو، حيث يضطر للتصوير عكس اتجاه أشعة الشمس، محاولاً الحصول على أفضل جودة ممكنة. يبقى لبضع ساعات في الغابة، ثم يتوجه إلى منزله.

طلبنا من جوني أن يحدثنا عن لحظة مع السناجب لم يستطع التقاطها بالكاميرا، فقال لنا: “السناجب تبدو كما لو أنها تعيش في منطقة زمنية مختلفة عنا، فهي سريعة جداً، لدرجة أنني لو صورتها بتقنية التصوير البطيء جداً، فسيبدو المقطع كما لو أنه بالسرعة العادية لنا”.

وقال السيد كابا للجانب المُشرق إن إحدى الحقائق المثيرة للاهتمام عن السناجب أنها تأكل فطر عيش الغراب، بل وتخزنه في أعالي الشجر وتجففه هناك. وذكر أن الدرس الأهم الذي تعلمه من السناجب الحمراء هو “ألا يفكر كثيراً في المستقبل، وأن يستمتع باللحظة الراهنة”.

هل سبق ورأيت سنجاباً في البرية؟ هل نجحت في التقاط صورة له؟ إذا أصبحت سنجاباً لمدة يوم واحد، فماذا سيكون الشيء المفضل لك لتفعله؟

الجانب المُشرق/التصوير الفوتوغرافي/جمال السناجب لا يصدق.. مصور يكرس حياته لالتقاط صور لها سرقت قلوبنا
شارك هذا المقال