8 طرق للتعامل مع الطفل مفرط الحساسية
حوالي 15٪ إلى 20٪ من الأطفال الذين يولدون سنوياً يتسمون بالحساسية المفرطة. هذا يعني أنهم يدركون تماماً ما يحدث من حولهم وقادرون على التفاعل معه فوراً. ورغم أن هذا ليس بالأمر السيء، إلا أنه يتطلب من الوالدين الكثير من الجهد والصبر للحفاظ على الصحة النفسية لطفلهم. قد يكون الأمر مرهقاً جداً، لكن النتيجة تستحق العناء.
نود في الجانب المُشرق تقديم بعض النصائح لمساعدة الآباء والأمهات على فهم مشاعر طفلهم الحساس بوعي أكبر.
1. كن متفهماً وتحدث إليه.
إذا كان طفلك يبدي بعض الانفعالات الحادة في الأماكن العامة، فلا تحاول قمع مشاعره بطلبك منه التوقف عن البكاء والصراخ. تقبل تلك المشاعر وتحدث مع طفلك عنها. اجلس قريباً منه وحاول معرفة السبب الذي جعله يشعر بهذا، لكن لا تحاول تقديم حلول سريعة. ما يمكنه فعله هو تعليم طفلك الطريقة الصحيحة للتعامل مع مشاعره أثناء تواجده في الأماكن العامة لتجنب التعرض للمواقف الصعبة.
2. أخبره أن التعبير عن المشاعر أمر طبيعي تماماً.
رد الفعل المعتاد للكثير من الآباء والأمهات إزاء بكاء أطفالهم في الأماكن العامة، هو أخذ الطفل إلى مكان بعيد عن الآخرين. نتيجة لهذا، يشعر الطفل أن مشاعره ليست ذات قيمة، وبأنه يرتكب خطأ ما. بدلاً من فعل ذلك، اجلس مع طفلك وأنصت إليه لتعرف ما يشعر به حقاً، ووضح له أن ذلك طبيعي تماماً. حاول التواصل مع طفلك وأظهر له الدعم، ولا تجعله يشعر أن انطباعات الآخرين هي كل ما يهمك.
3. وضّح له “خطأه في التعبير” واقترح البدائل.
قد تؤدي بعض التعبيرات لدى هؤلاء الأطفال، دون أن يدركوا، إلى نفور أقرانهم وابتعادهم عنهم. لذا من الضروري أن يوضح الوالدان لطفلهم هذه التعبيرات التي ينبغي أن ينتبهوا لها. يحتاج طفلك أن يعرف كيف يبدو شكله عندما يتوتر أو عندما يزعجه شخص ما. ربما يشعر بالضيق في البداية، لكن قد تكون النتائج رائعة إذا واظبت على فعل ذلك.
الخطوة التالية هي أن يحرص الوالدان على تعليم الطفل ردود فعل أفضل. أخبره عند شعوره بالانزعاج من أحدهم أن يكتفي بالابتعاد، أو أن يتنفس بعمق. يمكن أيضاً أن يساعدة أسلوب العدّ إلى 10 في التعامل بإيجابية مع المواقف المزعجة والسيطرة على مشاعره.
4. كن صبوراً وامنحه وقتاً كافياً بمفرده.
يتعجل الكثير من الآباء والأمهات في اصطحاب أطفالهم إلى العديد من الأنشطة بمجرد التحاقهم برياض الأطفال. لكن الطفل الحساس يكره تجمعات الأطفال الكبيرة والأنشطة الصاخبة، ويفضّل البقاء في المنزل. يمكنك قضاء المزيد الوقت الخاص مع طفلك، والقيام ببعض الأنشطة، كالقراءة أو اللعب سوياً. ولا حاجة للقلق بشأن علاقاته الاجتماعية، لأن الأهم بالنسبة له في هذه المرحلة هو الشعور بأنه محبوب ومقبول.
5. ساعده على تجاوز مخاوفه تدريجياً.
الوسيلة المُثلى لجعل الطفل يتغلب على مخاوفه البسيطة، هي فعل الشيء الذي يسبب له خوفاً. لكن هذا الأمر حساس للغاية، ويجب أن يحدث تدريجياً وبقدر كبير من الوعي. بمجرد استخدام الطريقة الصحيحة، تكون سرعة تغلب الأطفال على مخاوفهم مدهشة حقاً. ومع ذلك، يجب أن تحرص ألا يشعر الطفل أن الأمر بمثابة عقاب له كأنه ارتكب خطأ ما.
6. يمكن لاقتناء حيوان أليف مساعدتك كثيراً.
لقد ثبت أن الحيوانات الأليفة هي خير رفيق للأطفال الذين يتميزون بحساسية مفرطة. يرجع هذا إلى حقيقية أن الحيوانات الأليفة عادة ما تكون حساسة وحنونة مثلهم تماماً. لهذا، يسهل على الطفل التواصل مع الحيوان الأليف أكثر مما سيفعل مع أحد أقرانه الذي قد يثير لديه مشاعر سلبية. بالنسبة للأطفال، يمكن للتواصل مع الحيوان أن يقدم لهم الإدراك الذي يحتاجونه في هذا العالم المُربك بالنسبة لهم.
7. توفير أماكن في المنزل يشعر فيها الطفل بالأمان.
الأطفال الحساسون أكثر انفتاحاً على محيطهم ويشعرون بالارتباك بسرعة كبيرة. لذا من الضروري أن تخلق في منزلك مساحة آمنة تسمح لهم بالتعامل مع مشاعرهم. يمكن لطفلك في هذا المكان ممارسة أنشطته المفضلة، أو النوم، أو الاستلقاء، بينما تقرأ له قصصه المفضلة. دعه يشعر أن بإمكانه استخدام مساحته الآمنة كلما شعر أنه بحاجة لأخذ قسط من الراحة.
8. كن لطيفاً جداً فيما يتعلق بأساليب التأديب.
يتمتع طفلك على الأرجح بإحساس قوي بالقيم الأخلاقية، ولن يتردد في انتقادك إن أحس أن تصرفاتك يشوبها النفاق. كذلك سيقسو طفلك في الحكم على نفسه إن لم يمتثل للقواعد التي وضعتها في المنزل. لهذا، يجب أن تضع حدوداً تنطبق على جميع أفراد المنزل. تجنب الانتقاد وتأكد بأن العواقب المترتبة على القوانين التي وضعتها عادلة ومُطبقة على جميع أفراد الأسرة.
هل لاحظت أيّاً من هذه السمات في شخصية طفلك؟ هل كنت طفلاً مفرط الحساسية في صغرك؟ إن كان الأمر كذلك، أخبرنا كيف تعامل معك أبواك؟