امرأة تقرر منع أمها من رؤية مولودها الجديد والأم تستشيط غضباً
دائماً ما تكون العلاقات الأسرية معقدةً ويصعب التعامل معها لأننا تعلمنا أن نضع العائلة فوق كل اعتبار. ولكن يعجز الآباء أو الأبناء أحياناً عن التواصل بطريقةٍ صحية، وهو أمر يرجع عادةً إلى الطفولة التي عاشوها. ولهذا يدور السؤال حول كيفية التعامل مع الآباء والأمهات المخيفين، الذين يقدمون المطالب ويتوقعون منا أن نرضيهم؟ ويمكن القول إن الخيار هنا شخصيٌ للغاية، ولكن كثيراً ما تكون بحاجةٍ لاتخاذ قرارات صعبة.
وقد تواصلت قارئة قلقة للغاية مع الجانب المُشرق وأخبرتنا بقصتها مع أمها التي تجعل حياتها صعبة.
اجتمع بعض الزملاء في الجانب المُشرق معاً لإجراء حديثٍ حول المشكلة، وربما نمتلك بعض النصائح التي ستساعد على تهدئة الأفكار في عقل فيليسيتي.
إلى فيليسيتي العزيزة،
نود أولاً وقبل كل شيء أن نشكرك على اختيارنا لمشاركة مشكلتك. ويمكن القول إن قصتك صعبة بعض الشيء نظراً لأن والدتك تبدو كشخصيةٍ شديدة التعقيد ويصعب الحديث إليها. ولا شك أن الأمر سيكون أسهل كثيراً إذا كان بإمكانكما الجلوس معاً والحديث بانفتاح. لكن هذا الموقف هو نقيض ذلك تماماً، ولهذا سيتعين عليك اتخاذ تدابير مختلفة عما فعلته بالفعل.
- يبدو أنها تحتاج إليك أكثر من حاجتك إليها: لقد ذكرت أنها دائماً ما تتواصل معك حين تريد شيئاً فقط. ولا يعني هذا أنها لا تكترث لأمرك، بل قد تكون مجرد طريقة منها للتواصل معك بينما تحاولين الحفاظ على المسافة بينكما. وربما تبدين كشخصٍ مستقل لديه القدرة والرغبة في مساعدة الآخرين، وربما ليس لديها أي شخصٍ آخر يمكنه المساعدة بالطريقة نفسها.
- تنتقدك والدتك كثيراً وربما يرجع هذا لأسبابٍ مختلفة. لكن التفسير الأقرب هو أنها مهتمة بنجاحك في تحقيق شيءٍ جيد في حياتك، حتى أنها قد تشعر بالتهديد من هذا، وتحاول بالتالي الانتقاص من قدرك. وتذكري أنها تلجأ لك كلما احتاجت لشيء، مما يعني أنها تدرك سمو قدرك لكنها ساخطة لأنك لا تحتاجين إليها أيضاً.
- تريد أن تشعر بحاجتك إليها، لكنها تدرك أن هذا ليس واقع الأمور على الإطلاق. وتعتبر هذه من أكبر المشكلات التي تواجهها الأمهات حين يكبر أطفالهن ويتوقفون عن الارتباط بهن على مدار الساعة. ولكن طريقتها المزعجة في فعل ذلك لن تجعل الأمور تتحسن. ولهذا تختار الشعور بالاستياء منك.
- لقد أهانتك أيضاً، بناءً على تجاربك السابقة حسب المرجح. وهذا أمر لا نعرفه الآن، لكن استخدام أمك لوصف “المتسيبة” هذه المرة يعني أنكما مررتما بموقفٍ مشابه في الماضي. ولا يحق لها بالطبع أن تحكم عليك أو على ماضيك، كما لا يجب أن تقبلي هذه التلميحات من أي شخص، حتى وإن كانت والدتك.
- تحاول متعمدةً أن تجرح مشاعرك. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ربما تتطلع في الواقع إلى مثل هذه الفرصة. وربما تفعل ذلك بدافع الملل، أو البحث عن الإثارة.
- كنت محقةً بالانفصال عنها. يمكن القول إن الحديث مع شخصٍ شديد الاستبداد بهذه الدرجة لن يسفر سوى عن مواجهاتٍ غير سارة. ولهذا يكمن الخيار الأفضل في الابتعاد عن هذه النوعية من الأشخاص لفترة، على أمل أن يعيدوا التفكير في سلوكهم ويقوموا بتعديله. ويحق لك هنا أن ترسمي حدودك، ويتعين عليها أن تحترمها إن أرادت الحفاظ على علاقتها معك.
- لك كامل الحق في منع أمك من لقاء طفلك. لا يوجد قانون يكفل أي حقوقٍ للأجداد، مما يعني أنك تستطيعين تقرير ما إذا كانوا سيلتقون أم لا باعتبارك أم الطفل. وإذا شعرت أن تدخل والدتك سيكون له تأثير سلبي على حياة أسرتك؛ فمن حقك أن تبعديها عن العائلة أو تسمحي لها بزيارات مقيدة. كما يمكنك استخدام وسيط محترف في المستقبل إذا كنت تشعرين أنك عاجزة عن التواصل مع والدتك في ما يتعلق بالطفل.
هل اضطررت من قبل إلى إبعاد أحد والديك عن طفلك؟ وما السبب يا ترى؟ وكيف تعامل والداك مع الموقف؟