10 أخطاء تربوية حريّ بنا التوقف عن ارتكابها من أجل أطفالنا
غالباً ما توصف الأمومة والأبوة بأنهما أصعب الوظائف على الإطلاق. وكما هو الحال في أي وظيفة أخرى، هناك دائماً مساحة للأخطاء. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، فإن المخاطر تكون كبيرة جداً. فالأشياء الخاطئة التي نقوم بها أو نقولها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية عندما يشق أطفالنا حياتهم في عالم الكبار. ولحسن الحظ، فإن علماء النفس الأسري مستعدون دائماً لإرشادنا في هذه الطريق الوعرة ومساعدتنا على تنشئة أطفال نجباء وسعداء.
لقد اكتشفنا في الجانب المشرق مجموعة من أفدح الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والأمهات عند تربية أطفالهم حسب ما يعتقده ثلة من أهل الاختصاص، وهذه قائمة بـ 10 منها.
اتخاذ القرارات بدلاً من طفلك
يمكن أن يكون منح طفلك مساحة لاتخاذ قراراته واختياراته الشخصية أمراً جيداً لراحته النفسية. فالواحد منا حين يشعر بأن هناك من يتحكم في جوانب حياته الخاصة، تبدأ معاناته من التوتر والقلق بشكل تلقائي. حاولي ألا تحدي من خيارات طفلك، أو تفرضي عليه نصائح قد لا يحتاجها. وبدلًا من ذلك، حاولي تشجيعه على اتخاذ قراراته الخاصة، على أن تكوني حاضرة عندما يحتاج لمشورتك وإرشادك.
الانتقاد والمقارنة
يمكن للانتقاد الشديد أن يؤثر على احترام طفلك لذاته، ويضعه في مواقف لن يتمكن فيها من الاحتفال بإنجازاته، بل سيشعر كأنه غريب في محيطه. يعتقد خبراء التربية الأسرية أن العبارات التي تبدأ بـ “لماذا أنت هكذا...” أو “لماذا لا يمكنك أن تكون مثل ...” يمكنها أن تحدث ضرراً خطيراً بالانسجام النفسي لطفلك، وقد يحتاج بعدها إلى الكثير من الوقت للتعافي من تبعاته.
عدم إتاحة الفرصة له لارتكاب الأخطاء
نتعلم الكثير من دروس الحياة عبر ارتكاب الأخطاء. ولكن عندما نحاول حماية أطفالنا من أخطائهم الخاصة باستمرار، فإننا نحرمهم من فرصة مواجهة عواقب خياراتهم وأفعالهم. لذا، في المرة القادمة التي تريد فيها منع طفلك من القيام بأمر ما، حاول التفكير في الجوانب الجيدة التي قد يختبرها من خلال أخطاءه المحتملة.
التحدث أكثر من الإنصات
في عالم تربية الأطفال، يعد الإنصات أحد أهم المهارات التي ينبغي أن يمتلكها الوالدان. فقد يحدث في بعض الأحيان أن نتسرع في تلقين أطفالنا الدروس بشأن أمر ما، في الوقت الذي يفترض بنا أن نستمع إليهم وحسب. إن كونك مستمعاً جيداً لطفلك علامة صادقة على الحب والدعم. عود نفسك على طرح أسئلة تبدأ بـ “ماذا” أو “كيف” بدلاً من "لماذا"، لتشجيعه على إخبارك بالمزيد عن مشكلاته، وسوف تتمكنان معاً من إيجاد حلول مناسبة لها.
السماح لطفلك بالتهرب من المسؤولية
يعتقد بعض الآباء والأمهات أن فترة الطفولة ينبغي أن تكون كلها متعة، فيقررون تحرير أطفالهم من جميع الأعباء المنزلية وأي أمر من هذا القبيل. ولكن في الواقع، فإن تشجيع أطفالك على القيام بالأعمال المنزلية التي تلائم أعمارهم، سيساعدهم على أن يصبحوا بالغين مسؤولين، حسب رأي عدد من خبراء علم النفس.
غض الطرف عن المشاكل المدرسية
لا تظهر العلامات الدراسية المتدنية ومشكلات السلوك في المدرسة دائماً نتيجة لكون طفلك كسولاً أو غير متحمس. ولكن العديد من مشكلات الأداء المعرفي وحضور الذاكرة وغيرها من الجوانب الأخرى المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية، يمكن أن تكون سبباً لمشاكل الطفل مع التعلم المدرسي، ولا ينبغي تجاهلها تحت أي ظرف.
توقع الكمال من الأطفال
من الطبيعي للغاية أن يأمل الآباء والأمهات الأفضل، ويتوقعون أكثر وأكثر من أطفالهم، ولكن التوقعات العالية جداً قد تجلب المشاكل، كما يقول الخبراء. فأولاً، علينا أن ندرك أن أطفالنا لا يستطيعون أن يكونوا الأفضل في كل ما يفعلونه. وثانياً، بدلاً من دفعهم ليكونوا دائماً أفضل من الآخرين، يجب أن نركز على إنجازاتهم المحققة، ومساعدتهم على تحسين مهاراتهم لأنفسهم هم، بعيداً عن أي مقارنات.
تعويض أحد الوالدين للآخر
يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى معاملة أطفالهم وفق لعبة الشرطي الجيد والشرطي السيء، محاولين أن يكون أحد الطرفين أكثر ليناً أو أكثر صرامة لتعويض الطرف الثاني. في الواقع، يمكن أن يسبب هذا النهج المزيد من المشاكل. فبهذه الطريقة، يتنازل الوالدان لبعضهما البعض، بدلاً من تشجيع الطفل على السعي إلى التوصل إلى حلول معهما معاً.
القيام بأشياء يمكن للأطفال تنفيذها بأنفسهم
إن إتاحة الفرصة للأطفال للتصرف بمفردهم يعد دليلاً على تربية أشخاص سيكونون حاسمين ومستقلين عندما يكبرون. وبالمقابل، إذا كنت من النوع الذي يبذل يستهلك جل وقته وجهده من أجل أطفاله، فإن الخبراء يقترحون عليك اتباع هذه الطريقة:
ـ اكتبي كل ما فعلته لطفلك خلال أسبوع.
ـ في نهاية الأسبوع، انظري إلى القائمة ثم اشطبي الأشياء التي يمكن لطفلك القيام بها بنفسه وتوقفي عن تنفيذها بدلاً منه.
ـ ضعي دائرة حول الأشياء التي يمكن لطفلك القيام بها جزئياً ودعيه يجرب القيام بها.
ـ واصلي مساعدة طفلك في كل المهام المتبقية.
مخالفة الفعل للقول
عندما نكذب أو نلوم الآخرين أو نلعب دور الضحايا، بينما نطلب من أطفالنا ألا يفعلوا مثل هذه الأشياء أبداً، فإننا نكون غير منسجمين مع أنفسنا. ويشبّه الطبيب النفسي شـون غروفر لومك طفلك على تصرف تعمله منك، بـ"إلقاء اللوم على المرآة التي تقلد حركاتك". يجب على الأبوين أن يكونا قدوة جيدة لطفلهما، ويتحليا بما يكفي من الشجاعة للاعتراف بالأخطاء دون حرج.
هل تتفق مع الخبراء في النصائح الواردة أعلاه؟ ما هي الأخطاء التربوية الأخرى التي يمكنك إضافتها إلى القائمة السابقة؟ ننتظر مرورك الجميل المعتاد في قسم التعليقات أدناه!